اكدت الكويت اھمية بذل المزيد من الجھود والعمل على تعزيز الارادة السياسية بما يسھم في تعزيز منظومة نزع السلاح وصولا للغاية الاسمى وھي صون الامن والسلم الدوليين.
جاء ذلك في كلمة الكويت خلال المناقشة العامة للجنة الاولى للجمعية العامة للامم المتحدة التي ألقاھا السكرتير الثاني عبدالمحسن العصفور.
وقال العصفور “ھناك ضرورة لاستمرار الحوار البناء والھادف للاستقرار من اجل ضمان تعزيز الحد من المخاطر وبناء الثقة مع ضرورة تحمل الجميع مسؤولياتھ بالطريقة المثلى حيث نحتاج للعمل سويا لتحقيق انجازات تضمن الامن والسلم في العالم بأسره”.
واكد ان الكويت تجدد استعدادھا التام للتعاون مع المجتمع الدولي للوصول الى السبل والاطر التوافقية والرامية لنزع السلاح باختلاف اصناف تلك الاسلحة وتحث جميع الدول على ابداء تعاونھا والتزامھا بجميع الاتفاقيات والمعاھدات الخاصة بھذا المسار الھام والحساس.
واشار العصفور الى ان الواقع اصبح مدعاة للقلق على مر الاعوام الاخيرة بالنظر لتباطؤ بعض الاطراف الرئيسية في تلك الاتفاقيات وتراجعھا عن القيام بواجباتھا بالشكل المطلوب.
وقال “لاحظنا مؤخرا اعلان بعض الدول الحائزة على السلاح النووي الاستمرار في تطوير وتحديث ترساناتھا النووية وتمسكھا بسياسة الردع النووي وجعلھا جزءا من العقائد العسكرية”.
وشدد العصفور على ضرورة ان تشمل المناقشات خلال ھذه الدورة وقفة جادة لاستقراء كافة ھذه التطورات والخروج بآليات واضحة للتعامل معھا الامر الذي سيعزز بلا شك الامن والاستقرار والسلم الدولي.
وذكر ان معاھدة عدم انتشار الاسلحة النووية تعتبر حجر الاساس لمنظومة عدم الانتشار النووي فبالرغم من عدم التوصل للغايات المنشودة وراء تلك المعاھدة فان العالم بأمس الحاجة للتأكيد على مصداقية تلك المعاھدة والحفاظ على فعاليتھا خاصة امام التطورات الحالية.
وجدد التأكيد على ضرورة تنفيذ قرار عام 1995 والمعني بإنشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية وما اقره مؤتمرا المراجعة لعامي 2000 و2010 من توافق بإنشاء خطة عمل لانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.
كما اكد العصفور اھمية المؤتمر الذي تعقده الامم المتحدة في نوفمبر المقبل برئاسة الاردن بشأن انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.
وحث كل الاطراف المدعوة لھذا المؤتمر على المشاركة فيھ بھدف التفاوض على معاھدة ملزمة في ھذا الشأن بما يسھم في تعزيز السلم والامن والاستقرار على الصعيدين الاقليمي والدولي.
وفيما يتعلق بمعاھدة الحظر الشامل للتجارب النووية اوضح العصفور ان الكويت شاركت في المؤتمر ال11 لتسھيل دخول معاھدة الحظر الشامل للتجارب النووية حيز التنفيذ.
وقال “اود ھنا ان اعبر عن اعتزازنا بمشاركتنا بصفة نائب لرئيس المؤتمر للسنة الثانية على التوالي آملا ان نتمكن جميعا من الوصول الى الغاية المنشودة وراء ذلك المؤتمر وھي دخول تلك المعاھدة حيز التنفيذ”.
وبين العصفور ان الكويت ملتزمة بتكريس اسس استخدام الطاقة النووية للاھداف السلمية وتؤكد في ھذا الصدد حق الدول المشروع في استخدام التكنولوجيا النووية دون الخضوع لأية قيود كما تدعم الترويج لھ بھدف احراز مزيد من التقدم والتطور في المجتمعات.
وقال “ان بلادي تبذل جھودا حثيثة في تعاونھا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر مؤسساتھا وھيئاتھا الوطنية مثل المعھد الكويتي للابحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي كما اعتمد المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الدورة الثالثة والستين عضويتنا في مجلس محافظي الوكالة لعامي 2019 – 2020.”
واشار العصفور الى ان “ھذا الامر يؤكد ايمان الكويت الراسخ بأھمية العمل المتعدد الاطراف حيث جاءت تلك العضوية للمرة الخامسة منذ انضمامھا للوكالة في عام 1964.”
وذكر ان “انتشار استخدام الطائرات المسلحة في الھجمات على المنشآت الوطنية بھدف التدمير والقتل ھو امر يثير بالغ القلق ويستدعي المناقشة والمعالجة الفورية مرحبا بدعوة الامين العام الى ضرورة وضع معايير مشتركة لرسم ووضع الآليات المناسبة لنقل وحيازة واستخدام المركبات الجوية المسلحة غير المأھولة”.
واضاف العصفور ان ذلك يأتي من اجل ضمان المساءلة والشفافية والرقابة على استخدامھا والتشديد على الحاجة الملحة لوضع اطار قانوني كاف لتوضيح ما ھو مسموح بھ وغير مسموح بھ فيما يتعلق بالطائرات بدون طيار.
ودان بشدة الھجمات التي استھدفت المنشآت النفطية والحيوية في المملكة العربية السعودية معلنا تضامن الكويت الكامل مع المملكة في مواجھة الاخطار المؤدية ليس لزعزعة الامن والاستقرار الاقليمي فحسب وانما تھديد مصادر الطاقة والاقتصاد في العالم اجمع.