بيان من النائب حمود الحمدان حول ما يحصل في اليمن اليوم: عاصفة الحزم استجابة خليجية لاستنصار اليمن ضد عصابات طائفية مدعومة إقليميا
قال الله تعالى {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} .
انتفضت دول الخليج واستنفرت استجابة لنداء الاستغاثة الذي وجهه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يشتكي فيه الآثار المدمرة والتعديات التي قامت بها عصابات طائفية استعرت بالقتل الطائفي وتسعى للانقلاب على الحكم هناك، وسيعود اليمن سعيداً بإذن الله.
وكما اعتدنا من قادتنا في الخليج الوقوف صفا واحدا ضد الأخطار المحدقة على المنطقة، وتمس اليمن الشقيق بعد أن عاثت فيه عصابات الحوثي الفساد بدعم مباشر وواضح ومعلن من دول إقليمية تسعى جاهدةً إلى محاولة الهيمنة على المنطقة. فكان القرار الموفق بضرب معاقلهم.
إن اليمن هو أصل العرب وأمنه من أمن الخليج، وهي أرض الإيمان والحكمة كما روى البخاري ومسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا ، الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ).
وها هو اليمن يعاني اليوم من الغدر والتعدي على البلاد والعباد، حتى المساجد ودور العبادة لم تسلم من الاعتداء حتى انعدم الأمن هناك تقريبا، واضطر أهل اليمن للاستنصار بإخوانهم وأشقائهم من أهل الخليج والدول العربية والإسلامية،
وهذا جهاد لدفع الصائل، وليس اعتداء أو حرب، وإنما حماية لأطفال يُتّموا ونساء ترملن ومسالمين يريدون العيش بأمن وأمان، وأناس يسعون لتطوير بلدهم وتنميته واستقراره الذي لا يمكن أن يتم في ظل ما يحصل اليوم هناك من اعتداءات طائفية متكررة وانقلاب عسكري وظلم بيّن، يريدون من خلالها تكرار ما حصل في العراق وسوريا، ولا أدل من ذلك ما ارتكبوه في منطقة دماج من قتل وهدم لبيوت الله، وتفجير لدور العلم.
ولم نكن كشعوب نتمنى اللجوء إلى القتال العسكري ولكن دولنا اضطرت إليه بعد استنفاذ كل المحاولات الدبلوماسية والسلمية لحل القضية، لأن الطرف المقابل لا يفهم إلا لغة السلاح، فظن أن المحاولات السلمية والدبلوماسية ضعف في ظل الدعم العسكري والمالي الكبير الذي يلاقيه من الاخطبوط الإقليمي الداعم له.
وفزعة الكويت مع أشقائها ليس بغريب علينا، فسبق أن شاركنا في الستينات والسبعينات في حرب مصر ضد الكيان الصهويني المعتدي، بالإضافة إلى أن لقوات درع الجزيرة مرسوم خاص يمنحها الحق في الدفاع عن دولها ضمن الاتفاقية الخليجية المشتركة.
وختاما نؤكد على دعمنا للخطوات التي اتخذها قادة دول مجلس التعاون في عاصفة الحزم، وضرورة الالتفات حول قادة دولنا والحرص على وحدة الصف والكلمة ونبذ الخلاف.
سائلين الله عز وجل لهم التمكين ودحر المعتدين، وأن يسدد الله رمي جيوش الخليج ويثبت أقدامهم ويجعل عاقبة أمرهم خيرا، وأن ترفل دولنا الإسلامية جميعا بالأمن والإيمان والاستقرار، وأن يوحد الله كلمة قادة الأمة وحكامها ويوفقهم لتطبيق شرعه في أرضه وبين عباده.