قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية فهد الشعلة إن قيامنا بخدمة عباد الله الراحلين إلى أرض الله، وسهرنا على مصالح المحرمين الملبين والطائفين المكبرين، والساعين الشاكرين، مرتبة عظيمة تستحق منا الحمد لله مراراً وتكراراً، والثناء عليه جهاراً وسراراً، مشيراً إلى أن حملات الحج الكويتية مفخرة من مفاخر الكويت، بل غدت نموذجاً يحتذى ومثالاً يُضرب، ومع ذلك فإننا نطمع في المزيد ونطالبها بالأجود والأحسن، حيث نتطلع إلى تعاون الحملات بلا حدود، ونطمع في بذل القائمين عليها لكل الجهود، مشيراً إلى أن العالم اليوم هو عالم التكتل وتبادل الخبرات والعمل على فعل المستحيل.
جاء ذلك في الحفل الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتكريم أعضاء بعثة الحج لموسم 1440هـ مساء أمس على مسرح الأئمة بقطاع المساجد.
وقال الشعلة مخاطباً أعضاء بعثة الحج: أنا على أتم اليقين والثقة أن نجاح البعثة وقيامها بخدماتها الجليلة، ما كان ذلك ليتم لولا مشاركتكم جميعاً وتعاونكم كلكم، كلٌ في مجاله ومداره، يقر بذلك القاصي والداني، مضيفاً: ومن واجبى ومن حقكم أن أسجل لكم في هذا الموقف كلمات المديح والعرفان، وأقلدكم شارات البذل والتضحية.
وأرجع الشعلة أسباب نجاح بعثة الحج الكويتية موسم 1440هـ إلى الإعداد المسبق الدقيق للقرارات والتوصيات والتوجيهات في لجنة الحج العليا، ثم الاختيار الأنسب لأعضائها كلٌ في مجاله واختصاصه، ثم تقسيم العمل بين أعضاء البعثة حتى يُسأل كلٌ عما أوكل إليه، وهذا يشمل الفرق واللجان والأفراد ثم الجهود المبذولة بتفان وإخلاص للتوصل إلى العمل بروح الفرق الواحد دون نزاعات فردية أحادية مع تسخير البعثة كافة الإمكانات المادية والمعنوية لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وأردف قائلاً: نعم لم يهدأ لنا خلال الموسم بال، ولم تغمض لنا فيه عين، حتى توصلنا إلى ما نراه بفضل الله من نجاح وكمال، سارت عليه أمور البعثة، وتمت من خلاله إجراءاتها، مؤكداً ان ذلك ليس بالسهل، ولا هو بالأماني، بل بتوفيق الله وعونه، وقد تحقق لكم ما سعيتم، وأنالكم الله ما تأملتم.
وأشار الشعلة إلى أن التعاون سر النجاح، فاليد الواحدة لا تصفق، والوردة المنفردة لا تصنع ربيعاً، وإن المرء بأخيه كثير، فلندرك ذلك، ليس في شأن الحج فقط، فذلك أمر نعيشه ونحس به، ولكن في أمور الحياة كلها، قال تعالى:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
وتابع: إنه بعد كل موسم وفى نهاية كل حج، نزجي الشكر ونكرره لمن تحمل العبء الأكبر والمسؤولية الأعظم في شؤون الحج، إنها السلطات السعودية التي نذرت نفسها لأرفع المهام وأكبر الإنجازات، فقامت بكل ذلك خير قيام على أتم وجه، فلها منا أسمى آيات الشكر والثناء على ما قدمته للجميع بلا استثناء وللكويت على وجه الخصوص بلا تردد.
واختم الشعلة قائلاً : إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تتقدم بالشكر لكافة الوزارات والمسؤولين والرؤساء الفرق المشاركة في خدمات الحجيج على التعاون وتكاتف الجهود والمساهمة في النجاح، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الامن والأمان في كويتنا الغالية، تحت راية صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة، داعياً المولى عز وجل أن يثيبنا على ما أولانا من خدمة عباده، وأن يحببنا إلى بعضنا لنكون متعاونين على البر والتقوى، متعاضدين في السر والنجوى.
