ما بين استعمالها للترفيه عن النفس والتريّض، أو للتوجه إلى محل العمل وغيره، انحصرت أوجه اللجوء إلى الدراجة داخل هذه القوالب، والتي يستطيع الفرد من خلالها التحرك عن طريق تدريب لبعض الأيام، لكن يأخذ الوضع مسارًا مختلفًا حينما يسمع الشخص عن «عجلة بتمشي على الماية».
ويعود ابتكار الدراجات، التي تسير على المياه، إلى الأمريكي «جودا شيلير» في عام 2014، حينما ظهرت إلى النور بوزن 20 كجم، بواقع صنعها من مواد الألمونيوم والفولاذ المقاوم للصدأ والمطاط للطوافات، ورغم ذلك لم يتوقع أحد أن يشاهد ذلك في مصر، بالتحديد في نهر النيل.
يستطيع المصريون في الوقت الراهن من السير بالدراجة على الماء بـ 100 جنيه، وهو العرض الذي أعلن عنه فريق «نايل بايك» مؤخرًا، خاصةً وأنه نشاط غير معتاد بالنسبة لكثيرين في المحروسة، إضافةً إلى ذلك لا تحتاج ممارستها إلى تعلم قيادة الدراجة أو السباحة.
بداية القصة كانت فردية حسب رواية أحمد عبدالستار، عضو فريق «نايل بايك»، قائلًا إن الفكرة في الأساس ارتبطت برغبة البعض في تعلم قيادة الدراجة، لكن تبدلت الأمور خلال مشاهدة بعض مقاطع الفيديو بموقع «يوتيوب».
ومن واقع متابعة المقاطع، وفق نصيحة السيدة «مآب» عضوة الفريق، اكتشفوا وجود دراجات تسير على الماء حسب «عبدالستار» لـ«المصري لايت»، وبموجبه بدأوا في البحث عنها، ووصلوا إلى شركة إيطالية مصنعة لها، حتى طلبوا منها شراء الأجزاء الزائدة اللازمة لتطفو وتتحرك على السطح في مارس الماضي.
بعد جلب عدد من الدراجات، واستقبال الأجزاء المطلوبة من الشركة الإيطالية، بدأ «عبدالستار» ورفاقه في تركيب اللازم منها، وهو ما ينتهي بمروحة تحت سطح الماء، تتولى مهام التحريك بمجرد استخدام الشخص للبدّال.
ومع إعداد كل ما هو مطلوب لسير الدراجات على المياه، بدأت رحلة البحث عن مكان للنزول فيه، وكان الملاذ في فرقة «زمالك كياك»، وهي الحاصلة على التراخيص اللازمة من الجهات المعنية لممارسة الأنشطة المختلفة بنهر النيل، ومن هنا لم يتبق سوى دعوة المواطنين للمشاركة حسب «عبدالستار».
كانت الفعالية الأولى لممارسة النشاط في منتصف مارس الماضي بمنطقة الزمالك، وبدأ بعدد مشاركات قليلة ارتفعت تدريجيًا بمرور الوقت، إلى أن وصلت آخر الفعاليات إلى 35 شخصًا، بفعل تدشين صفحة عبر موقع «فيس بوك» وفق «عبدالستار»، والذي أكد على توفير كافة عوامل الأمان للراغبين في الاستمتاع بالسير على الماء لنصف ساعة.
وعدّد «عبدالستار» العوامل التي تكفل أمان المشاركين، فهم يرتدون «لايف جاكت»، ويحيط بهم مدربين وخبراء في عملية الإنقاذ يستقلون «كياك»، على الجانب الآخر، أكد على توازن الدراجات بحيث لا توجد فرصة للميل على أحد الجانبين، طالما يلتزم الفرد بالتعليمات الموجهة إليه وجالس على الكرسي بشكل منضبط.
وحال تعرض الشخص لشد عضلي أو أي أزمة صحية كل ما عليه الإمساك بحبل، مربوط بالدراجة، ويلقيه صوب المنقذين لشدّه حسب رواية «عبدالستار»، وهي الإجراءات التي تغطيها الـ 100 جنيهًا المطلوبة من المشتركين، إلى جانب تكفلها بأعمال الصيانة المطلوبة.
وتأكيدًا على فكرة الأمان، يدرس الفريق حالة الطقس وتيار المياه قبل النزول حسب «عبدالستار»، وحال استقرار الأمور تبدأ الجولة، التي تنتهي عند مسافة نصف كيلو متر بنهر النيل، وبموجب ما سبق يصبح الفرد في غنى عن تعلم قيادة الدراجة أو السباحة وفق قوله: «العجلة مش محتاجة تكون بتعرف تسوق أو تعوم، واللي مالوش في دول ويسوق فجأة في الماية كمان دي متعة أكبر، كإن ليها سندات».