بدأ قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى (جي7) اليوم السبت بالتوافد الى مطار بوردو والمطارات الإقليمية الأخرى في فرنسا لحضور اجتماع القمة السنوي للمجموعة الذي تستضيفه الرئاسة الفرنسية في مدينة بياريتز الجنوبية الغربية.
وقد يثبت جدول أعمال القمة انه يضم احد اكثر الموضوعات اثارة للجدل في تاريخ المجموعة البالغ 44 عاما والتي تعمل على حل النزاعات العالمية وتنسيق السياسات الاقتصادية والتجارية والسياسات العالمية.
لكن مع اقتراب موعد اجتماع هذا العام هناك خلافات لا حصر لها ونزاعات مفتوحة حول الازمات العالمية وكيفية التعامل معها وايضا حول ادارة الاقتصاد العالمي والتجارة والبيئة والرقمنة والضرائب وعدد من الأسئلة الرئيسة الأخرى.
وقبل الافتتاح الرسمي للاجتماع اليوم والذي سيستمر مدة ثلاثة ايام حتى الاثنين المقبل سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى تهدئة التوترات والمعارضة للاجتماع من قبل عشرات الآلاف من المتظاهرين في فرنسا.
واوضح ماكرون اهمية مجموعة (جي 7) واجتماعاتها سعيا لتهدئة المظاهرات المناهضة للرأسمالية المخطط لها بالتزامن مع اجتماع قادة العالم اليوم.
ووقع في العديد من الاحتجاجات السابقة ضد مجموعة (جي 7) عنف واسع النطاق وتعطلت فرنسا وحشدت اكثر من 13000 عنصر من اجهزة الشرطة والامن لمعالجة اي مشكلة في المنطقة.
وكان ماكرون قد قال في تصريح سابق ان الاجتماع سيشتمل على عدة فصول اهمها الازمات العالمية العديدة التي قد تؤثر على الامن العالمي وسيكون لها تأثير على الجميع ان لم يتم حلها.
وشدد على ضرورة حل القضية النووية الإيرانية وتسوية الخلاف المتفاقم بين الولايات المتحدة وايران بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي توقف في عام 2015 مع اتفاق فيينا الموقع من قبل ايران من جهة ومجموعة (5 + 1) التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين من جهة اخرى.
واصبح الاتفاق موضع شك بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب احادي الجانب من الاتفاقات في مايو 2018 واعادة فرض عقوبات تأديبية على ايران وقيادتها.
وردت ايران بتصنيع المزيد من اليورانيوم عالي التخصيب اكثر من الحد المسموح به بموجب اتفاقية فيينا حيث انتجت اكثر من 300 غرام من السقف المفروض عليها وكذلك رفع مستوى التخصيب اعلى من نسبة 67ر3 في المئة التي تمت الموافقة عليها قبل اربع سنوات.
ويعمل ماكرون بنشاط في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي مع ايران وتعويض بعض الآثار الاقتصادية الشديدة للعقوبات الامريكية لكن الدول الاوروبية الثلاث الموقعة كانت بطيئة للغاية في الاستجابة لاحتياجات ايران الاقتصادية بحسب طهران.
والتقى ماكرون يوم امس الجمعة في باريس مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وذلك قبل ساعات فقط من انطلاق قمة مجموعة (جي 7) لمعرفة ما اذا كان هناك اي طريقة لدفع الامور الى الامام في التوتر القائم مع الولايات المتحدة.
وتعد المخاطرة بالنسبة لماكرون هي احتمال انهيار اتفاق فيينا اذا استمرت ايران بانتهاكه ورفضت ايضا مناقشة الدعوات لتقييد اختبارات الصواريخ الباليستية غير القانونية بموجب قرارات الامم المتحدة وايضا وقف دعمها للجماعات المعارضة والميليشيات المسلحة في منطقة الخليج العربي وخارجها لا سيما في سوريا واليمن وغزة ولبنان ودول اخرى.