البيعة ليست مجرد كلمة نتفوه بها ونضعها صورة رمزية لهواتفنا أونباهي بها في حساباتنا على مواقع التواصل الإجتماعي أونتغنى بها على مسامع المارة ونحن لا نعي معناها ولا ندركه
البيعة أعمق من ذلك بكثير بل
هي من الأمور الهامة المقررة فِي الكتاب والسنة، والَّتِي تنتظم بها مصالح العباد والبلاد، والتِي هِيَ مِن أعظم أسباب السعادة بيعة ولاة الأمر على السمع والطاعة في سلم وحرب ورخاء وشدة
هي إخلاص عهد لا ينكث لو على قطع الأعناق
هي التفاني دون كلل أوملل هي عطاء بسخاء دون إنتظار مقابل
البيعة أن تهب روحك وماتملك فداً
للدين ثم لولي الأمر والوطن
البيعة لولي الأمر شأنها عظيم
هي الولاء لله ثم لولي أمرنا
نعاهده عهد الوفاء
أن نكون عينا يقضة تمد الوطن بالأمن كماتمد الشمس الأرض بالضياء
أن نكون سراجا منيرا نحرس ثراه كالأنجم التي تضيء السماء في حلكة الليالي الظلماء
أن نكون الحصن المنيع ضد الاعداء
فقد أمرنا الله بها عز وجل
قال تعالى في شأن البيعة وعظم أمرها في كتابه الكريم
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}
وحثنا عليها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
في السنة المطهرة
عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: “دعانا رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- ، فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا: أنْ بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله” قَالَ: ((إلا أن تَرَوا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وقال
الحسن البصري -رحمَهُ اللهُ- : “والله لا يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا وظلموا ، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون ، مع أن طاعتهم والله لغبطة ، وأنَّ فرقتهم لكفر.
وختاما مبايعة ولي أمرنا هي أمانة في أعناقنا ووسام شرف نتقلده على صدورنا
وسيظل ولي أمرنا ووطننا حبا يعيش في وجداننا مابقيت الأنفاس تدب فينا .
بقلم الكاتبة / فاطمة مسودي