أكد وزير الشؤون الاجتماعية سعد الخراز أن الوزارة لن تتوانى في محاسبة المخالفين لقانون التبرعات، مؤكدا زيادة عدد الفرق العاملة على التفتيش من 3 فرق إلى 6 فرق بمشاركة البلدية والداخلية والقوى العاملة، التي تقوم بجولات مكثفة على الجهات المعنية بالتبرع.
جاء ذلك خلال حضوره ممثلا لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في احتفال الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية بيوم المرأة الكويتية وبحضور رئيسة الاتحاد الشيخة فادية السعد وعدد من الشخصيات العامة والقيادات النسائية.
ولفت إلى أن هذه الفرق قامت حتى تاريخه بـ 600 زيارة تفتيشية أسفرت عن عدد قليل جدا من المخالفات تم التعامل معها بالشكل المطلوب، لافتا إلى ان عدد المخالفات لا يذكر مقارنة بعدد الجولات.
وأكد استمرار الوزارة في هذا التوجه للقضاء على أي مخالفات يمكن أن تحدث في هذا الشأن.
وعن تكريم الجمعيات التعاونية والأهلية، قال الخراز إن تكريم الجمعيات التعاونية تم وفقا لمشاركاتها الاجتماعية ومساهمتها الخدمية في المجتمع وليس الأرباح التي تحققها، لافتا إلى انه يتم العمل على تنظيم حفل لتكريم الجمعيات الأهلية والخيرية المتميزة وفق عدد من المعايير وذلك في المرحلة المقبلة.
وحول مجمع صباح الأحمد للتنمية الاجتماعية والخيرية المزمع إقامته في جليب الشيوخ، قال: ليس هناك تقدم كبير في هذا الشأن، آملا انتهاء التصميم وإيجاد تمويل مناسب لهذا المجمع خلال المرحلة المقبلة.
وبهذه المناسبة أكد الخراز في كلمته أن الرعاية السامية لصاحب السمو الأمير لهذه الاحتفالية تؤكد حرص القيادة الحكيمة واهتمام الكويت بتعزيز دور المرأة المحوري وبكل قضايا المرأة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي وشريكا فاعلا في دفع عجلة التنمية في البلاد، كما أن موافقة مجلس الوزراء في يونيو 2015 على مقترح إعلان 16 مايو من كل عام «يوم المرأة الكويتية» يعد أحد البراهين على اهتمام القيادة السياسية بأهمية دور المرأة.
وأضاف أن الكويت حريصة على إشراك المرأة في وضع الخطط التنموية وتفعيل دورها في المجتمع المدني، كما أن نجاحات المرأة الكويتية أكسبتها الريادة على مستوى إقليمنا الخليجي وتعتبر الكويت من الدول التي أولت اهتماما كبيرا بالمرأة.
وأشار الى أن الكويت تعهدت بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة العالمية الـ 17 ومن بينها الهدف الخامس والمتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين ايمانا منها بأهمية دور المرأة والحرص على حماية حقوقها التي منحها لها الدستور ونظمتها القوانين والتشريعات الكويتية وحققت المرأة نجاحات كبيرة من خلال المناصب التي تقلدتها.
وأشار إلى تحقيق المرأة نجاحات كبيرة عبر المناصب التي تقلدتها، مبينا أن اهتمام الكويت بالمرأة لم يقتصر عند حد الحقوق السياسية فقط بل شملها اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
ولفت إلى إنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الذي يضم عددا من الوزراء المعنيين بالصحة والداخلية والتربية والشؤون الاجتماعية إضافة إلى عدد من المختصين في مجالات الأسرة والطفولة.
وأفاد بأن هذا المجلس يولي اهتماما بشؤون الأسرة بوجه عام وشؤون المرأة الكويتية بوجه خاص حيث تم انشاء مراكز الاستماع للمعنفات أسريا، في بادرة تؤكد الحرص على بحث قضايا ومشاكل وهموم المرأة وتقديم سبل الدعم كافة حتى يتسنى لها أداء الدور المنوط بها دون أي معوقات.
من جانبها، سردت الشيخة فادية السعد المراحل التي مرت بها المرأة مطالبة بحقوقها السياسية التي نص عليها الدستور حتى استشعرت القيادة السياسية أهمية إعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية، وجاءت أولى المبادرات الفعلية من خلال الرغبة السامية التي عبر عنها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله حينما أصدر المرسوم الأميري الخاص بإعطاء المرأة حقوقها السياسية في 16 مايو 1999، وهي مسيرة أكملها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حينما كان رئيسا للوزراء والذي لعب دورا مهما في إقرار الحقوق النهائية عام 2005.
وأشادت بالدعم اللامحدود من صاحب السمو لقضايا المرأة، حيث تبعت تلك الجهود تعيين أول وزيرة في الحكومة الكويتية، كما تفاعلت السيدات مع ذلك الحق من خلال المشاركة الفعلية في البرلمان حتى تمكن عدد من السيدات من الفوز بالمقاعد الانتخابية بواسطة الانتخاب المباشر.
وأكدت أن حصول المرأة الكويتية على الحق السياسي هو بداية الرحلة وليست نهايتها، وأن تمكينها يسهم في دعم مكانة الكويت الدولية في استيفاء متطلبات وشروط التنمية المستدامة، داعية الى تمكين المرأة من المشاركة الفاعلة وليست الاسمية في مراكز القرار، والتي ستتحقق تحت مظلة القيادة الرشيدة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
واستذكرت جهود رائدة العمل النسوي الشيخة لطيفة الفهد التي حرصت على جعل الاحتفال بهذا اليوم احتفالا رسميا من خلال مخاطباتها مع مجلس الوزراء حينما كانت ترأس لجنة شؤون المرأة والتي تمخض عنها اعتماد الاحتفال بهذا اليوم التاريخي يوما خاصا بالمرأة الكويتية نستذكر فيه مسيرتها العطرة ونكرم فيه رائدتها، ونبرز فيه قيادات المستقبل القادرة على تشخيص التحديات لإكمال مسيرة البناء والتعمير.
وأكدت أن أحد ابرز التحديات الراهنة التي تواجه المرأة الكويتية كشريك في البناء هي الظروف الإقليمية التي تستوجب الالتفاف حول القيادة السياسية وإعلاء كلمة الصف الواحد مما يضع مسؤولية كبيرة على القيادات النسائية لتجاوز أي اختلافات في وجهات النظر وتقديم مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، فأمن الكويت واستقرارها واستمرار رسالتها في التنمية العربية والإنسانية تسبق أي اعتبارات أخرى وهدف يسعى الجميع إلى تحقيقه.
وتم خلال الاحتفال إقامة حلقة نقاشية بعنوان «مسيرة امرأة» شارك فيها عدد من الأكاديميات من الكويت والدول العربية، كما تم على هامش الحفل تنظيم معرض تضمن إنتاجات وإبداعات المرأة الكويتية في مجال الفن والعلم والأدب.