أكدت الكويت اليوم أن مشاركتها في عملية (عاصفة الحزم) ضد الميليشيات الحوثية في اليمن تنطلق من اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولا تتعارض مع الدستور الكويتي.
وتأتي هذه المشاركة بعد التطورات الخطيرة والمتصاعدة التي يمر بها اليمن الشقيق نتيجة لاستمرار الميليشيات الحوثية في استخدام العنف وتقويض مفاصل الدولة فضلا عن التهديدات والاعتداءات التي قامت بها هذه الميليشيات على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة.
في هذا الصدد قال رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم انه ‘أبلغ من قبل القيادة السياسية يوم امس بمشاركة القوات الجوية الكويتية في عمليات عسكرية دفاعية ازاء اليمن بناء على طلب من المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تتعرض لتهديدات عسكرية عبر الحدود المشتركة مع اليمن ووجود منصات صواريخ بالستية موجهة لمناطق آمنة في السعودية’.
وأضاف في تصريح صحفي اليوم ‘ان طبيعة هذه المشاركة الكويتية الدفاعية تنطلق من اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولا تتعارض مع الدستور الكويتي الذي يعطي للامير وفقا للمادة 68 سلطة اعلان الحرب الدفاعية بمرسوم’.
واكد الغانم ‘ان هذا المرسوم – حسبما جاء في محاضر لجنة الدستور والمجلس التأسيسي – من صلاحيات سمو الامير ومجلس الوزراء ولا يلزم عرضه على مجلس الامة الكويتي’ مستذكرا بهذا الصدد الدور السعودي التاريخي الذي كان حجر الزاوية في عملية تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي الغاشم.
وجدد الدعوة لكافة الاطراف المعنية في اليمن الى ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة وتطبيق بنود المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل والاستجابة لعقد المؤتمر الخاص باليمن والذي اعلنت الرياض عن استعدادها لاستضافته ورعايته.
وذكر ‘نبتهل الى المولى عز وجل ان يحفظ ابناءنا منتسبي قواتنا المسلحة وان يرجعهم الى اهلهم سالمين بعد ادائهم للواجب الوطني المنوط بهم’ داعيا الكويتيين الى التكاتف والتعاضد والتمسك بوحدتهم الوطنية كدأبهم في كل الظروف الصعبة والوقوف صفا واحدا خلف القيادة السياسية.
من جهته أكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الاحمد الصباح اليوم ان ‘التطورات الخطيرة والمتصاعدة التي يمر بها اليمن تستوجب من الجميع سرعة التحرك واتخاذ التدابير اللازمة لاعادة الامن والاستقرار لهذا البلد الشقيق’.
جاء ذلك في كلمة للشيخ صباح الخالد لدى افتتاح أعمال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية ال26 بمدينة شرم الشيخ.
وواشار الشيخ صباح الخالد الى أن ‘التطورات الخطيرة والمتصاعدة التي يمر بها اليمن الشقيق نتيجة لاستمرار الميليشيات الحوثية في استخدام العنف وتقويض مفاصل الدولة وأركانها’ داعيا الى تحرك لازم وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن المبنية على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وشدد على دعم الشرعية الدستورية في اليمن ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي لافتا الى الاستجابة لطلب الرئيس اليمني تقديم ‘المساندة الفورية’ عربيا ودوليا لحماية اليمن وشعبه وصون سيادته واستقلاله.
واعتبر الشيخ صباح الخالد أن التهديدات والاعتداءات التي قام بها الحوثيون على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة ‘مثلت تهديدا للأمن القومي الخليجي والعربي’ وذلك بموجب ما نصت عليه اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك.
واشار كذلك الى الاستناد لنص المادة (51) من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي أقرت الحق الطبيعي للدول في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين.
وذكر أن دولة الكويت تدعو الأطراف المعنية في اليمن الى ضرورة التنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن وتطبيق بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل.
كما دعا الشيخ صباح الخالد هذه الاطراف الى الاستجابة لعقد المؤتمر الخاص باليمن الذي رحب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باستضافته بحضور الأطياف اليمنية كافة وتحت مظلة دول مجلس التعاون الخليجي ‘لتجنيب اليمن الانزلاق نحو المزيد من الفوضى والدمار’.
من جانبه قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ان مجلس الوزراء تابع بألم وقلق عميقين الاحداث الخطيرة التي شهدها اليمن الشقيق مؤخرا والتي زعزعت الامن والاستقرار فيه جراء الانقلاب على الشرعية والسيطرة على مقومات ومفاصل الدولة وبعد ان استنفدت كل السبل السلمية الرامية لحل الازمة اليمنية وما تلاها من اعتداءات وتهديدات لأراضي المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما تمثله كل هذه التطورات من مخاطر جسيمة باتت تهدد امن المنطقة واستقرارها وسلامة دولها وشعوبها.
واضاف الشيخ محمد العبدالله في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه ‘استشعارا من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لخطورة هذه الاحداث وتطوراتها وفي ضوء ما نصت عليه احكام ميثاق الامم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية وعلى الأخص الالتزامات التي نصت عليها اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الصادرة بموجب القانون رقم 44 لسنة 2001 فإن دولة الكويت تقوم باتخاذ كافة الإجراءات والوسائل والتدابير اللازمة لتنفيذ التزاماتها في هذا الشأن للحفاظ على الأمن والاستقرار في دول المجلس باعتبار هذا الأمن وحدة لا تتجزأ تقع مسؤوليته على كافة دوله’.
