تحتفل دول العالم في ال20 من يونيو سنويا بمناسبة (اليوم العالمي للاجئين) بغية إلقاء الضوء على قضاياهم ومشكلاتهم.
وتأتي هذه المناسبة هذا العام وسط نشاط محموم لأعمال إغاثية وإنسانية كويتية استهدفت تضميد جراحهم والتخفيف من معاناتهم في شتى بقاع الأرض.
وفي حين تأتي احتفالية هذا العام تحت شعار (تقدم خطوة نحو اللاجئين) يشهد المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية المتخصصة بأن الكويت شكلت قاطرة دول العالم لتقديم الغوث والمساعدات للاجئين دون تمييز أو النظر إلى دين أو عرق أو لغة.
وتزامنا مع مواصلة المؤسسات الكويتية دورها غير المتناهي في تقديم العون الإغاثي والإنساني ثمنت مؤسسات دولية متخصصة هذه المجهودات التي تخفف من وطأة العوز والاحتياج.
في هذا السياق ثمن عدد من العاملين بالمجال الإغاثي في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء مجهودات الكويت قيادة وشعبا في تقديم المساعدة للمحتاجين حول العالم.
من جانبه قال رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى البلاد الدكتور سامر حدادين في تصريح ل(كونا) إن “الكويت تبرز دوما كمثال إنساني عالمي يحتذى به إذ لا تتردد في تقديم الدعم والمساعدة وحشد الجهود الدولية استجابة للأزمات الإنسانية في شتى بقاع الأرض”.
وأضاف حدادين أنه مع ازدياد حدة النزاعات في المنطقة وبلوغ أعلى مستويات للنزوح القسري عالميا “ازدادت الجهود الإنسانية الكويتية لتبلغ مساهماتها للمفوضية منذ العام 2013 نحو 400 مليون دولار أمريكي” قدمت من خلالها مساعدات إنسانية طارئة لملايين الرجال والنساء والأطفال المتأثرين بالنزاعات خصوصا في سوريا واليمن والعراق فضلا عن خدمات الحماية للاجئين والأشخاص المعنيين.
وأوضح أن المجتمع الدولي يلمس التزام الكويت في دعم المجال الإنساني العالمي والذي يبرز من خلال مشاركاتها النشطة مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وتبرعاتها السخية تاريخيا لها وغيرها من المبادرات الإنسانية والخيرية المستقلة.
وذكر أن الكويت ممثلة في قيادتها السياسية وحكومتها وشعبها والقطاع الخاص والمنظمات الخيرية والإنسانية أصبحت نموذجا يحتذى به فهي “لم تستبعد أي طائفة أو عرق من تبرعاتها وأوصلت مساهماتها إلى إفريقيا وأوروبا وآسيا”.
وثمن عاليا الجهود التي قامت بها الكويت في هذا الإطار لا سيما استضافتها ثلاثة مؤتمرات دولية برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لدعم الوضع الإنساني في سوريا (2013- 2015) وترؤسها ومشاركتها في تنسيق مؤتمرين دوليين ذات صلة لافتا إلى أنها خلقت آلية لمتابعة تبرعات وتعهدات المجتمع الدولي عبر استضافة تسعة اجتماعات لكبار المانحين للأزمة السورية.
وذكر أن “المؤتمرات التي ترأستها الكويت ونسقتها أسفرت عن التعهد بما يقارب 30 مليار دولار أمريكي لتقديم الدعم الإنساني الأساسي للاجئين والنازحين السوريين”.
وأشار إلى مشاركة الكويت في رئاسة المؤتمر الدولي لدعم لاجئي الروهينغا الذي استضافته جنيف في أكتوبر 2017 وخرج بتعهدات دولية بتقديم نحو 335 مليون دولار أمريكي للتخفيف عن اللاجئين.
ونوه بمؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي عقد في الفترة من 12 إلى 14 فبراير 2018 برعاية سمو أمير البلاد وأسفر عن تقديم تعهدات وتبرعات بمبلغ 30 مليار دولار أمريكي.
ورأى حدادين أن التكريم الاستثنائي لسمو أمير البلاد من قبل الأمم المتحدة في سبتمبر 2014 وتسمية سموه قائدا للعمل الإنساني وتسمية دولة الكويت مركزا للعمل الإنساني ما هو إلا “نتيجة طبيعية للمبادرات والتبرعات السخية التي لم يسبق لها مثيل وتقديرا لدور الكويت الريادي الخيري إقليميا ودوليا”.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير في تصريح مماثل إن دول العالم تحتفل في 20 يونيو سنويا باليوم العالمي للاجئين بغية استعراض هموم وقضايا ومشكلات اللاجئين وتسليط الضوء على معاناتهم وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وأكد الساير حرص (الهلال الأحمر) على مواصلة مجهوداتها في تقديم المساعدات الإنسانية لكل اللاجئين والنازحين حول العالم بما يتناسب ومبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأضاف أن أعداد اللاجئين حول العالم في ازدياد مستمر نظرا إلى طبيعة الكوارث والأزمات المتصاعدة داعيا إلى تسليط الضوء على قضية مهمة وهي (عودة اللاجئين إلى أوطانهم).
وأوضح أنه بازدياد عدد اللاجئين حول العالم تتفاقم حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشونها “فهناك عائلات مفككة وطفولة مشردة وحياة يطاردها الموت في كل تفاصيلها”.
وناشد المنظمات والسلطات المعنية بسرعة إنشاء جهاز متخصص لنشر الوعي بين اللاجئين مثمنا بدور المنظمات الدولية ومكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في التعامل مع هذا الملف.
ولفت إلى التعاون المستمر بين جمعية الهلال الأحمر ومكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور غانم النجار في تصريح ل(كونا) إن اليوم العالمي للاجئين يأتي هذا العام وسط أوضاع غاية في السوء يعيشها اللاجئون حول العالم إذ “تجاوز عددهم نحو 65 مليون لاجئ” لافتا إلى أن “عدد اللاجئين إبان الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) كان أقل من الحالي”.
وأوضح النجار أن أقدم مشكلة للاجئين هي للفلسطينيين الذين يعانون هذه الفترة بسبب مزيد من الضغوطات لا سيما من قبل الدول الكبرى “وتحديدا الولايات المتحدة” لافتا إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تتعرض بدورها لضغوطات مع وقف الدعم عنها.
ونوه بدور الكويت الداعم دوما لملفات اللاجئين خصوصا والقضايا الإنسانية عموما لافتا إلى استضافتها أكثر من مؤتمر خاص بسوريا وغيرها من الدول فضلا عن دعمها الدائم لمنظمة (أونروا).
ولفت النجار إلى أن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لطالما أشاد بمجهودات الكويت ومساعداتها المقدمة في مختلف الموضوعات الإنسانية إذ تلتزم بتسديد ما عليها من تعهدات.
وذكر أن الكويت ومؤسساتها الخيرية تعد من أكبر الداعمين للمنظمات الأممية لا سيما مفوضية شؤون اللاجئين إذ وصلت مساعداتها إلى مختلف المناطق في العالم.