ترتبط الكويت ومصر بعلاقات تعود الى منتصف القرن ال19 اقتصرت على التجارة في بدايتھا وازدادت رسوخا ومتانة في ضوء رعاية سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظھ الله ورعاه.
وتعتبر العلاقات المصرية – الكويتية المتجذرة عبر تاريخ البلدين الشقيقين نموذجا يحتذى بھ في العلاقات الدولية وتزداد اھميتھا من خلال التنسيق والتعاون المستمر في مختلف القضايا وعلى جميع الصعد.
ولم يقتصر التمايز في العلاقات بين البلدين على مجالات بعينھا بل كانت متكاملة في كل الميادين سواء السياسية او الاقتصادية او العسكرية او الثقافية والاعلامية والتعليمية والقضائية والفنية والسياحية والصحية والزراعية وايضا العلاقات الاجتماعية وغيرھا من المجالات.
عقب استقلال الكويت كانت مصر اولى الدول التي اعترفت على الفور بالدولة الجديدة حيث سلم المرحوم عبد العزيز حسين اوراق اعتماده الى الرئيس جمال عبد الناصر كأول سفير للكويت لدى القاھرة وذلك في 20 ديسمبر 1961 ولم تمض سوى اشھر قليلة حتى قدم محمد عبد العزيز اوراق اعتماده في 19 مارس عام 1962 الى الشيخ عبدالله السالم الصباح كأول سفير لمصر في الكويت.
ومما رسخ العلاقات الاخوية الكويتية المصرية محنة الغزو العراقي حيث وقفت مصر بكل امكاناتھا من اجل استعادة الحق الكويتي ممن اغتصبھ في مشھد سبق تكراره عندما وقفت الكويت الى جانب مصر في مواجھة عدوان يونيو 1967 وفي حرب اكتوبر عام 1973.
ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين بعد استقلال الكويت عام 1961 بدأت العلاقات بين الجانبين في التنامي المطرد حيث استقبلت القاھرة الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح ثلاث مرات متتالية خلال 1964 في مؤتمري القمة العربية اللذين عقدا في القاھرة والاسكندرية والثالثة في مؤتمر دول عدم الانحياز.
وبعد تحرير البلاد من الغزو عام 1991 كان الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك من اوائل الزعماء الذي زاروا الكويت للتھنئة بالتحرير ثم توالت زياراتھ بعد ذلك للتشاور وتنسيق المواقف ودعم أواصر التعاون بين البلدين في كل المجالات كما قام الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد عقب التحرير بعدد من الزيارات الى القاھرة والاسكندرية لتأكيد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
ومنذ ان تولى سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في البلاد زادت متانة العلاقات الكويتية المصرية وتعززت اكثر سواء على الصعيد الثنائي او على الصعيد العربي اذ واصل سموه مع الرئيس الاسبق حسني مبارك تبادل المشاورات واللقاءات وكانت ابرزھا زيارة مبارك الى الكويت في عام 2009 حين استضافت البلاد القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
وعلى الصعيد التعليمي فإن العلاقات بين البلدين تعود الى فبراير عام 1939 عندما ارسلت الكويت بعثة من ابنائھا لتلقي العلم في رحاب الازھر الشريف ومنذ ذلك التاريخ بدأت علاقات البلدين في مجال التعليم واستمرت من تقدم الى اخر حتى وصلت ذروتھا في الوقت الحالي.
وفي اوائل عام 1942 اوفدت مصر اربعة معلمين الى مدارس الكويت بناء على طلب من الحكومة الكويتية واتسع نطاق التعاون المشترك في مجال التعليم بشكل كبير عقب قيام الثورة المصرية عام 1952 حيث زادت البعثات التعليمية الكويتية الى مصر وضمت طالبات كويتيات اعتبارا من عام 1956 كما زادت البعثات المصرية من المعلمين في المدارس الكويتية وتطور التعاون التعليمي بين البلدين عاما بعد عام حتى اصبح الاعتماد الاكبر للحكومة الكويتية على المدرسين المصريين منذ الستينيات حتى الان.
ولعل الزيارة الأخيرة التي قام بھا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الكويت نھاية اغسطس الماضي وھي الثالثة لھ منذ توليھ الرئاسة في يونيو عام 2014 تؤكد عمق العلاقات الثنائية التي تشھد تطورا ملحوظا وتشاورا في مختلف القضايا الاقليمية والعربية