وفي هذا الصدد فإن مجلس الوزراء يدعو كافة الاطراف المعنية في اليمن الشقيق الى ضرورة التنفيذ الفوري لقرارات مجلس الامن وتطبيق بنود المبادرة الخليجية وآليتها والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل لتجنيب اليمن الانزلاق نحو المزيد من الفوضى والدمار.
كما يؤكد مجلس الوزراء ان هذه المنطقة لا تتحمل المزيد من الشحن والتوتر وتعريض شعوبها للمزيد من سفك الدماء والدمار بما يستوجب على الجميع العمل الجاد لدعم السلام والاستقرار فيها وتجنب التصعيد والإثارة سائلين المولى العلي القدير بأن يحفظ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويديم عليها نعمة الأمن والأمان وأن يعم السلام والاستقرار في ربوع المنطقة وأن يعي الجميع خطورة دفع المنطقة نحو المزيد من التصعيد الذي لا يترتب عليه غير الدمار والخراب وأن تتوجه جميع الجهود والطاقات نحو التعاون لتحقيق البناء والتنمية لتنعم جميع شعوب المنطقة بالسلام والاستقرار والرخاء.
في سياق متصل أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد خالد الحمد الصباح اليوم على الجهات المعنية كافة في البلاد ضرورة حماية ووقاية المواطنين وفقا للخطة التأمينية للجبهة الداخلية لأمن الوطن.
جاء ذلك خلال ترؤس الشيخ محمد الخالد اجتماعا تنسيقيا للقيادات الامنية بحضور وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد ووكيل الحرس الوطني بالتكليف اللواء ركن مهندس هاشم الرفاعي ومعاون رئيس الاركان العامة لهيئة الاستخبارات والامن اللواء ركن عبدالرحمن الهدهود.
كما ضم الاجتماع وكلاء وزارة الداخلية المساعدين للقطاعات الأمنية الميدانية وقادة الوحدات العامة التي تضم وزارة الداخلية والدفاع والحرس الوطني وذلك في إطار التحضيرات والاستعدادات التي تجري حاليا لانعقاد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي تستضيفه دولة الكويت يومي 30 و 31 مارس الجاري برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وكذلك لتأمين الجبهة الداخلية في ضوء بدء العمليات العسكرية الجارية خصوصا على الساحة اليمنية وتداعياتها الامنية والاقليمية.
واستعرض الشيخ محمد الخالد مع القيادات الاستعدادات لتأمين المؤتمر وخطة وزارة الداخلية في هذا الشأن والجهات المشاركة والقيادات العاملة وواجباتها واستمع إلى تقارير مفصلة وعرض من القيادات الميدانية عن محاور الخطة للتامين الأمني والحماية للقمة وتحديد المهام والواجبات المنوطة لكل وحدة من الوحدات العاملة ودور كل منها في السيطرة والتأمين والوقاية في إطار التنسيق والعمل الميداني المشترك مع كافة الأجهزة المعنية.
وشدد الشيخ محمد الخالد على ضرورة التزام جميع القطاعات الامنية المعنية بتنفيذ الخطط الموضوعة على أرض الواقع والالتزام بالانضباط والقيام بالواجبات المنوطة على أكمل وجه وفقا لاجراءات تأمين الجبهة الداخلية بما يكفل اطمئنان المواطنين من جهة والمحافظة على أمن الوطن وسلامته من ناحية اخرى.
وأبدى ارتياحه وتقديره لملامح الخطة ومرتكزاتها وأصدر عددا من الملاحظات والتوجيهات استكمالا لما استمع إليه من شرح وعرض لتقارير وخطط تفصيلية من وكلاء الوزارة الميدانيين وقادات الوحدات العاملة وآليات التنسيق المتكامل بين أجهزة الأمن والجيش والحرس الوطني بما ينعكس إيجابا على الجاهزية والاستعداد وتنفيذ مراحلها بكل دقة.
من جانب آخر وفي اشارة الى بدء العمليات العسكرية باليمن وتداعيات ذلك على مستوى الخطط الوقائية لتأمين الجبهة الداخلية استمع الشيخ محمد الخالد الى شرح عن الخطط والاستعدادات الجارية وسبل التعاون والتنسيق ما بين الداخلية والدفاع والحرس الوطني ضمن خطة تأمين الجبهة الداخلية لأمن الوطن.
من جهته أكد وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد أن الاستعدادات والتعزيزات اللازمة كافة قد اتخذت وجار تنفيذها وتحصين الجبهة الداخلية مشيرا الى ان الخطة معدة ومنظمة وجاهزة والتطبيق على أرض الواقع هو النجاح الحقيقي لجهود الاجهزة الثلاثة للامن والدفاع والحرس الوطني.
كما استمع الشيخ محمد الخالد من وكيل الحرس الوطني بالتكليف اللواء ركن مهندس هاشم الرفاعي الى تقرير مفصل بالاجراءات والاستعدادات التي اتخذتها أجهزة الحرس الوطني كذلك تقرير من معاون رئيس الاركان العامة لهيئة الاستخبارات والامن بوزارة الدفاع اللواء ركن عبدالرحمن الهدهود شرح فيه ملامح خطة تأمين الجبهة الداخلية.