جريدة الحقيقة الإلكترونية
همس الكلام..
سؤالٌ بلا إجابة، يحتلُّ تجاويف العمر ويُهلك النبضَ حين يحاول عبثًا به اللحاق..
مَن أنا؟
أهذه الموجودة بينكم؟ أم الأخرى الساكنة في الظِل؟
هل هما تختلفان؟ أم تتفقان!؟
في الخفاء والعَلن، في الصمت والكلام، في الهدوء والغضب..
ربما تنتظران اللقاء، وربما لا تفترقان..
خلف كل همسةٍ هناك قصة، حكاياتٌ وحكايات لم تجرؤان على الإفصاح عنها..
فكلّ حرفٍ يغزوه الشك والريبة، ذهبتْ، كتبتْ، قالتْ، حدّثتْ وربما رافقت ثم فارقت..
وخلف كل فعل ألف ردّ فعل، ينسجون عنّا أثوابًا موشّاة بالكذب، والإفتراء..
لأننا عشنا طُلقاء، دون الإكتراث لغبائهم، لشهوة الظلم في تفكيرهم وعقولهم التي غشّاها النفاق..
فاعتادوا الإزدواج، لكلٍّ منهم ألف قناع، وألف حياة..
للظِل قناع، وللظهور بين الأقران رداء، وبين هذا وذاك تتعدد الآراء..
مجرد ملاءمة، أو مواءمة.. وكما يقولون لكلّ مقامٍ مقال..
هل صدّقتم هذا الهُراء!؟
فلا أظنهم قالوا لكلّ مقامٍ قناع، ولم يقولوا غيّر وجهك، واخلع قناعاتك، وما تفعله أنتَ في خفائك تلومُ عليه الأصدقاء..
من منّا لا يريد البقاء؟ ومن منّا لم يتعلق بالحياة؟!
لم يُنجِ الكذبُ أحدًا يومًا، ولم يشفع لهم رداء النفاق..
لستُ مثلكم، ولن أكون يومًا؛ فقلبي في الخفاء والعلن لا يبدّل لحنه ولو بعد ألف عام..
