إن الكويت اليوم تُعاني من أزمة في معنى الحريات. مبدأ الحرية أصبح غريباً، وشبه مطاطاً. أصبحت الحريات اليوم ما يراه البعض مناسباً لفكره، ومعتقداته ودينه. وأن كل شيء خارج معتقداتهم ليست ضمن مبدأ الحريات.
هناك من يرى أن الحريات توصد بخطوط حمراء يضعها الدين. وأي دين غير دين صاحب الكلام؟فتجد أن ليس الجميع يتفق على ما يجب أن يُمنع بإسم الدين وما يجوز السماح به.
إن الحرية تكمن فيما لا يؤذي الغير مباشرة جسدياً أو نفسياً. فلا يجوز أن يضرب أحدٌ أحداً. أو يسرق منه أو أن يؤذي صحته النفسية. وما دون ذلك للإنسان أن يفعل ما يشاء. وهذا الكلام يتفق عليه الجميع ولكن تقع نقطة الخلاف عند المسائل الدينية.
إن الخلاف على الحريات في الكويت يكمن في تجريم أو معاقبة من يخالف ما وُجد في الشريعة. طرف يرى أن الدين علاقة فردية بين الإنسان وربه. وأن أي ذنب يقترفه الإنسان هو أمر لا يعاقب عليه إلا إله المُذنب. وفي الطرف الأخر يُنظر للأمر أنه واجب. وأنه على كل فرد أن يُطبق ما هو أصلح للمجتمع، وما أصلح للمجتمع من دين المجتمع؟
فإنقسمت الأراء لنصفين ولأن الأمر يتعلق بالدين، فالأمر حساس عند المجتمع. فترى أن هناك من يؤمن بحريات يُحرمها الدين ولكن لا يعترف بذلك. وهناك من يرى أن على الدولة أن تُطبق أقصى أنواع التدين ولكن يخشى من ردة فعل الناس.
علينا اليوم لحل هذه المشكلة أن نتقبل المناقشة بالدين. وأن نتقبل جميع الأراء وإن كانت لا تُعجبنا. فإن لم نرغب بالسماع لحقيقة الفكر الديني أو حقيقة الفكر العلماني، سيظل يجاملون الناس أصحاب هذه الأفكار. وسيُخدع الناس بأفكار لم يتوقعوها من أحد الطرفين. وسيطول الصراع لأكثر من ما يحتاج