أكدت الكويت دعمها بشكل كامل مواصلة التعاون الثنائي والتنسيق بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وكذلك التعاون الثلاثي مع الاتحاد الافريقي فيما يتعلق بالنزاعات في افريقيا.
جاء ذلك في كلمة الكويت في جلسة لمجلس الأمن حول التعاون ما بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي.
واعرب العتيبي عن تطلعه لرؤية تعاون ثلاثي مماثل بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي امنيا وسياسيا واقتصاديا بما يحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية للدول والشعوب.
وقال “نتفق جميعا على أن عالمنا اليوم يواجه تحديات جسيمة وغير مسبوقة والتي يأتي على رأسها الإرهاب والتطرف العنيف والهجرة غير الشرعية والاتجار غير المشروع بالمخدرات والجريمة المنظمة عابرة للحدود”.
وأضاف ان تلك التحديات تتجاوز قدرة أي طرف بمفرده على مواجهتها وهو ما يستلزم تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل الحد من تداعياتها والقضاء عليها.
وأضاف “تقدر الكويت عاليا الدور الهام الذي تضطلع به المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في حفظ السلم والأمن الدوليين بما فيها الدور المحوري والمتنامي في منع وإدارة وتسوية النزاع في كافة مراحله وتدعو الكويت دوما إلى تعزيز وتطوير العلاقة والشراكة بين الأمم المتحدة وتلك المنظمات الإقليمية استنادا لميثاق الأمم المتحدة”.
واكد ان الهدف من التعاون الدولي على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة هو حل المشاكل الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الإنساني وذلك من خلال تعددية الأطراف.
وأشار العتيبي الى ان الاتحاد الأوروبي يمثل بما لديه من ثقل سياسي واقتصادي كبير على الصعيد الدولي ولكون دوله أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة لحفظ السلام بواقع 30 بالمئة من إجمالي المساهمات أحد أهم الأطراف الدولية القادرة على الاسهام بشكل فعال في إيجاد حلول للعديد من تلك التحديات التي تواجه العالم اليوم.
واعرب عن تقديره للجهود والتعاون المشترك لكل من الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي سويا في افريقيا خاصة في عمليات حفظ السلام في مالي وجمهورية افريقيا الوسطى إضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي وبناء القدرات وتدريب القوات الأمنية في القوة العسكرية الوطنية لمالي وقوة الساحل المشتركة.
وأشار العتيبي الى التعاون الثلاثي بين الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والأمم المتحدة في تمويل بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال والتعاون المميز مع الأمم المتحدة من خلال الجهود والمساعي التي يبذلها من أجل التوصل إلى حلول سليمة في البلقان عن طريق الحوار والمفاوضات ودورهما المشترك في حل النزاعات في مناطق مختلقة أخرى من العالم.
وذكر “ان كلا من أوروبا والعالم العربي يتشاطران بروابط تاريخية وقواسم جغرافية ويمتلك كلا الطرفين فضاء وبحارا مشتركة وكلها عوامل تعزز وتوطد من تعاوننا وتمكننا من خلق آليات التنسيق والسعي لشراكة نستطيع من خلالها دعم وتطوير علاقاتنا وتوسيع آفاقها لتحقيق المصالح المشتركة لدولنا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والتعليمية والطاقة والاستثمار”.
وتابع العتيبي “لعل في القمة الأوروبية – العربية الاولى التي عقدت منذ أسبوعين في مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية أبلغ دليل على الرغبة والنية الصادقتين لكلا الطرفين في تعميق وتوثيق أواصر وعرى التعاون في شتى المجالات كمكافحة الإرهاب والهجرة واللاجئين وتغير المناخ ونرحب بالاتفاق على عقد القمة القادمة في بروكسل عام 2022”.
ولفت الى ان الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات عده مباشرة وغير مباشرة يتمثل البعض منها في وجود بعض الصراعات الاقليمية التي طال امدها والتي استعرضها امام مجلس الامن الأسبوع الماضي رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والبعض الاخر منها يتمثل في تداعيات الأزمات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وبين العتيبي ان “بعض هذه الازمات تتأثر بها الدول الأوروبية وعلى وجه الخصوص الدول الواقعة على حوض البحر الأبيض المتوسط فإطالة أمد الازمات وتعقيدها يتطلب حتما تعاونا دوليا ثنائيا وتعاونا دوليا متعدد الأطراف”.
واكد ان تعاون الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية فيما يتعلق بالنزاعات الدائرة في المنطقة يساهم بإيجاد حل وتسوية لها والحد من تداعياتها وان فكرة عقد تعاون ثلاثي بين المنظمات المعنية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية قد تثمر حلولا فعالة لبعض النزاعات القائمة.
وقال العتيبي ان الكويت تدعم جهود الاتحاد الأوروبي في هذا الإطار وتشيد بجهوده لحل القضايا عن طريق الحوار والمفاوضات لاسيما دوره في الدفع باتجاه استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط ودعم حل الدولتين وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومن خلال اللجنة الرباعية لعملية السلام.
وأفاد بان الكويت والاتحاد الأوروبي يتشاطران الأهداف والمبادئ والقيم الرامية إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين والقائمة على مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة فضلا عن ترسيخ مبدأ التعددية وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالدبلوماسية الإنسانية.
وأوضح العتيبي انه تمت ترجمة ذلك على ارض الواقع من خلال التعاون المشترك في رئاسة عدة مؤتمرات دولية إنسانية مثل المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الأوضاع الانسانية لأقلية الروهينغيا اللاجئين في بنغلاديش وذلك بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الذي عقد في جنيف في أكتوبر 2017.
وأشار الى مشاركة الكويت في رئاسات مشتركة مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في المؤتمرات الدولية للمانحين بشأن دعم مستقبل سوريا الذي عقد في عام 2017 ومؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق الذي عقد في الكويت بفبراير 2018.