تعود الازمة في اليمن من جديد الى أروقة مجلس الامن وسط تصاعد التوتر في مدينة عدن التي شهدت قتالا عنيفا بين قوات الحكومة اليمنية وقوات الانفصاليين الجنوبيين أدى الى سيطرة الاخيرة على عاصمة اليمن المؤقتة.
ومن المتوقع ان تأخذ هذه التطورات النصيب الاكبر في مناقشات جلسة مجلس الامن الدولي حول اليمن اليوم الثلاثاء اذ سيستمع المجلس الى احاطات من المبعوث الخاص مارتن غريفيث ومساعد الامين العام للشؤون الانسانية اورسولا مولر.
كما يتوقع ان يستأنف أعضاء مجلس الامن الدولي النظر في بيان صحفي كان قيد المناقشة في وقت سابق من الشهر الجاري والذي يرجح أن يتناول الوضع في عدن.
وشهدت التطورات المتسارعة في مدينة عدن منحى آخر بعد أن وجهت اصابع الاتهام للحوثيين باطلاق صاروخ باليستي على قاعدة (الجلاء) ما أسفر عن قتل 36 جنديا على الاقل كانوا يشاركون في عرض عسكري.
الا ان المجلس الانتقالي الجنوبي المستقل أتهم حزب الاصلاح الاسلامي “الممثل البارز في الحكومة اليمنية” بالتورط في الهجوم على وذلك على خلفية سيطرة القوات الانفصالية في العاشر من اغسطس الجاري على القواعد العسكرية والمؤسسات الحكومية بما فيها القصر الرئاسي والبنك المركزي في معارك أستمرت اربعة ايام وأدت الى قتل اكثر من 40 شخصا واصابة 260 آخرين.
وفي العاشر من أغسطس الجاري دعت السعودية جميع الأطراف في عدن لإجراء محادثات في جدة فيما طالب التحالف الذي تقوده الرياض بوقف فوري لإطلاق النار محذرا من أن القوة العسكرية ستستخدم ضد أي شخص ينتهكها ودعا القوات الجنوبية إلى الانسحاب من المواقع التي استولت عليها.
ومن المتوقع ان يقدم المبعوث الاممي الى اليمن تحديثا عن الموقف بعد ان اصدر بيانا عندما بدأ القتال عبر فيه عن قلقه إزاء التصعيد ودعا الأطراف في عدن إلى التخلي عن العنف والمشاركة في الحوار لحل الخلافات.
وقد ترددت دعواته في بيان أصدره الأمين العام للامم المتحدة في التاسع من اغسطس وقد يكرر غريفيث هذه النقاط ويحيط علما بمقترح السعودية لاستضافة المحادثات.
ووصفت الحكومة اليمنية التطورات بأنها انقلاب وقالت إنها لن تشارك في المحادثات الا بعد انسحاب القوات الجنوبية من المناطق التي يتم الاستيلاء عليها قسرا وإعادة الأسلحة التي تم أخذها من القواعد العسكرية.
وبينما انسحبت القوات الجنوبية من بعض المؤسسات الحكومية ظلت في القواعد العسكرية التي تم الاستيلاء عليها.
وإلى جانب التطورات في عدن من المرجح أن يطلع غريفيث على الجهود المستمرة لتنفيذ اتفاق “استكهولم” في ديسمبر الماضي لتجريد مدينة الحديدة الساحلية من السلاح وميناءين آخرين قريبين بالاضافة الى تبادل السجناء وتخفيض القتال في تعز.
وقبل إحاطة المجلس بتاريخ 18 يوليو حول اليمن اتفقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي على مفهوم عمليات إعادة الانتشار من مدينة الحديدة لكن العملية لم تكن قادرة على البدء بسبب عدم وجود اتفاق على تكوين القوات المحلية لتولي الأمن ولم يتم إحراز تقدم جديد بشأن المكونات الأخرى لاتفاق استكهولم.
وقد يكرر المبعوث الاممي الى اليمن مخاوفه بشأن القتال في الخطوط الأمامية الأخرى والهجمات المستمرة التي يقوم بها الحوثيون ضد السعودية ففي ال 17 من أغسطس الجاري استهدفت طائرات الحوثي بدون طيار حقل الشيبة السعودي الذي يقع على بعد أكثر من 600 ميل من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.
وعلى الصعيد الانساني من المتوقع أن يتحدث مساعد الامين العام للشؤون الانسانية خلال الجلسة عن تأثير العنف المستمر على المدنيين ويشمل ذلك الحادث الاخير الذي وقع في محافظة حجة واسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم ستة اطفال وفقا لبيان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
واوضح البيان أن ما يقدر بنحو 230 الف شخص لقوا حتفهم خلال النزاع لأسباب مباشرة أو غير مباشرة مثل نقص الغذاء أو الخدمات الطبية وقد يناقش مولر قيود الوصول التي تواجه جهود الإغاثة خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
ومن المتوقع أن يسلط مولر الضوء على تأثير نقص التمويل على جهود الإغاثة مع استمرار الاستجابة الإنسانية لعام 2019 بنسبة 34 في المئة وهو نفس المستوى الذي أبلغ عنه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في يوليو.
وقد يقدم مولر تحديثا عن تأثير الظروف الاقتصادية على الوضع الإنساني في اليمن بما في ذلك انخفاض الريال اليمني مما يضر بقدرة المدنيين على شراء الواردات الأساسية والنتائج التي توصلت إليها بعثة صندوق النقد الدولي الأخيرة في اليمن.
من جانب اخر يتوقع ان يعبر اعضاء المجلس عن قلقهم بشأن التطورات في عدن وتأكيد التزامهم بالسلامة الإقليمية لليمن كما من المحتمل أن يرحبوا بمقترح السعودية لاستضافة المحادثات وأن يكونوا مهتمين بالدور الذي قد يؤديه المبعوث الخاص في هذه المبادرة.
ويتوقع ان يؤكد الاعضاء مجددا ضرورة تنفيذ الأطراف لاتفاقية استكهولم والاعراب عن مخاوفهم ازاء ركودها اذ لم تعلن الأمم المتحدة حتى الان عن بديل لرئيس لجنة تنسيق اعادة الانتشار ورئيس بعثة الامم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة الذي أنهى فترة رئاسته.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري اقترحت المملكة المتحدة بيانا صحفيا عن اليمن ولكن مع استمرار المفاوضات حول البيان ومع اقتراب موعد الإحاطة الإعلامية يبدو انها قررت تعليق المناقشات بعد الاجتماع وقد تقترح نسخة منقحة من البيان الصحفي.