يوما بعد آخر تثبت المرأة الكويتية تفوقها في مجالات جديدة حاصدة بذلك ثمار جهودها ودعم جهات عدة في الكويت لتمكينها واعطائها الدور الذي تستحقه حتى أصبحت مثالا يحتذى به ومثلت حالة متميزة ترغب ناشطات كثيرات حول العالم الاقتداء بها.
فالرياضة بلا شك أصبحت بمنزلة ميدان لريادة المرأة الكويتية اذ شكل اعتلاؤها منصات التتويج الرياضي مؤشرا واضحا على مدى نجاحاتها المتحققة والدعم الذي تحظى به مجتمعيا واقتصاديا وسياسيا في الكويت لاسيما في مجال رياضة الفنون القتالية ومنها (الجوجيتسو) التي لطالما كانت حكرا على الرجال فحسب.
في هذا السياق أشاد عدد من المسؤولين عن رياضة (الجوجيتسو) النسائية في لقاءات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء بالإنجازات التي حققتها اللاعبات الكويتيات محليا وعالميا وبالدعم الذي تقدمه الدولة لهن لتهيئة البيئة المناسبة لتفوقهن وتميزهن.
وقال المدرب المعتمد الحاصل على الحزام الأسود من الاتحاد الدولي ل(الجوجيتسو) فوزان السابج ل(كونا) إن رياضة الجوجيتسو هي من الرياضات المختصة بالدفاع عن النفس وتعني فن الليونة واخضاع الخصم وتعتمد على حركات الإسقاط وتثبيت الخصم.
وأضاف السابج أنه يمارس هذه الرياضة منذ عام 2004 وشارك في العديد من البطولات وأبرزها بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي (الجوجيتسو) وأحرز فيها برونزية وأيضا ذهبيتين في بطولة آسيا وذهبيتين في بطولة العرب للعبة.
ولفت إلى انتشار العديد من المدارس المختصة برياضات الدفاع عن النفس والفنون القتالية وتحديدا (الجوجيتسو) مبينا أنه يتولى تدريب طلبته من كل الأعمار ولكلا الجنسين متمنيا زيادة الإقبال النسائي في الكويت على هذه الرياضة.
وعن إنجازات المرأة في هذا المضمار استشهد السابج بما حققته اللاعبة الكويتية البارزة سهام الخريف من إنجازات خصوصا أنها من أبرز اللاعبات وشاركت في العديد من البطولات العربية والمحلية وساعدت على انتشارها بين النساء.
وأوضح أن هذه الرياضة لها عدة أحزمة وكل حزام يرمز إلى مستوى معين وتبدأ بالأزرق ثم البنفسجي فالبني ثم الأسود (البروفيسور) في حين تختلف أحزمة البالغين عن الأطفال.
من جانبها، قالت اللاعبة الكويتية سهام الخريف ل (كونا) إنها لاعبة (كيك بوكيسنغ) وانها بدأت بممارسة رياضة (الجوجيتسو) ماسيساعدها على الانتقال إلى رياضات الفنون القتالية مشيرة الى ان شغفها برياضة الفنون القتالية جعلها تتقدم في هذا المجال.
وفيما يتعلق بالشروط المعينة الواجب توافرها في اللاعبين الراغبين بالانضمام إلى تلك الرياضة أكدت الخريف عدم وجود شروط معينة ما عدا ضرورة توفر اللياقة الجسدية والرغبة الاكيدة في التدريب اليومي والالتزام بساعات التدريب والثقة بالنفس لتجاوز أي صعوبات.
واعربت عن شعورها بالفخر والاعتزاز ازاء الانجازات التي حققتها حتى الان إذ شاركت في بطولة العين لمحترفي (الجوجيتسو) عام 2018 وحصدت المركز الأول بميدالية ذهبية كما شاركت في بطولة الفجيرة هذا العام وانتزعت الذهبية أيضا معربة عن رغبتها في خوض غمار المزيد من المنافسات المحلية والدولية.
من ناحيتها أعربت اللاعبة الكويتية سارة العدواني عن بالغ سعادتها بممارسة رياضة (الجوجيتسو) “إذ بدأت في سن الثانية عشرة وانضمت إلى مدرسة للفنون القتالية لتعلم الدفاع عن النفس ومن ثم توسعت في هذه الرياضة إلى أن وصلت إلى (الجوجيتسو)”.
