أكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سونغ تاو حرص الصين على العمل مع الدول العربية على توطيد الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتعميق التعاون العملي وتعزيز الاستفادة المتبادلة والكسب المشترك بين الجانبين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سونغ تاو في لقاء نظمه مجلس السفراء العرب في (بيت الكويت) بالعاصمة بكين في وقت يشهد تعزيزا للعلاقات بين الصين والدول العربية خاصة بعد إطلاق مبادرة (الحزام والطريق) عام 2013 التي وقعها ما يزيد على 120 دولة و29 منظمة دولية.
وأشار سونغ تاو إلى ما تضمنته كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في يوليو 2018 من اعلان عن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة واستشراف مستقبل أفضل مما فتح فصلا جديدا لتاريخ العلاقات الصينية – العربية.
من جانبه أكد سفير الكويت لدى الصين سميح حيات في كلمة عمق العلاقات الكويتية – الصينية التاريخية مستذكرا في هذا السياق الزيارة الأولى التي قام بها سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح للصين عندما كان وزيرا للمالية والصناعة في عام 1965.
وشدد على ان هذه العلاقات واصلت النمو والازدهار بعهد سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتمثيل دبلوماسي هو الأكبر للكويت عبر انشاء سفارة وثلاث قنصليات عامة بالصين.
وقال انه منذ أن نالت الكويت عضوية غير دائمة في مجلس الأمن في يناير 2018 وتستمر لمدة عامين وهي تلمس تجاوبا من الصين مع القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية “قضية العرب المركزية والجوهرية الأولى” داعيا في الوقت ذاته إلى أهمية السعي المشترك لحماية الممرات المائية وحرية الملاحة.
بدوره قال سفير الجزائر لدى الصين ورئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس السفراء العرب حسن بوخالفة في كلمة مماثلة ان حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين ارتفع من 36 مليار دولار في عام 2004 إلى 244 مليار دولار عام 2018 كما حافظت التبادلات التجارية على وتيرة نمو مطردة كل عام في حين سجلت نموا بنسبة 28 بالمئة في 2018 مقارنة بالعام الذي سبقه.
وأوضح السفير بوخالفة أن الجانبين يهدفان إلى الارتقاء بالتبادلات التجارية إلى رقم طموح يتجاوز 600 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة “وهذا ما سيتحقق إن قام الطرفان باتخاذ تدابير تحفيزية إضافية سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار منتدى التعاون العربي الصيني”.
وشدد على ضرورة دراسة السبل الكفيلة بإحداث التوازن في الميزان التجاري بين الصين والبلدان العربية حيث فاقت الواردات العربية من الصين عام 2018 مبلغ 139 مليار دولار في حين كانت الصادرات العربية نحو السوق الصينية في حدود 105 مليارات دولار.
الى ذلك قال رئيس بعثة جامعة الدول العربية في بكين السفير محمود الأمين ان انشاء منتدى التعاون العربي الصيني عام 2004 مثل علامة بارزة في مسيرة التعاون العربي – الصيني جسدت ارادة الجانبين القوية وتصميمهما على دفع وترقية العلاقات الراسخة التي جمعت بين الأمة العربية والصين منذ القدم.
وقال ان تشريف سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لأعمال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي – الصيني التي عقدت في بكين في يوليو 2018 كان “علامة بارزة في مسيرة المنتدى وفتحت صفحة جديدة ومشرقة ستنعكس ايجابا على اعمالنا في المستقبل”.
وكان سمو أمير البلاد قام في يوليو 2018 بزيارة دولة للصين شهدت ترؤسه وفد الكويت في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني – العربي.
ونتج عن زيارة سمو الأمير للصين توقيع سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم منها أربع ذات صبغة اقتصادية اضافة الى بحث مشروع مدينة الحرير وتطوير الجزر الكويتية باعتبارها مشروعات تنموية تحقق أهدافا عدة منها تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط وتحقيق ناتج قومي يصل الى 23 مليار دولار.
وتضمنت الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة موضوعات التجارة الالكترونية وتعزيز الشراكة في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات وتشجيع الاستثمار المباشر وبحث فرص الاعمال المتاحة اضافة الى إمكانية تطبيق استراتيجية المدن الذكية بالكويت لاسيما تحويل (ميناء مبارك) الى ميناء ذكي.