ومن جهته، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس بعثة الحج الكويتية فريد أسد عمادي: إن القصد من هذا الحفل هو تحقيق هدف عظيم من أهداف الإسلام السامية، وتجسيد مبدأ وأساس من مبادئ الإدارة الراشدة، وهو مكافأة المحسن ومجازاته أحسن جزاء والاحتفاء به تطبيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من أسدى إليكم معروفا فكافئوه) فكيف بمن خدم حجاج بيت الله الحرام وكان في رعايتهم والنظر في قضاء حوائجهم وإكرامهم خاصة، فـ ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) وأن أعظم العمل في الإسلام يكون بقدر مكانته عند الله تعالى، والحج من الأعمال العظيمة التي يجتمع للعامل فيها شرف الزمان والمكان ونزول القرآن.
وأوضح عمادي: من هنا كان حفلنا هذا لتكريم بعثة عام 1440 وتوجيه رسالة شكر وثناء للبعثة وأعضائها بالنجاح الذي حققته من إعداد مسبق للحج بوقت كاف، وحسن اختيار الأعضاء، وتقسيم العمل، وتشكيل الفرق واللجان، وتعاون جميع أعضاء البعثة، والعمل بروح الفريق الواحد، مضيفاً: كما يهدف هذا التكريم إلى تحفيز الآخرين وحثهم ليقتدوا بالفائزين المكرمين مع ما أعده الله تعالى من أجر عظيم وثواب جزيل (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً).
وتابع عمادي: إن عناية الكويت بحملات الحج عناية قديمة متأصلة ورعاية عريقة متجذرة، أشبه ما تكون بالعمل التراثي الذي أضحى من أهم معالم التاريخ الكويتي العريق، ومن أهم مكونات هويته الحضارية، فقد كان لكويتنا الغالية، ومنذ الرعيل الأول فضل سابق ودور رائد في تسيير حملات الحج والاهتمام بها: موضحاً: إن قوافل الحجيج كانت تسير على الدواب والأقدام قبيل اختراع وسائل النقل الحديثة، الأمر الذي يدل على عراقة الإيمان وعمق الصلة بالله في الذات الكويتية المحبة للخير المعروفة به في كل مكان حلت به أو ارتحلت عنه: قال تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) كما يدل على ملكة الإبداع في الشخصية الكويتية الوثابة التي سبقت تفكير عصرها إلى كل جديد والمتطلعة إلى كل حديث في مجال التطوير والانتقال بالأعمال إلى أحسن مراتبها عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاًأن يتقنه).
وأفاد عمادي: انطلاقاً من مبدأ الإبداع الذي يمثل أحد قيم استراتيجية الوزارة ومكوناً أساسياً من مكوناتها، فإننا نتطلع في السنوات المقبلة إلى المزيد من التطوير والإبداع والابتكار، كما نتطلع أيضا إلى الحفاظ على المكتسبات التي حققتها بعثة الحج الكويتية والصورة الناصعة التي يشهد بها الجميع، كما أدعو إلى المزيد وتحقيق مكاسب جديدة تصب في مصلحة تطوير الحملات.
وشكر عمادي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك على الاهتمام والاعتناء والدعم الوفير والمساندة الكبيرة، وكذلك الشكر لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية فهد الشعلة على متابعة شؤون البعثة وتيسير كل ما يتعلق بها.
كما شكر عمادي: فرق ولجان وزارات الدولة التي تكاتفت جميعاً في إبراز صورة الكويت بشكلها الحضاري المشرق، والشكر موصول إلى حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة على جهودها الكبرى في خدمة حجاج بيت الله الحرام بأساليب متطورة وحديثة بوجه عام، وعلى جهودها في تسهيل عمل الحملات الكويتية بوجه خاص، وأخص بالذكر سفير المملكة بالكويت وأعضاء السفارة.