قالت مصادر قبلية من محافظة صلاح الدين شمال العراق، إن عناصر من مليشيات “الحشد الشعبي” الشيعية، قامت خلال اليومين الماضيين بتدنيس العشرات من القبور في المقبرة الرئيسة في مدينة تكريت ومواقع أخرى، مبينة أن إحدى تلك القبور تعود لامرأة من أقرباء الرئيس العراقي المقبور صدام حسين.
وقال عضو مجلس عشائر صلاح الدين وسام ناصر أبو نيسان، إن “العشرات من عناصر مليشيا “الحشد الشيعي” اقتحموا مقبرة تكريت وسط المدينة، وباشروا حملة تهديم ونبش للعديد من القبور بواسطة المطارق، والمجارف اليدوية، لافتا إلى أنهم استعانوا فيما بعد بجرافة من أجل تسوية عدد كبير من القبور”.
وأضاف أبو نيسان: “عملية اقتحام المقبرة وتدنيسها جرت بعد يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي عن سحب عناصر “الحشد” من عموم مدينة تكريت، وتسليم المهام الأمنية فيها إلى قوات من الشرطة الاتحادية والمحلية”.
وأشار الزعيم القبلي إلى أن “عملية الاقتحام شملت مجمع قبور يعود لعائلة “البو خطاب” وهي أحد فروع عشيرة المقبور صدام حسين، وقامت بتدنيس العديد منها بطريقة النبش، أو إلقاء الأوساخ، ومياه صرف صحي عليها، مشيرا إلى أن أحد القبور يعود لامرأة اسمها جوزة أحمد الخطاب.
ونفى أبو نيسان، الأنباء التي تداولتها بعض الوسائل الإعلامية عن عودة هذه القبور لشهداء من الحرب العراقية الإيرانية، مبينا أن “عمليات التخريب والتدنيس شملت أغلب القبور في مدينة تكريت، بلا استثناء، وأنها لم تفرق بين قريب لصدام، أو شخص بسيط كان يعمل حمالا في سوق المدينة”.
وسبق لعناصر مليشيا “الحشد” الشيعية، أن قاموا في شهر أغسطس من العام الماضي بإحراق قبر صدام في مدينة العوجة بمحافظة صلاح الدين، ونشروا شريطا مصورا يظهر عملية حرق القبر، وسط صيحات طائفية من أفراد المليشيا، الذين توعدوا “أحفاد بني أمية” بمصير مماثل، على حد قولهم.
من جهته، أكد ضابط في الشرطة المحلية العاملة داخل مدينة تكريت، “عدم قدرتهم على القيام بأي فعل للحد من تصرفات عناصر مليشيا الحشد سواء في أعمال السرقة، أو الحرق، فضلا عن عمليات التفجير التي كانت في البداية تستهدف المنازل والمؤسسات الحكومية وتحولت الآن لتشمل المقابر”.
وتابع الضابط وهو برتبة ملازم أول قائلا: “دورنا الحالي هو تنظيم دوريات شكلية تجوب شوارع المدينة، ولكن دون وجود صلاحيات فعلية لها”، مشيرا إلى أن “جميع ضباط وعناصر الشرطة ينفذون تعليمات مليشيا الحشد ويتجنبون أي مخالفة وذلك لتفادي العقوبات الميدانية التي قد تطالهم”.
ولفت الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن “عددا كبيرا من عناصر “الحشد” رفضوا تنفيذ أوامر رئيس الوزراء حيدر العبادي بشأن مغادرة المدينة، ويتحججون بأنهم لم يغادروها من أجل الإشراف على فتح المقابر الجماعية العائدة لقتلى حادثة “سبايكر” التي قام بها عناصر تنظيم “الدولة” في مدينة تكريت أثناء سيطرتهم عليها في حزيران من العام الماضي”.