توقع المحلل النفطي ورئيس مكتب الأفق للاستشارات الإدارية الدكتور خالد بودي استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية في الفترة المقبلة وأن يصل سعر برميل النفط إلى 70 دولارا حتى نهاية العام الحالي.
وقال بودي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إن الاستقرار في الأسواق سيكون مدعوما من التزام منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها بمستويات الإنتاج الحالية.
وأوضح أن التراجع الحاد الذي أصاب أسعار النفط عام 2018 وانخفاضها من مستوى 76 دولارا للبرميل إلى 42 دولارا كان نتيجة لتدفق كميات إضافية من النفط الخام إلى الأسواق.
وذكر أن أسعار النفط شهدت تعافيا خلال العام الحالي إذ ارتفعت إلى مستوى 68 دولارا للبرميل مبينا أن تحرك (أوبك) لخفض الإنتاج في ديسمبر الماضي ساهم في تحسن مستوى الأسعار.
وأفاد بأن قرار (أوبك) تخفيض الإنتاج بنحو 2ر1 مليون برميل يوميا لم يكن العنصر الرئيسي وراء تحسن الأسعار لأن هذا التخفيض “محدود جدا ولا يشكل سوى 4 في المئة تقريبا من الإنتاج اليومي للمنظمة والذي يبلغ نحو 31 مليون برميل يوميا.
وقال إن هناك عوامل أخرى ساهمت في تحسن أسعار النفط أهمها تحسن درجة التفاؤل بأوضاع الاقتصاد العالمي مما ساهم في زيادة نشاط المضاربات على النفط كذلك الزيادة المستمرة في الطلب على النفط بحوالي 5ر1 مليون برميل يوميا واستمرار غياب نحو 50 في المئة من إنتاج كل من ليبيا وفنزويلا عن الأسواق بسبب الأوضاع المضطربة فيهما.
وأوضح بودي أنه ليس من المستبعد أن تصل أسعار النفط إلى مستوى 70 دولارا للبرميل في الربع الأخير من هذا العام رغم الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط الصخري التي تبلغ حاليا ثمانية ملايين برميل يوميا.
وأفاد بأن التزايد المستمر في إنتاج النفط الصخري لا يشكل تحديا لأسعار النفط في المستقبل لأن أغلب التوقعات تشير إلى أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سيبلغ ذروته عام 2025 عند 12 مليون برميل يوميا وتبدأ بعد ذلك مرحلة تراجع الإنتاج.
وحول المخزون الاستراتيجي الأمريكي للنفط لفت إلى أن تحركه بالزيادة أو النقصان يظل تأثيره محدودا على أسعار النفط متوقعا أن يستمر النفط في الاحتفاظ بموقعه وثقله في عالم الطاقة لنصف القرن القادم.
وعن مدى تأثير العقوبات المفروضة على إيران على أسعار النفط أفاد بأنه محدود بسبب الاعفاءات التي تم السماح بموجبها لثماني دول لاستيراد النفط من إيران فضلا عن أن تطبيق العقوبات يتم بشكل تدريجي وهو ما حد من تأثيرها على أسواق النفط.
وذكر بودي أن سعر صرف الدولار وهو العملة التي يتم بها تداول معظم السلع في العالم شبه مستقر حاليا لذا ليس هناك أي تأثير لأسعار الدولار على سعر النفط.
وبخصوص مساهمة الطاقة المتجددة في إجمالي انتاج الطاقة في العالم أوضح أنها لم تتعد 4 في المئة من إجمالي الطاقة المستهلكة مشيرا إلى أنه ليس من المتوقع أن يكون لها تأثير حقيقي قبل عام 2040.
وفيما يتعلق بالسيارات الكهربائية قال إنها تحتاج على نحو ربع قرن حتى تكون منافسا رئيسيا للسيارات التي تعمل بالبنزين متوقعا ارتفاع نسبة السيارات الكهربائية المستخدمة في العالم إلى إجمالي عدد السيارات من نحو 1 في المئة حاليا إلى 45 في المئة في عام 2050.