انطلق المؤتمر الأول لمجلس الكويت للمباني الخضراء اليوم الاثنين تحت عنوان (المنازل المستدامة والحياه الخضراء) لبحث آليات تطوير التنمية الحضرية المستدامة ويستمر يومين.
وأكد نائب المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور سالم الحجرف في كلمة خلال الافتتاح أن التنمية الحضرية المستدامة باتت تحديا رئيسيا معتبرا أن المباني الخضراء والمجتمعات الحضرية المستدامة والصديقة للبيئة تمثل علامة مميزة للعالم الجديد الذي يقدم صورة مثالية للحياة الخضراء داخل هذه البيئة.
وأضاف الحجرف أن المؤتمر يوفر فرصا جيدة لبحث بعض المستجدات المتعلقة بالتحول الكامل للبيئة المستدامة النظيفة والخالية من التلوث و”خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الأغلبية يقضون أكثر من 90 في المئة من أوقاتهم في الأماكن المغلقة”.
وأوضح أن هذه الأسباب تبين أهمية المباني الخضراء من حيث ملاءمتها للوعي العالمي الذي يتجه نحو التخفيف من الآثار السلبية المترتبة على التغيرات المناخية فضلا عن أن البيئة المستدامة تعزز من نظام الحياة الصحي.
ولفت إلى أن البيئة الكويتية القديمة قبل اكتشاف النفط كانت مستدامة وصديقة للبيئة إذ كانوا يستخدمون المواد الطبيعية لبناء المنازل مبينا أنه بعد اكتشاف النفط أصبحت “منازلنا مصدرا لاستهلاك الطاقة والماء والتكنولوجيا وكل المصادر الطبيعية”.
وشدد الحجرف على أن البحث العلمي والاتجاه نحو بناء مجتمعات مستدامة وصديقة للبيئة يؤمن مستقبلا صحيا أفضل للأجيال القادمة لافتا إلى ضرورة تعزيز سبل التحول لبرامج المباني الخضراء.
وأشار إلى اعتماد الكويت ستة مستويات أساسية لتقييم المباني الخضراء والصديقة للبيئة قائلا إن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي “تتشرف وتسعد برعايتها للمؤتمرات التي تعزز من مفهوم البيئة المستدامة وإنشاء مجتمعات خضراء”.
وأوضح أن المؤتمر سوف يناقش المشكلات والقضايا القائمة على أرض الواقع ويطرح الحلول اللازمة لخلق بيئة أكثر مرونة تحتوي بفعالية المجتمعات السكنية المستدامة والأحياء والمدن التي تتواءم مع الحياة الخضراء في الخليج عموما والكويت على وجه الخصوص.
من جانبها قالت المدير العام لمجلس الكويت للمباني الخضراء ساندرا دراسكوفيتس في كلمة مماثلة إن المجلس منذ تأسيسه يهدف الى نشر ثقافة البناء الأخضر الصديق للبيئة للوصول الى بناء بيئة حضرية أكثر خضرة في الكويت والعالم.
وذكرت أن هذا المؤتمر إحدى الفعاليات التي نظمها المجلس لتحقيق هدفه الأساسي المتمثل بتمكين محترفي صناعة المباني الخضراء وصانعي القرار من افراد ومؤسسات للاستفادة من الخبراء المحليين والدوليين فضلا عن مواصلة حوار مفتوح يضع الجميع على سبيل الابتكار والتوصل لحلول فعالة لتشييد المباني الخضراء.
وأشارت دراسكوفيتس إلى أن المباني الخضراء التي تخلو تماما من المشتقات الكربونية الملوثة والضارة للبيئة حققت طفرة في انخفاض تكاليفها.
وأكدت حرص المجلس على تحقيق الالتزامات المتعلقة بالتخفيف من حدة التغيرات المناخية والتحول الكامل الى المدن المستدامة بحلول عام 2050 وهو ما تم الاتفاق عليه في الدورة ال21 لمؤتمر المناخ التي عقدت أخيرا في العاصمة الفرنسية باريس.
واضافت ان المعرض المصاحب للمؤتمر سيكشف عن أحدث التقنيات للمباني الخضراء وسبل تطبيقها بأقل تكاليف وانظف المواد المتوافقة مع الجيل الأخير لمعايير LEED الدولية المعروفة.
وقالت ان المؤتمر سوف يطرح أحدث التقنيات المتاحة للمنازل الخضراء وفوائد استخدام المياه وحرارة الشمس ويتطرق الى المجتمعات المستدامة وطرق الإنشاء العصرية للمباني السكنية وكفاءة الثورة الصناعية الثالثة في الكويت وتوظيف أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة على البيئة المشيدة.
واشارت دراسكوفيتس إلى أن المؤتمر سوف يبحث آليات التحول للمجتمعات والمدن المستدامة والاستراتيجيات الناجحة للبيوت الخضراء ودراسات الحالة بالمنطقة والتحديات والدروس المتعلمة.
وبينت أن المؤتمر سيناقش أيضا موضوع الاستدامة في الممارسة وتنفيذها من خلال المشاريع والمبادرات والحلول المبتكرة للمنازل الخضراء ودور قوانين وسياسات البناء وأنظمة التقييم في تحويل القطاع السكني اضافة الى السلوك المستدام وعمليات ما بعد الانشاء والزراعة الخضراء والمستدامة.
وبدوره قال رئيس مجلس ادارة مجلس الكويت للمباني الخضراء المهندس خالد المشعان في تصريح للصحافيين على هامش حفل الافتتاح ان التنمية الحضرية المستدامة لم تعد فقط تحديا رئيسيا في الكويت بل اضحت هاجسا ومسؤولية على عاتق المنظمات والشركات والأفراد والهيئات الحكومية.
وأشار المشعان الى ان هذه المسؤولية تفرض “أن نقوم معا بتطوير مباني خضراء تدعم بيئة حضرية أكثر توازنا من النواحي الاقتصادية والاجتماعية حيث نحقق وفورات في استهلاك الموارد الطبيعية ونحمي البيئة ونلبي كذلك احتياجات الأجيال المقبلة”.
وأكد أن هذه المسؤولية دفعت المجلس نحو تنظيم مؤتمره الأول لتوفير أجواء مثالية تجمع رجال الأعمال والشركات العاملة في مجال البناء الاخضر النظيف والمنظمات المعنية والأفراد والمتخصصين والخبراء تحت سقف واحد للتباحث وتبادل الخبرات والأفكار والرؤى التي تمكن من تحديد خطط العمل المستدامة في المستقبل.