أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن الكويت تسعى من منطلق مسؤولياتها الدينية والأخلاقية والإنسانية إلى العمل بكل جهد لمواجهة آثار الكوارث الإنسانية العالم لاسيما التي وقعت في الإقليم العربي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الجارالله ممثلا عن الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في افتتاح الاجتماع ال44 للمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر اليوم الاثنين الذي ينعقد تحت شعار (مبادئنا تجمعنا) ويستمر يومين.
وقال أن الكويت استضافت عدد من مؤتمرات المانحين وشاركت في رئاسة عدد آخر منها وساهمت في تقديم المساعدات الإنسانية السخية التي أطلقت معها الأمم المتحدة على الكويت مركزا العمل الإنساني وعلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائدا للعمل الإنساني انطلاقا من عملها في إطار ما تؤمن به من ثوابت راسخة ومبادئ في مجال دعم وتعزيز العمل الإنسانية العالمية.
واضاف “أننا نعيش في محيط جغرافي ضمت حدوده صراعات ونزاعات قتلت ودمرت وشردت فشكلت بتبعاتها كوارث إنسانية غير مسبوقة في عالمنا المعاصر عملت معها الدول والمنظمات الدولية والإقليمية لتفادي آثارها وللجم تبعاتها ولرفع معاناة الإنسان في هذا المحيط”.
وأشاد الجارالله بالدور الذي تقوم به مؤسسات الهلال والصليب الأحمر مؤكدا أن “لهذه المؤسسات دورا بارزا في مواجهة هذه الكوارث فلقد اجتهدتم في مواجهتها وعملتم على التخفيف من آثارها فشكلتم وحكوماتكم خلية عمل ساهمت في إيواء المشردين وإطعام الجائعين وإغاثة المنكوبين”.
وأوضح أن هذا الأمر ساهم في تخفيف وطأة تلك الكوارث الإنسانية وهو الدور الذي سجل له العالم التقدير والثناء ومما يدعو إلى الأسى أن لا بارقة أمل تلوح في الأفق لانحسار تلك الأزمات والصراعات ولا دلالات على لجم تصاعد حدة الكوارث الإنسانية الأمر الذي يؤكد استمرار التطلع إلى جهودكم الخيرة ومساعيكم النبيلة.
وذكر أن هذا الاجتماع يشكل فرصة لبحث ما تم إنجازه والتشاور حول تنسيق الجهود للفترة القادمة متمنيا لأعمال الاجتماع ال 44 للمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر التوفيق والسداد.
من جانبه عبر الدكتور هلال الساير في كلمة مماثلة عن خالص تعازيه وصادق مواساتنه لأسر وضحايا الانفجارات التي استهدفت كنائس وفنادق ومرافق في العاصمة كولومبو أمس الأحد داعيا المولى العلي القدير أن يمن على المصابين بسرعة الشفاء وأن يتغمد الضحايا بالرحمة.
وأكد الساير أن الهلال الاحمر الكويتي على أتم الاستعداد لتقديم كافة أوجه الدعم الانساني والاغاثي من خلال التعاون والتنسيق مع شركاء العمل الإنساني للمساعدة في تخفيف معاناة المصابين والجرحى والمتضررين جراء الحادث الإرهابي.
وقال إن الكويت تشعر بالفخر والإعتزاز لما تقدمه من المساعدات الإنسانية والإغاثية للدول التي تتعرض للكوارث أو من صنع الإنسان بتوجيهات سامية من قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه الرئيس الفخري للجمعية.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي وسط ظروف مأساوية تمر بها المنطقة العربية في ظل أزمات وكوارث إقليمية ودولية تتطلب تضافر الجهود والتنسيق لمواجهة تداعياتها الإنسانية لتخفيف العبء على الضحايا والمنكوبين.
ولفت إلى أهمية التعاون ما بين الجمعيات والهيئات التي تعنى بالعمل الإنساني بما يخدم الشعوب العربية لاسيما في الوضع الراهن وما تمر به المنطقة من نزاعات أسفرت عن أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين.
ودعا إلى مضاعفة الجهود لتخفيف حدة تلك الكوارث الإنسانية التي تمر بها عدد من الدول العربية نتيجة النزاعات من خلال التنسيق والتشاور في نطاق المنظمة اضافة الى مكونات الحركة الدولية و تكثيف التنسيق ما بين الهيئات والجمعيات مع المنظمات الدولية الأممية ذات العلاقة لمحاولة التخفيف من معاناة الضحايا والمنكوبين.
