الرئيسية / محليات / الكويت: السلام والاستقرار في أفغانستان يتحققان من خلال تسوية تفاوضية دبلوماسية

الكويت: السلام والاستقرار في أفغانستان يتحققان من خلال تسوية تفاوضية دبلوماسية

اكدت الكويت ايمانها الراسخ بأن تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في أفغانستان والمنطقة يأتي من خلال تسوية تفاوضية دبلوماسية.
جاء ذلك في كلمة الكويت بجلسة مجلس الامن حول أفغانستان التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء امس الاربعاء.
واعرب السفير العتيبي عن اعتقاده بأن الوقت الحالي يمثل فرصة سانحة ومهمة للتوصل الى تسوية سياسية شاملة للصراع في افغانستان من خلال مشاركة كافة الاطراف والاطياف بشكل بناء في الجهود الدبلوماسية الرامية الى تحقيق السلام المستدام في افغانستان.
واعرب عن تقديره للاحاطات التي قدمها كل من ممثل الامين العام الخاص ورئيس بعثة الامم المتحدة لتقديم المساعدة في افغانستان تاداميتشي ياماموتو ورئيسة هيئة حقوق الانسان المستقلة في افغانستان سيما سمر حول الوضع في افغانستان.
وثمن عاليا ما تبذله بعثة الامم المتحدة للمساعدة في افغانستان والدور الحيوي الذي يضطلع به ممثل الامين العام الخاص ياماموتو وما يقدمه جميع موظفي الأمم المتحدة في أفغانستان من جهود مخلصة وتفان في العمل دعما لشعب أفغانستان في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها.
كما ثمن السفير العتيبي الدور المهم الذي تؤديه الهيئات ومؤسسات المجتمع المدني في افغانستان ومساهمتها في مجالات مختلفة كحقوق الانسان ومكافحة الفساد.
وهنأ افغانستان وشعبها الشجاع بانتخاب اول برلمان منذ عام 2011 قائلا “لقد واجه الشعب الافغاني كافة التحديات وقدم اكبر التضحيات من اجل اختيار ممثليه في البرلمان تأكيدا على رغبتهم في التمسك بحقوقهم السياسية”.
واضاف “اننا نشد من ازر الشعب الافغاني الصديق ونشجعهم على المضي قدما في استكمال تلك العملية الديمقراطية من خلال عقد الانتخابات الرئاسية خلال العام الحالي ونحن على ثقة تامة بأن تلك الانتخابات الرئاسية التي يتم الاعداد لها بالشكل المناسب سيكتب لها النجاح لدى انعقادها”.
وأكد السفير العتيبي اهمية المرحلة السياسية الحالية فالمرحلة الراهنة تتطلب من كافة الحكماء وقيادات الاحزاب السياسية في افغانستان تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية من اجل ضمان حياة آمنة وكريمة للمواطنين الافغان بعد سنين طويلة من الحروب والنزاعات آملا ان تسهم الاستعدادات للانتخابات الرئاسية نحو المزيد من الاجتماعات والمشاورات بين كافة الاحزاب ضمانا وحرصا على اختيار المرشح المناسب لرئاسة افغانستان للمرحلة المقبلة.
واوضح انه يتعين على مجلس الأمن الاستمرار بتكثيف الجهود لدعم العملية السياسية ولبعثة الامم المتحدة للمساعدة في افغانستان والتشجيع على انعقاد الانتخابات الرئاسية في شهر سبتمبر المقبل.
وفي الجانب الامني قال السفير العتيبي ان الكويت تشاطر القلق الذي عبر عنه الامين العام للأمم المتحدة من استمرار عدم استقرار الاوضاع الامنية في افغانستان فعلى الرغم من انخفاض عدد الضحايا المدنيين بالمقارنة بعدد الضحايا خلال نفس الفترة من العام الماضي نتيجة لانحسار العمليات الانتحارية بنسبة 72 في المئة والتي كانت تستهدف المواقع الانتخابية خلال فترة الانتخابات البرلمانية فان مواصلة العمليات القتالية بين القوات الامنية الافغانية والقوات المعادية لها في معظم ارجاء البلاد نتج عنها النصيب الاكبر من الحوادث الامنية والتي بلغت ما يقارب 3200 عملية مسلحة.
واشار الى ان هذه الارقام تؤكد صعوبة المهمة الملقاة على عاتق الحكومة الافغانية والمجتمع الدولي لاسيما في ظل استمرار حركة طالبان وما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بشن هجمات ارهابية على مختلف القرى واستهداف المدنيين العزل.
وحث السفير العتيبي جميع اطراف النزاع على ضرورة احترام التزاماتها بموجب القانون الانساني الدولي وقانون حقوق الانسان واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع خسائر في صفوف المدنيين.
وقال ان الحديث عن عملية المصالحة السياسية والاوضاع الامنية في افغانستان يدعونا للحديث عن الدور الاقليمي والدولي الحيوي المتصل بهاتين المسألتين الاساسيتين فلقد تابعنا بارتياح مواصلة افغانستان وعلى كافة المستويات انخراطها في اجتماعات ثنائية مع العديد من دول المنطقة للوصول الى تفاهمات تساهم في تحسين الوضع في افغانستان بمختلف المجالات الامنية والاقتصادية والسياسية.
واضاف اننا نرحب ايضا بالجهود الدولية تجاه عملية المصالحة السياسية الافغانية من قبل العديد من الدول عبر ممثليهم ومبعوثيهم ونذكر هنا على سبيل المثال الجهود التي يبذلها ممثل الولايات المتحدة الخاص الى افغانستان زالماي خليل زاده ولقاءاته المتواصلة سواء مع اطراف النزاع في افغانستان او اجتماعاته الدولية من اجل دفع عملية المصالحة السياسية.
واوضح ان الكويت تتابع مسألة المساعدات الانسانية والنازحين ايمانا منها بأهمية الجانب الانساني لأي قضية كانت فاستمرار القتال واعمال العنف بالإضافة الى عوامل الجفاف والكوارث الطبيعية أدت الى تشريد أكثر من 110 الاف نسمة في افغانستان خلال الفترة من الاول من يناير الماضي وحتى ال16 من شهر مايو الماضي.
وتابع قائلا “لعل ما يقلقنا بشكل أكبر هو ان نسبة الاطفال من ذلك العدد بلغت 58 في المئة ومن المؤسف ان تأتي هذه الارقام المرتفعة في ظل تصاعد الهجمات على المرافق الصحية والموظفين في المجال الطبي واستمرار القيود المفروضة على حملات التطعيم ضد شلل الأطفال.
واكد في هذا الصدد اهمية احترام جميع اطراف النزاع لالتزاماتهم الدولية المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المرافق الصحية والعاملين فيها.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*