لا يستوقفك الحزن كثيراً
على أرصفة الإنتظار.
اكتفى بإلقاء نظرة على ذات الرصيف
أمسح بطرف كمك دمعك الجاري ودع ماسقط منه على الأرض كشهاد بأنك ممرت من هنا لتلقي السلام على روح الذكريات وفاءً لها
ثم أرحل عن هذا الظلام الموحش إبحث عن النور أمضي إلى حيث الشمس
حيث الحياة أسمع لصوت العصافيرفي المروج الخضراء
أسمع لخرير المياه عبر الجدلول
أنظر لذلك الفلاح في حقله مشمراً عن ساعديه يحرث ويزرع ليطعم من كده الطير والإنسان
ثم التفت للجانب الآخر أنظر للمدينة الشامخة بأبنيتها الشاهقة وأسمع لأبواق السيارات
منهم طبيب ذاهب ليضمد جرحاً ويوقف نزفاً ويطمئن قلباً شطره الحزين شحب وجهه واعياه السهر يعاني الأرق قلقاً
وهناك معلم ذاهب لميادين العلم حيث ينتظره طلابه ليرسخ بهم القيم والأخلاق
وهناك في قمة تلك الرافعة مهندس يوجه وعمال بناء يشيدون المباني ويقيمون الجسور
ثم راقب عامل النظافة يجوب الطرقات يجمع النفايات ويبتسم بوجه العابرين دون أن يستا من رميهم للمخلفات ويعتابهم أو يتذمر
ثم أرفع بصرك عن الأرض ومايحدث على ظهرها إلى السماء
راقب السحاب وكيف يسير فيها محملاً بالمطر ليمسح به وعثا التعب عن الأرض ومن عليها
أو ليحجب بين الفينة والأخرى قرص الشمس ليخفف من حرارتها
ثم تأمل دورك وأبحث عن واجبك تجاه نفسك والآخرين والحياة
وسارع لتقوم بدورك أنت فلم تخلق ليقتصر دورك على ندب الحظ والبحث عن المفقود وانتظار ما لن يعود والبكاء على الأطلال
الأمس ذهب ولن يأتي والغد أمره بيد الله عالم الغيب
واليوم هو لك هو فرصة من أجلك ابتسم ليومك وعانقه وقدم له باقة من التفاؤل، والأمل ،والفرح
ثم ضع يدك بيده، واشدد عليها وعش تفاصيله كما يجب.
فاطمة مسودي
السعودية