وبين أن ما تقدمه المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في دعم العمل الإغاثي والإنساني يأتي إدراكا بمقومات ذلك العمل وقيامها بدورها ضمن المنظمات الإنسانية التي حملت على عاتقها خدمة المتضررين جراء الكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان.
ولفت إلى أن (الهلال الأحمر الكويتي) تتطلع إلى تنسيق عمل عربي مشترك لمصلحة الفئات الأكثر ضعفا في كل مكان مشيرا إلى أن الجهود المبذولة من قبل الجمعية تأتي لتحقيق أهداف الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر المتثلة بتقديم خدمات ومساعدات غذائية وإغاثية وخدمات صحية للفئات الأشد ضعفا داخل الكويت وخارجها.
وذكر الساير أن أمام العمل الإنساني تحديات كبيرة تفرض عليه أن يكون أكثر سرعة ليس فقط لمواجهة الكوارث ولكن للحد من وقوعها وذلك بإتخاذ إجراءات تحد منها وتقلل من آثارها.
بدوره قال الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (ARCO) الدكتور صالح السحيباني في كلمته إن الأمانة العامة للمنظمة منذ تأسيسها قبل 44 عاما حرصت على أن تكون لها بصمة واضحة في خارطة العمل الإنساني من خلال مسيرة مشرقة زاخرة بالعطاء منطلقة بمبادرات إنسانية خيرة لإغاثة اللاجئين وتضميد جراحات المصابين في الكوارث الإنسانية.
وأضاف السحيباني أن المنظمة سعت ومكوناتها من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية على تكريس ثقافة العطاء بلا مقابل وترسيخ أفضل معايير العمل الإنساني وتحسين آلياته المتبعة لمواكبة المشهد الإنساني المتغير باستمرار بما يشهده من أزمات إنسانية.
وأوضح أن المنظمة استمرت مع مكوناتها من الجمعيات الوطنية في أداء دورها المتألق لخدمة القضايا الإنسانية بالعالم العربي ومنذ يناير 1975 حتى اليوم مضت المنظمة قدما في حراكها الفاعل الذي يعد امتدادا لمسيرة الخير والعطاء التي انتهجتها الجمعيات الوطنية.
وأشار إلى أن ما تشهده بعض الدول العربية من موجات لجوء وتهجير ونزوح جعل المنظمة على صفيح ساخن من الحراك المستمر لتلمس حاجة اللاجئين في أطراف الدول الشقيقة فاتخذت شعار (العمل الانساني .. صناعة ومهارة) لتنقل هذا العمل الإغاثي من صفة النجدة والفزعة المؤقتة إلى عمل مؤسسي مستمر.
وذكر أن المنظمة شجعت برامج التوأمة بين الجمعيات الوطنية العربية والجمعيات الأخرى حيث تم التنسيق لتنفيذ برامج التنمية والتطوير من أجل إنجاح المشاريع التي تحقق رسالة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وقال إنه في إطار الجهود المبذولة لتفعيل الإعلام الإنساني في دعم القضايا الإنسانية فقد أطلقت الأمانة العامة للمنظمة العربية قاعدة بيانات إلكترونية للاعلاميين والإعلاميات المهتمين بالإعلام الإنساني.
وأكد أن المنظمة تسعى إلى تعزيز التواصل والتنسيق بين الجمعيات الوطنية الإنسانية العربية والجمعيات الأخرى وكذلك المنظمات الدولية لمواصلة دورها الإنساني النبيل في تفعيل الشراكات الإقليمية والدولية.
وبين أن المنظمة تعمل على تنمية الموارد المالية والاستثمارية للمنظمة ومكوناتها من الجمعيات الوطنية وتكوين جهاز تنسيق فعال للمواقف المشتركة في المحافل الدولية ومركز توثيق فاعل للجهود وإصدار تقارير سنوية ذات مصداقية عن العمل الإنساني في الوطن العربي.
وشهد حفل الافتتاح عرض فلم وثائقي عن جمعية الهلال الأحمر الكويتي وتوزيع دروع تذكارية للشخصيات الفاعلة في العمل الإنساني والتطوعي كبار الحضور بالإضافة إلى افتتاح معرض للرسومات والصور وحملة التبرع بالدم.