وحول البطولات التي شاركت فيها قالت العدواني إنها شاركت ببطولة العين لمحترفي (الجوجيتسو) عام 2018 وحصلت على الذهبية وبطولة (غراند سلام وورلد تور أبوظبي) هذا العام وحصلت على الذهبية وبطولة كيمورا بالكويت هذا العام وحصلت على الذهبية.
بدورها، قالت اللاعبة الكويتية آمنة السعيد لـ(كونا) انها بدأت ممارسة هذه الرياضة بعد ان انضمت الى احد اندية الفتيات لتعلم فنون الدفاع عن النفس ومن ثم تطورت لديها رغبة تعلم المزيد إلى أن وصلت إلى (الجوجيتسو)”.
ولفتت السعيد إلى مشاركتها في العديد من البطولات منها بطولة (غراند سلام وورلد تور أبوظبي) 2019 وحصلت على الذهبية وبطولة العين لمحترفي (الجوجيتسو) 2018 وحصلت على الفضية وأخيرا بطولة كيمورا بالكويت 2019 وحصلت على البرونزية.
من ناحيته قال مدرب رياضة (الجوجيتسو) قاسم العريان ل(كونا) إنه أشرف على تدريب فتيات على (الجوجيتسو) وان عددهن اخذ في الازدياد عام بعد عام ورأى أن نجاح الفتيات في البطولات العالمية انعكس إيجابا على سمعة (الجوجيستو).
وأشاد العريان بانضمام المرأة لرياضة (الجوجيتسو) ومنافستها للرجل اذ ان نجاحها من نجاح الرجل فلا فرق بينهما مضيفا أن رياضة الجوجيتسو تساعد المرأة في الدفاع عن نفسها اذا ما اقتضت الضرورة ذلك”.
من ناحية اخرى وفيما يتعلق بالفرق بين فن الكاراتيه وفن الجوجيتسو قال مدرب الكاراتيه علي الموسوي ل(كونا) أن “رياضة الكاراتيه تختلف كليا عن (الجوجيستو) موضحا أن مدربي الجودو والمصارعة الرومانية هم فقط من يستطيعون تدريب لاعبي (الجوجيتسو) لتقارب الرياضتين”.
واوضح ان رياضة الكاراتيه تختلف تماما عن (الجوجيتسو) اذ إن الأخيرة تعتمد على إسقاط الخصم أرضا أما الكاراتيه فتعتمد على اللعب وقوفا وفي حال سقوط اللاعبين يتوقف اللعب.
اما لاعب الكاراتيه الكويتي محمد الموسوي فقد رأى في معرض حديثه لـ(كونا) ان المرأة لا تختلف عن الرجل وباستطاعتها الانضمام لهذه الرياضة التي تزيد من ذكاء اللاعب وتزيد من صلابة الجسم”.
ونوه الموسوي بالنجاحات التي حققتها الفتيات والمرأة عموما في كافة الميادين وإحرازهن الميداليات في البطولات المحلية والدولية ما يزيد من ثقتهن بأنفسهن وبقدرتهن على الدفاع عن النفس في حالات الضرورة.
وفيما يتعلق بالمنظور الطبي لهذه الرياضة قال اختصاصي العلاج الطبيعي الدكتور علي العطار ل(كونا) “إن الإصابات لا تختلف حسب الجنس بل حسب الرياضة” مضيفا أن إصابات المرأة لا تختلف عن إصابات الرجل وانها قادرة على المضي قدما في هذه الرياضة وتحقيق نجاحات ملحوظة.
وحول حالات الإصابات والشفاء اشار العطار الى “أن حالات شفاء المرأة هي أسرع من الرجل ويعتمد على الخطة الموضوعة من المدرب والتغذية السليمة والراحة” مبينا أن الإصابة لا تؤثر على حياة كلا الجنسين بل ان كيفية التعايش مع الإصابة هي المهمه”.
وأكد “أن هذه الرياضة لا تعد حكرا على الرجال فقط وإنما هناك من يخشين من السمات الذكورية إن صح التعبير التي قد ترافق ممارسة أي رياضة قتالية وهو أمر غير دقيق طبعا”.
ونشأت رياضة (الجوجيتسو) في الهند وواصلت طريقها إلى اليابان وحظيت باهتمام كبير هناك ومن ثم انتقلت إلى البرازيل وأمريكا وباقي الدول في حين بدأت في الكويت في عام 1999 على يد المدرب الكويتي أحمد الهولي وأخذت حيزا بين الرجال إذ قام بتأسيس المدرسة الكويتية للجوجيتسو وأخيرا بدأت الفتيات والنساء يتجهن إلى ممارسة هذه الرياضة.