علا صراخ النقاش بين مؤيد ومعارض على موضوع منع الإختلاط في جامعة الكويت. فبينما نرى اليوم الحسابات الجامعية لدى العالم تتباهى بآخر بحوثها العلمية، نرى أن آخر إنجاز لدينا انفصال الشارع العام بين مؤيد ومعارض على موضوع الإختلاط.
فهناك من يرى أن فصل الطلبة واجب وبينما يرى طرف أن تسمية الإختلاط إختلاطاً هو تقليل لما يروه عن فكرة التعليم المشترك. إن الإصرار على فصل الطلبة في جامعة الكويت يجعل الفرد يتسائل… ما الفرق بين الجامعة والكويت بأكملها؟ فإننا وُلدنا في دولة لا يُفصل الرجل عن المرأة في المطاعم، ولا في الأسواق والأماكن الأخرى… إن الفصل الوحيد الذي تعودنا عليه في المدارس والمساجد وجامعة الكويت…
إن منع الإختلاط قد بنى حائط ثقافي بين الجنسين. أصبح الجنسين يخجلون من إتمام معاملاتهم إذا تتطلب الأمر محادثة الجنس الآخر. فيُصبح الأمر حرجاً أن يتحدث الفتى مع الفتاة ليعملا على مشروع جامعي معين. أو ليستفسرا عن شيء قاله المحاضر في القاعة. وهناك من لا يتقبل ذلك ولهم كامل الإحترام والحق في فصل أنفسهم عن الجنس الآخر… ولكن للذين لا يرون الإختلاط جريمة، قد ضرهم منع الإختلاط إذ جعلهم أقل ثقة في تواجد الجنس الآخر.
وإن ثقة النفس والقدرة على الحديث والتعبير خاصية مهمة تسعى المراكز التعليمية المتقدمة أن تُعلم طلبتها إياه. فقد ترى شخصاً طموحاً صاحب فكر لكن لا يعلم كيف يوصل فكره للعالم فيفشل وتفشل فكرته معه. لذلك وجب على من أراد مصلحة الأفراد أن يُرشدهم إلى طريق الثقة بالنفس والتعبير البليغ. وإن منع الإختلاط لن يُرشدهم إلى ذلك. إنما التعليم المشترك هو الخطوة الأولى في كسر مخاوف الخجل بين الجنسين حتى يصلوا إلى مرحلة الحديث والتعبير الأمثل لهم ليوصلوا أفكارهم لبعضهم البعض.
إن الحياة الدنيا لا تكترث أنك تخجل من التحدث مع أنثى… أو أنكِ تخجلين من التحدث مع ذكر. فنرى أن الناس الناجحة بالحياة تتكلم بكل أريحية أمام مدراء ومسؤولين من نساء ورجال. بل الحياة الناجحة تتطلب ذلك. حاول أن تُفكر بأي شخص ناجح في نظرك، واسأل نفسك، هل يستطيع أن يصل لما وصل إليه لولا إستطاعته التعبير والتحدث أمام الجميع، بما فيهم الجنس الآخر؟
فكيف لشخص أن يقنعك بأن منع الإختلاط أفضل لك ولمستقبلك؟
الكاتب محمد البحري