كتفا إلى كتف مع مختلف الجهات العامة المعنية في البلاد تبرز جهود فرق تطوعية كويتية للمساعدة في البحث والمساندة في إنقاذ الأرواح وحفظ الممتلكات سواء على الطرقات أو البر أو البحر وعلى مدار العام .
وتسجل تلك الجهود الجبارة لفرق الإنقاذ التطوعية الكويتية التي تعمل على مدار الساعة لمساعدة السكان ومساندة وزارة الداخلية وفرق الإدارة العامة للاطفاء وغيرها للبحث عن المفقودين ومساعدة الأسر والمحافظة على البيئة برا وبحرا.
وأثبتت تلك الفرق التي تضم نخبة من الشباب الكويتيين ذوي الخبرة قدرتها على الاستجابة الفورية ودرايتها الكافية بعمليات انتشال المركبات والإنقاذ علاوة على إثبات إيمانها بالمشاركة المجتمعية والمسؤولية الوطنية وتلبية النداء والواجب التطوعي خدمة للشعب الكويتي.
واجمع رؤساء تلك الفرق التطوعية في لقاءات متفرقة اجرتها معهم وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاربعاء على ان الفرق التطوعية تهدف في مسعى واحد واخير الى خدمة الوطن والمواطنين بسواعد ابنائه المخلصين القادرين على العطاء.
وفي هذا السياق قال رئيس (فريق البحث والإنقاذ الكويتي التطوعي) المستشار سالم الحمادة ل(كونا) إن الفريق مسجل رسميا في وزارتي (الشؤون) و(الشباب) وأسس من تسعة أعضاء في عام 2016 أما الآن فعدد الأعضاء يقارب ال 75 عضوا يتحدون الصعاب مضيفا أن الفريق مسجل دوليا في منظمة الكوارث والطوارئ الدولية.
وأضاف الحمادة أن وجود الفريق هو خدمة للبلاد وللسكان عبر مساعدة الجهات الرسمية في البحث عن المفقودين بطريقة رسمية ومنظمة واستخراج المركبات العالقة بالرمال والطين في كل مناطق الكويت.
وحول التعاون الحكومي مع الفريق أوضح أن هناك نوعا من التعاون الرسمي من بعض الجهات الحكومية بسبب سمعة الفريق وتنظيمه وتجهيزه العالي حسب الإمكانات المتوفرة.
وأفاد الحمادة بأن الحالات التي يستقبلها الفريق تتمثل في استخراج المركبات والبحث عن المفقودين وتنظيم السير في حالات الضرورة اذ تلقى الفريق 4500 بلاغ خلال ثلاثة أعوام منوها بتعاون الأفراد مع أعضاء الفريق خلال تنفيذهم التعليمات لتفادي المخاطر وتسهيل الواجب على أعضاء الفريق.
وعلى صعيد متصل قال أمين سر (فريق الإسناد والإنقاذ الكويتي التطوعي) عبدالوهاب الجعفر ل(كونا) إن الفريق أسس عام 2018 بهدف المساعدة في إنقاذ المركبات والأفراد والبحث عن المفقودين في البر والبحر بسواعد كويتية وغواصين محترفين إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والعائلات في حال تعطل مركباتهم في الطرقات العامة على مدار الساعة.
وأضاف الجعفر أن الفريق يتكون من 246 عضوا وقام بسحب نحو 937 سيارة غارقة ومحشورة خلال فترة الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد خلال الاشهر القليلة الماضية كما تم العثور على 12 حالة فقدان لأشخاص ومساعدة المحتاجين وتجهيز المنازل بالمواد الأساسية.
وأوضح ان الفريق وضع خطة طوارئ وتم توزيع أعضائه على مناطق متفرقة “وفي حال تلقينا بلاغا فإنه يتم إرساله إلى الأعضاء الخاصين بالمنطقة للتوجه في أقرب وقت إلى مكان الحدث”.
من ناحيته قال رئيس فريق (درع صباح الكويتي التطوعي) محمد علي ل(كونا) إن الفريق أسس عام 2018 “وبدأنا بالتطوع كمجموعة أصدقاء لمساعدة الناس على الطرقات كإعادة شحن بطارية السيارة أو تبديل الإطارات إضافة إلى تعبئة البنزين أو الماء للسيارات التي تعرضت إلى ارتفاع الحرارة فيها وسحب السيارات العالقة.
