يبدأ البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم السبت زيارة رسمية للمغرب بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس وسط اجراءات امنية مشددة لضمان نجاح الزيارة ومرورها بظروف آمنة وملائمة.
ولتحقيق هذا الهدف فرضت السلطات الأمنية في ولاية الرباط اجراءات امنية مشددة في محيط الساحات والشوارع والكنائس التي ستشهد اقامة انشطة ولقاءات للبابا بمشاركة العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وستشهد زيارة البابا للرباط التي تحمل شعار “البابا فرنسيس خادم الامل” مجموعة من الانشطة فضلا عن لقاءات ومباحثات يأتي في مقدمتها اللقاء مع العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وفي هذا الصدد قال اسقف الكنيسة الكاتدرائية في طنجة شمال البلاد المطران سانتياغو اغريلو مارتينز في ندوة صحفية خلال تقديم برنامج زيارة البابا للرباط “انه فضلا عن تعزيز الحوار بين الاديان والثقافات سيتطرق البابا خلال زيارته التي تمتد يومين الى عدد من القضايا الاجتماعية ذات الصلة بوضعية المهاجرين”.
واكد مارتينز أن زيارة البابا مناسبة لتأكيد دعم البابا فرنسيس للاتفاق العالمي حول الهجرة الذي تمت المصادقة عليه في ديسمبر الماضي خلال مؤتمر الهجرة العالمي بمراكش ودعوة المجتمع الدولي الى الاضطلاع بمسؤوليته في هذا الموضوع.
ومن جانبه قال المطران كريستوبال لوبيز رئيس اساقفة الرباط في تصريح بهذه المناسبة ان زيارة البابا فرنسيس تمثل فرصة للدفع بالحوار الديني الاسلامي – المسيحي وترسيخ التفاهم المتبادل بين المسلمين والمسيحيين.
وكان البابا فرنسيس وجه عشية زيارته للمغرب رسالة مصورة عبر شريط فيديو للشعب المغربي قال فيها “سآتي الى المغرب كحاج للسلام والاخوة في عالم ما احوجه لهذه القيم” مضيفا “اننا كمسيحيين ومسلمين نؤمن بالله الخالق الرحيم الذي خلق البشر وجعلهم في العالم حتى يعيشوا كإخوة محترمين بعضهم البعض في التنوع ومساعدين بعضهم البعض عند الحاحة”.
وذكر ان هذه الزيارة ستمثل ايضا فرصة للقائه بالجماعة المسيحية المقيمة بالمغرب وتشجيع مسيرتها كما سيلتقي خلالها بالمهاجربن “الذين يمثلون نداء لبناء عالم اكثر عدلا وتضامنا”.
وكان العاهل المغربي قد وجه رسالة لبابا فرنسيس بابا الفاتيكان اكد فيها حرصه على العمل “المشترك” من اجل الاسهام في ترسيخ ما تتقاسمه الانسانية من قيم دينية وروحية سامية تدعو الى السلم والتسامح والعيش المشترك وتنبذ كل اشكال الجهل والكراهية والتطرف.
من جهته قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في تصريحات صحفية قبيل زيارة بابا الفاتيكان ان زيارة الاخير الى المغرب تأتي في سياق يتميز “بفقدان البوصلة وتنامي التطرف” لافتا الى ان “شخصية ورؤية الملك محمد السادس كما هو الحال بالنسبة للبابا ضروريتان في هذه اللحظة التي يصعب فيها اسماع صوت الاعتدال.
ووفقا لبرنامج الزيارة ينتظر ان يصل البابا فرنسيس الى مطار (الرباط -سلا) في الساعة الثانية بعد ظهر اليوم حيث ستقام له مراسم الترحيب الرسمي في ساحةالقصر الملكي بالرباط يليها لقاء مع الملك محمد السادس كما سيلتقي ممثلي الأمة والسلطات والمجتمع المدني.
وسيقوم البابا ايضا بزيارة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات والاجتماع بالمهاجرين المقيمين بالمغرب في مقر (كاريتاس) الأبرشية فيما سيتضمن اليوم الثاني للزيارة لقاء بالكهنة والرهبان والمكرسين والمجلس المسكوني للكنائس بكتدرائية الرباط فضلا عن ترؤس البابا فرنسيس قداسا دينيا بحضور جماهيري.
ويقيم بالمغرب عشرات الآلاف من المسيحيين معظمهم من المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء فيما تقدر الكنيسة الكاثوليكية الرومانية عدد اتباعها في المغرب بنحو 35 الفا ويبلغ عدد الكنائس الموجودة بالمغرب 44 كنيسة يديرها 57 راهبا تخضع لمراقبة اساقفة في طنجة والرباط.
ويتمتع المسيحيون المقيمين بالمغرب بحرية ممارسة شعائرهم ويحظون بحماية السلطات فيما يدين غالبية المغاربة بالاسلام السني المالكي.
وتأتي زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان للمغرب بعد زيارته لدولة الامارات العربية المتحدة وبعد 34 عاما على زيارة يوحنا بولس الثاني التاريخية للمغرب عام 1985 حيث تم التوافق على تعزيز الحوار بين الاسلام والمسيحية وترسيخ قيم الامن والسلام والتعايش بين الشعوب والامم على اساس القيم والمبادئ الانسانية المشتركة.