تلاطفه..تخشى عليه من قطرات الماء عندما تبلل ملابسه خطئا وهي تروي عطشه’، يبكي فتناغيه وتلاعبه، يتألم فتداوي آلامه بصبر وسهر وتعب، كل شيء يهون لديها من أجل أن يبتسم وينام قرير العين مرتاح الخاطر ، يجوع فتهرع الى اطعامه بيدها أو بزجاجة الحليب التي وحده الله من يعلم هل تم تعقيمها قبل ملؤها أم أنها تتعاطى في كل مره مع هذا الصغير بنفس الأسلوب والطريقه، نعم أتحدث هنا عن الام البديلة (الخادمة) التي أصبحت في أيامنا هذه مطلب وحاجه لاغنى عنها ، وقنبلة موقوتة لامفر منها ، الاعتماد الكلي عليها أصبح شيئا مبالغا فيه ، قتلت في أطفالنا البراءة ، القيم، المبادئ ، احترام من هم أكبر منهم سنا ، البعض طبعا لايهمه أن يظهر طفله للعالم الخارجي بصحة نفسية سليمة ، لا يهمه سوى أن يقال عنه او عنها فلان أنجب او فلانه حضرت لحفل استقبال ملفت للانظار في المستشفى الفلاني او المكان الفلاني ، البذخ والاسراف والتباهي أصبح أهم من التربية والتنشئة السليمة وغرس أصول الدين في قلب ذلك الطفل ، الاهمال بات مبالغا فيه وبازدياد مع هذه (الهبة) الجديده التي تفشت في مجتمعنا ، فابن الاربع سنوات لايعرف كيف يعتمد على نفسه في أبسط الامور التي يمكن ان يتعلمها طفلا سويا في مثل عمره ، وابنة الست سنوات لاتعرف كيف تتعامل مع أقرانها أو من يكبرها سنا ، لايعرفون شيئا عن النظام والاصول ، عن الحياء والادب.، او تلك العادات والتقابيد التي تعلمناها منذ الصغر وأضافت لنا الكثير في المجتمع صحيح أن وجود الخادمه مطلب اجتماعي أصبح ضمن طبيعة هذه الحياة ،لكن علينا أن لانتغافل عن حقيقة ان وجود البعض منهن تلحق الضرر النفسي والاجتماعي بالطفل في ظل غياب الوالدين أو غياب المتابعة والرقابه على سلوكها مع الطفل (أضعف الايمان)، فما أهمية هذا النشء ان أصبح مختلا مريضا خاملا لايدرك أهميته في المجتمع في يد جيل من الآباء والامهات لايدركون أن الذرية من أجمل نعم الدنيا ومن أكرم عطايا الخالق التي يتمها عليهم .
وسمية الخشمان