وأشاد علي بالعطاء الذي يقدمه الشباب الكويتيون خلال تطوعهم لخدمة الوطن وبرز ذلك مع توافد الشباب للتطوع بالفريق وزيادة أعدادهم خلال الأزمات مبينا أن الشاب الكويتي قادر على الإنجاز والعطاء بلا مقابل.
وحول الخطط المستقبلية للفريق أكد أنها تتمحور حول زيادة عدد المتطوعين في الفريق لضمان استمراريته في تقديم الخدمة على مدار الساعة علاوة على جاهزية الفريق لتلقي بلاغات عدة في وقت واحد دون ثغرات.
وفي هذا الشأن نوه مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالإدارة العامة للاطفاء العميد خليل الأمير ل(كونا) بخدمات وجهود فرق الانقاذ التطوعية وتعاونها لاسيما في الحالات الإنسانية كمساعدة أصحاب المركبات من الشباب في إخراج المركبات العالقة في المناطق الصحراوية والطرق الساحلية.
وأشاد العميد الأمير بالدور الكبير الذي تقوم به هذه الفرق التطوعية التي أثبت جدارتها لاسيما خلال حوادث الأمطار التي شهدتها البلاد اخيرا اذ ساهموا في إخراج وسحب المركبات الغارقة في السيول وإزاحة بعض العوالق من الطرق.
ودعا الشباب الكويتيين إلى الالتحاق بالفرق التطوعية لما لها من دور ومساهمة فعالة في الاعمال الانسانية وخدمتها للوطن والمواطن ومساهمتها في تأهيل جيل يسعى لعمل الخير.
وأضاف “نتعامل مع الفرق التطوعية التي تعمل تحت غطاء رسمي لضمان عدم حدوث أي فوضى أو حوادث لغير المختصين مع استعدادنا الكامل لتدريب أي فرق تطوعية تعمل تحت غطاء رسمي”.
وفي هذا الاطار اعرب المواطن فيصل السعود في تصريح ل(كونا) عن تقديره لجهود الفرق التطوعية في مسعاها لخدمة المجتمع الامر الذي يعكس ثوابت وعادات وتقاليد المجتمع الكويتي الذي جبل على مساعدة القريب والبعيد مؤكدا “أن هذه الاعمال ليست بغريبة على بلد قائده أمير الإنسانية سمو الامير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه”.
وبين السعود أن جهود الفرق الكويتية التطوعية تحظى بتقدير من الجميع منوها بدورهم الشاق في اوقات الشدة والازمات وتلاحمهم بعضهم مع بعض.
اما سارة الأحمد فقد اشادت في تصريح ل(كونا) بعزيمة الشباب الكويتيين في تحدي الصعاب مبينة أن العوائق والصعوبات لم تقف ابدا حائلا امام اصرارهم وعزيمتهم.
وروت الأحمد حادثة برز فيها دور هؤلاء الرجال الذين ضحوا بوقتهم وراحتهم من اجل المساعدة والمساندة على الطريق عندما تعرضت لحادث انفجار اطار سيارتها اذ قاموا باداء واجبهم على اكمل وجه والتحقق من سلامة المركبة وسلامة الطريق.
من جانبه روى عبداللطيف حمد ل(كونا) حادثة اخرى تعرض لها هو واصدقاؤه اثناء ذهابهم الى البحر ل (الحداق) أي صيد السمك اذ تعرض قاربهم لجو عاصف في وسط البحر مشيرا الى “شجاعة الشباب في أحد الفرق التطوعية البحرية في إنقاذ قاربنا الذي أوشك على الانقلاب من شدة ارتفاع الموج وقوته”.
اما وسمية محمد فقد روت ل(كونا) حادثة تعرضت لها مع اسرتها اثناء خروجهم الى البر في الشتاء الماضي اذ غاب ابنها البالغ من العمر عشرة اعوام عن الانظار ولم يعد له أي أثر “فإذا بابني الأكبر يتصل بصديقه وهو عضو في أحد فرق الإنقاذ التطوعية فبحثوا عنه وعثروا عليه”.
وقالت “لن أنسى جهود هؤلاء الشباب الذين وقفوا إلى جانبنا” مشيدة بجهودهم وتميزهم في العطاء وحبهم لخدمة هذه الأرض الكريمة لاسيما في الظروف الصعبة إذ تجدهم متكاتفين متعاضدين”.