بادر ستة شبان فلسطينيين إلى تأسيس مجموعة (مسحراتي مدينة البيرة) للحفاظ على هذا التقليد الرمضاني الذي لم تعرفه الأجيال الجديدة التي غالبا لا تنام او تعتمد على التكنولوجيا للاستيقاظ من اجل تناول وجبة السحور.
والشبان الستة وهم في العشرينات أبناء حي واحد في مدينة البيرة المجاورة لمدينة رام الله وأصدقاء منذ الطفولة طرح أحدهم الفكرة قبل أربع سنوات وسرعان ما تبناها الأصدقاء وخرجوا بفكرتهم ليجوبوا الشوارع بشكل غير منتظم وبأدوات بيتية.
ومع السنوات تطورت فكرتهم وفي شهر رمضان الحالي بدأ عملهم بشكل منتظم ووفروا زيا موحدا لافراد الفرقة الستة وطبل الكشافة (الدرمز) والعصا ووصلوا بجولاتهم الى كل احياء (البيرة) واحياء أخرى في (رام الله).
ويجد أعضاء المجموعة الأطفال في انتظارهم على نوافذ المنازل يلتقطون الصور لهم وهو ما دفعهم للاستمرار في عملهم كمجموعة تجاوزت فكرة المسحراتي الشخص الواحد الذي يحمل (الطبل) وينادي الناس لتناول وجبة السحور.
وفي هذا السياق قال ضياء عابد أحد أعضاء المجموعة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة إن هناك تفاعلا كبيرا معهم وتحديدا من الأطفال وكبار السن.
واضاف “نحن نعرف ان أحدا لم ينم في هذه الأيام ويعتمد الناس على التكنولوجيا وهواتفهم الخلوية لكن نريد ان نحافظ على العادات والتقاليد ونبقي على فكرة المسحراتي”.
وأوضح أنهم يخرجون الساعة الثالثة فجرا ويختارون في كل ليلة عدة احياء وهم يرددون الأناشيد الدينية مستخدمين الطبول خاصة انهم أعضاء سابقون في فرقة الكشافة.
واشار الى انهم يعلنون على صفحتهم على موقع (فيسبوك) الاحياء التي سيتجولون فيها كل ليلة حيث يجدون الناس في انتظارهم.
ويستبعد عابد زيادة عدد افراد المجموعة موضحا ان الأعضاء الجدد يحتاجون الى تدريب وتقنيات محددة كطريقة السير وترديد الأناشيد.
ويسير الشبان الستة بزيهم الموحد الى جانب بعضهم البعض ويقرع أحدهم على الطبل خمس مرات متتالية ويرددون الأناشيد منها (على صاحب الحق صلوا على صاحب الشفاعة صلوا على صاحب الوسيلة صلوا على صاحب المعراج صلوا.. يا سامعين ذكر النبي على المصطفى صلوا لولا النبي ما انبنى جامع ولا صلوا) ..(يا نايم وحد الدايم).
وعلى صفحتهم على موقع (فيسبوك) كتب أعضاء المجموعة انهم يعملون بمبادرة ذاتية من تلقاء أنفسهم في محاولة للحفاظ على جزء من التراث الشعبي القديم وعودة الزمن الجميل من خلال المسحراتي.
واضافوا ان المسحراتي ” جزء اصيل من تراث شعبنا والذي يعكس تمسك شباب البيرة بتراثها الشعبي في محاولة تجسد الروح التطوعية وخدمة سكان المدينة من خلال المسحراتي”.
وبدوره قال الشاب محمد قوار وهو عضو اخر في مجموعة المسحراتي انه لم يكن يعرف المسحراتي التقليدي لكنه تعرف في طفولته على شبان ينادون الناس لإيقاظهم بشكل غير منظم او دائم ما شكل دافعا له حتى يبقى هذا التقليد موجودا كما يقول.
واوضح قوار في حديث ل (كونا) ان “كونهم أبناء حي واحد يعرفون الناس في مدينة (البيرة) ينادون على من تجمعهم به علاقة صداقة او قرابة بأسمائهم وينادون على الأطفال لإدخال البهجة الى قلوبهم”.
واشار الى ان الناس يطلبونهم للوصول الى الاحياء التي يسكنون فيها ما يدلل على نجاحهم.
وعن تطور تقليد المسحراتي من شخص الى مجموعة قال قوار “الشخص وحيدا ربما يعاني الملل وبعد فترة من الزمن يتوقف والعمل كمجموعة يضمن الاستمرارية”.
ويؤكد أعضاء المجموعة انهم سيواصلون عملهم كل عام ويأملون ان تمتد هذه الفكرة الى مختلف مناطق فلسطين.