تنطلق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات الخيرية غير الحكومية المانحة للشعب السوري هنا غدا والذي تقيمه الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بمشاركة اكثر من 100 منظمة محلية واقليمية ودولية و140 شخصية مهتمة في دعم العمل الخيري.
ويناقش المشاركون في المؤتمر الذي تستضيفه دولة الكويت قبل يوم واحد من استضافتها المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبالتعاون مع منظمة الامم المتحدة سبل تعزيز البرامج والمشاريع التي تساعد في اغاثة الشعب السوري الى جانب تحسين مستوى الاستجابة الانسانية وتعبئة الموارد لعام 2015.
ومن المنتظر ان يلقي وؤساء وممثلو الوفود كلمات يعلنوا من خلالها مساهماتهم لدعم ضحايا الأزمة السورية من النازحين والمشردين والمصابين بغية توفير أماكن الايواء والدواء والغذاء لهم بالاضافة الى كلمات يلقيها ممثلو منظمات دولية وجمعيات الهلال والصليب الاحمرين في دول الجوار لسوريا لابراز حجم التعهدات المالية التي هم بأمس الحاجة لها لتغطية احتياجات النازحين السوريين خلال الفترة المقبلة.
وتضطلع المنظمات الخيرية غير الحكومية المانحة للشعب السوري بدور فاعل للحد من آثار النكبات والمحن ودرء المخاطر المحدقة بالشرائح والفئات الضعيفة من خلال اطلاق المبادرات والمشاريع الخيرية الهادفة الى اغاثة المنكوبين وضحايا الكوارث والنزاعات حول العالم وتقديم البرامج التي تساعد على مواجهة الجوع والفقر والجهل والمرض.
ويحظى المؤتمر بمشاركة وحضور عدد من اهم الشخصيات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بعمليات الاغاثة والتطوير لبحث سبل تفعيل العمل الإنساني الإغاثي والتنموي وتنسيق البرامج المشتركة للتخفيف من معاناة الدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية والنزاعات والحروب إضافة إلى تفعيل الشراكات في عملية تأمين الغذاء وتعزيز عمليات الاستجابة للكوارث.
وأسفر تفاقم الأزمة السورية وتدهور الوضع الأمني في سوريا عن تزايد النازحين واللاجئين في الداخل والخارج مما وضع ضغوطا ‘لا تحتمل’ علي الدول المجاورة اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا ودفعها إلى طلب المساعدة الدولية لمواجهة التحديات اللوجيستية والاجتماعية.
ويمثل هذا الوضع الصعب للنازحين مشكلة كبرى لدى الجهات المانحة والجمعيات الأهلية الناشطة في عملية الإغاثة التي تسعى إلى ضبط الأمور وتنظيم إقامة النازحين وتأمين المساعدات لهم بالتعاون مع الهيئات الدولية والرسمية.
وكانت الهيئة قد نجحت خلال المؤتمرين السابقين في حشد الجهود وبناء الشراكات الاستراتيجية من أجل تخفيف معاناة اللاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا (الأردن ولبنان وتركيا والعراق) إضافة إلى المشردين داخل سوريا.
وبلغ حجم تعهدات المنظمات الخيرية غير الحكومية في مؤتمرها الاول 183 مليون دولار وبحجم انفاق تجاوز 190 مليونا اي بزيادة بلغت أكثر من سبعة ملايين دولار فيما بلغ اجمالي تعهداتها في المؤتمر الثاني 276 مليون دولار خصصت كلها لعمليات الاغاثة واضافت اليه مبلغ 72 مليونا ليصل اجمالي ما أنفقته الى 348 مليونا.
وتستضيف دولة الكويت في 31 مارس الجاري مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الانساني في سوريا بعد استضافتها المؤتمرين الاول والثاني في2013 و2014 بمشاركة 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية.
يذكر ان قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في المؤتمر الاول للدول المانحة الذي عقد في يناير 2013 بلغت نحو 5ر1 مليار دولار منها 300 مليون دولار من الكويت فيما ارتفعت قيمة التعهدات في المؤتمر الثاني في يناير2014 الى 4ر2 مليار دولار منها 500 مليون دولار من الكويت.
ويعيش نحو 2ر12 مليون سوري بين مشرد ونازح في داخل سوريا وخارجها اوضاعا انسانية كارثية منذ اندلاع الازمة السورية في منتصف مارس عام 2011 فيما ذهب ضحية الازمة وفق آخر تقديرات منظمات حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة اكثر من 220 الف قتيل وأكثر من 5ر1 مليون مصاب بالاضافة الى وفاة المئات بسبب الجوع وموجات البرد القارس وفقد مئات الآلاف.