للهجة الكويتية القديمة مفردات جميلة رنانة تناسقت وتمازجت مع أرواح من نطقوا بها في الماضي إلا انها اختفت مع تغير الحياة ونمط المعيشة في البلاد لا سيما بعد اكتشاف الثروة النفطية.
ومن أجمل تلك المفردات ما اطلق على مكونات البيت الكويتي القديم الذي كان يتسم بالبساطة في البناء والتناغم مع البيئة ومكوناتها في ذلك الزمان والتي تلاشى معظمها بفعل التطور والنهضة العمرانية التي عمت البلاد منذ منتصف القرن الماضي.
وحرصا على توثيق تاريخ التراث الكويتي الاصيل أصدر مركز البحوث والدراسات الكويتية عام 1999 كتابا بعنوان (البيت الكويتي القديم) وقد احتوى في جزء منه على عرض للمفردات التي كان يطلقها أهل الكويت قديما على أجزاء البيت الرئيسية وعلى ما يحتويه من مقتنيات.
ويذكر الكتاب وهو من إعداد الباحثين محمد الخرس ومريم العقروقة مجموعة من تلك المفردات ومنها (باب بورمانه) وهو نوع من أنواع أبواب البيت الخارجي والرئيسي وكان ذا مقبضين من النحاس الأصفر مكورين احدهما من الداخل والآخر من الخارج وهو يشبه حبة الرمان الصغيرة وهناك أيضا (باب بوصفاقة) ويعني الباب ذا المصراع الواحد فالصفق في اللغة هو مصراع الباب.
ومنها ايضا كلمة (إحجا) بقلب الجيم ياء وكانت تطلق على الجدار الطيني الذي يحيط بسطح المنزل من الجهات التي تطل على الطريق والجيران بارتفاع يوازي قامة الانسان بغرض ستر أهل البيت الذين يستعملون السطح عن أعين المارة والجيران.
ومن المفردات التي تلاشى استخدامها (البارية) وتسمى أيضا (المنقور) وجمعها بواري ومناقير وهي نوع من الحصير المنسوج من شرائح أعواد القصب كانت تستعمل لتسقيف المنازل كما كانت تستعمل أيضا للجلوس عليها في المنازل والمدارس الاهلية وللصلاة في المساجد.
وكانت كلمة (البتات) تطلق على المفاصل الحديدية التي تربط مصراعي الباب او النافذة بالجرجوب ومفردها (بته) أما (تخت بند) فتطلق على السقف الاصطناعي الذي كانت بعض البيوت الكويتية تبنيه داخل الغرفة الرئيسية لنوم الأطفال أو لاستعماله كمخزن للأغراض.
و(خشم الباب) قطعة خشبية منجورة بطول الباب تثبت في طرف احد مصراعيه لتمنع المصراع الاخر من تجاوز المصراع الاول عند الاغلاق ولتعطي الباب منظرا جميلا لا سيما وان بعض (الخشوم) كان يزين بالنقوش والزخارف المميزة.
ومنها ايضا كلمة (الدروند) وهو جسر من اخشاب الجندل او من جذوع النخل يمد فوق الباب او النافذة لاتمام بناء الجدار فوقه ومع التطور اصبح هذا الجسر يعمل من الاسمنت المسلح وكلمة (الرشا) تطلق على حبل الدلو وهي من الكلمات العربية الفصيحة.
ومن أجزاء البيت الكويتي القديم (الليوان) وهو سقف يظلل غرف البيت من حرارة الشمس ومياه المطر ويرتكز على جدار البيت من جهة ومن جهة أخرى على أعمدة خشبية اسطوانية تسمى (المنده).
أما (الشلمان) أو (الشلامين) فهي عوارض خشبية متسقة توضع خلف الباب بأطوال متساوية وتثبت عليها قطع الباب الرئيسية بالمسامير الكبيرة الظاهرة على صفحته الخارجية وكلما كبر الباب زاد عدد هذه الشلامين وسماكتها.
وكان هناك (الكيلون) وهو نوع من الاقفال الكبيرة له مفتاح خاص به كان يتخذ للابواب الخارجية وابواب غرف البيت الداخلية.
ومن ادوات المطبخ (جنكال) وهي شوكة الطعام التي عرفتها المائدة الكويتية قديما في نطاق محدود وكانت نحاسية في البداية ثم ظهرت الشوكة المصنوعة من الصلب ومنها ايضا (المحراث) وهو قضيب حديدي لتحريك نار الموقد تحت القدر.
و(المدسامة) قطعة قماش تصر فيها بعض قطع الشحم ثم تمسح بها (التاوه) وهي قطعة حديد مقعرة تستخدم للخبز وذلك بعد ان تسخن حتى لا يلتصق بها العجين أما كلمة (المركا) فهي طوق حديدي مستدير يوضع تحت قدر الطبخ حتى يثبث عليه.
ومن المفردات التي كانت تطلق على المفروشات والكماليات (أغدان) وهو الحبل أو العصا الطويلة التي كانت توضع في جانب من الغرفة بين الجدارين من جهة العرض وتعلق عليها الملابس.
وهناك (التوكري) وهو وعاء مصنوع من شرائح واعواد البوص او الخيزران يتصل به غطاء بمقبض مصنوع من المادة نفسها ومزين أحيانا بوحدات زخرفية بسيطة كان يستعمل لحفظ بعض حاجيات البيت مثل الملابس والادوات الشخصية.
أما (النشرة) أي (الشرشف) فهو غطاء السرير الذي يكون باللون الأبيض عادة أو الألوان الأخرى ويزين ببعض الزخارف البسيطة