أشاد رئيس صندوق إعادة إعمار العراق الدكتور مصطفى الهيتي اليوم الخميس بدور الكويت في تنفيذ خطط اعادة الإعمار في بلاده مؤكدا أن الكويت بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح كانت اول من قدم العون والدعم لها.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الهيتي على هامش مشاركته في مؤتمر ومعرض اربيل الدولي للاعمار والكهرباء والطاقة الذي انطلقت أعماله أمس الأربعاء وتختتم بعد غد السبت.
وقال الهيتي انه خلال زيارة لرئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي للكويت واجتماعه فيها الى سمو امير البلاد كان من المقرر عقد مؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق في مارس 2017 “الا ان بعد نظر سموه حفظه الله ورعاه ورغبته في ان يكون المؤتمر بالمستوى المطلوب ويحقق اهدافه ولغرض زرع الثقة لدى الدول المانحة كان لابد أولا تقييم الخسائر والاضرار من قبل شركة عالمية محايدة”.
وأضاف انه توجه الى الكويت وعقد اجتماعا مع مسؤولي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حيث أبدى الجانب الكويتي استعداده لتقديم ثلاثة ملايين دولار لاستقدام مكاتب عالمية لهذا الغرض كما تدخل البنك الدولي مبديا استعداده للتعاون واجريت الدراسة المطلوبة بالتنسيق مع وزارة التخطيط العراقية.
وأوضح أن تحليلات الدراسة ونتائجها اظهرت ان حجم الاضرار والخسائر نتيجة العمليات العسكرية في المناطق المحررة في العراق بلغت 88 مليار دولار مشيرا الى ان التدمير والاضرار تركزا في ثلاثة قطاعات رئيسة هي القطاع الانتاجي والصحة والتربية والتعليم في حين كانت المناطق الأكثر تضررا هي محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى الى جانب جزء من بابل وحزام بغداد.
واشار الهيتي الى ان “الاشقاء في الكويت وعلى رأسهم سمو الأمير” أبدوا كامل استعدادهم لمد يد العون والمساعدة للدولة الجارة وتم عقد مؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق في الكويت في فبراير 2018 الذي جذب حوالي 73 دولة و2500 شركة وابدت دول عديدة خلاله التزامها بتقديم قروض استثمارية للعراق بحدود 30 مليار دولار.
وقدمت الكويت 100 مليون دولار كمنحة للقطاع الصحي في العراق اوضح الهيتي ان 15 مليون دولار منها قد تم وضع الخطط اللازمة لتغطيتها للمشاريع المقترحة والمنفذة وان الصندوق في صدد عملية التحليل النهائية لمبلغ ال 85 مليون دولار المتبقية وسيتم بعد اسبوع اعلانها للقطاع الصحي حيث سيخصص قسم منها للتجهيز وآخر لإعادة الاعمار في المناطق المتضررة.
واشار الهيتي الى انه كان قبل شهر في زيارة للكويت التقى خلالها سمو امير البلاد “الذي ابدى اهتمامه الشخصي وتأكيده على ضرورة تفعيل نتائج مؤتمر اعادة الاعمار”.
وذكر ان العراق حصل على قرض من ألمانيا بقيمة 500 مليون يورو (4ر568 مليون دولار) الى جانب خمسة ملايين دولار منحة من (الصندوق السعودي للتنمية) وانه تمكن من تأمين 400 مليون دولار في صورة قرض اضافي من الولايات المتحدة.
بدوره اكد القنصل العام للكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري في تصريح مماثل، وقوف الكويت حكومة وشعبا مع “الاخوة الاشقاء في العراق” سواء في اقليم كردستان العراق او بقية المحافظات العراقية للخروج من الازمة التي مروا بها.
وأكد الكندري حرص سمو امير البلاد على استقرار العراق واعادة بنائه “لان استقراره وقوته هما قوة للمنطقة كلها” الى جانب حرص سموه على تفعيل التعاون المشترك بين البلدين وتفعيل مقررات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق.
وشدد على ضرورة اسهام اصحاب الشركات والمقاولين في التعاون بشكل أكبر مع الجهات المعنية خاصة صندوق الاعمار للاستفادة من المشاريع المقدمة وتنفيذ أكبر قدر ممكن منها.
وأعرب الكندري عن امله ان يكون لصندوق اعادة إعمار العراق فرع في اقليم كردستان العراق لقربه من المناطق المتضررة خاصة في محافظتي نينوى وكركوك مبديا الاستعداد الكامل للقنصلية الكويتية في اربيل للتعاون وتذليل اي صعوبة تواجه اصحاب الشركات والمقاولين في هذا المجال.
كما عبر عن أمله أن يأخذ العراق دوره الحقيقي والريادي في المنطقة العربية وان يكون هناك انفتاح تجاري بين العراق ودول الجوار وخاصة في الكويت وان يكون هناك اسهام للشركات الكويتية في العراق في إعمار المناطق المتضررة في جميع القطاعات.
يذكر ان فعاليات مؤتمر ومعرض اربيل الدولي للاعمار والكهرباء والطاقة انطلقت أمس الاربعاء بمشاركة اكثر من 100 شركة متخصصة في مجال الانشاءات من خمس دول هي العراق والكويت وتركيا واذربيجان وايران.