ارتفعت حصيلة الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا المستجد في الصين إلى 2442، الأحد، بعد إعلان الحكومة وفاة 97 شخصا، جميعهم ما عدا واحدا في مقاطعة هوباي، البؤرة التي انتشر منها الفيروس. وأكدت لجنة الصحة الوطنية الصينية تسجيل 648 إصابة جديدة.
وحصلت غالبية الوفيات والإصابات في مدينة ووهان عاصمة مقاطعة هوباي، حيث ظهر الفيروس للمرة الأول في ديسمبر الماضي. وقالت لجنة الصحة إن العدد الإجمالي للإصابات داخل الصين وصل إلى 76936 حالة.
وخارج حدود الصين، سجل انتشار للفيروس في 25 بلدا بشكل ينذر بالخطر بعد ظهور نقاط انتشار جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. وأعداد الإصابات اليومية الجديدة في الصين باتت أقل بكثير مقارنة بالفترة الأولى من انتشار الفيروس. وسببت الصين إرباكا على صعيد البيانات عبر التغيير المستمر لطرق تشخيص الإصابات وإحصائها.
وقدّر طبيب طوارئ في مستشفى عام هونغ كونغ، في حديثه لـ”العربية”، أن انتشار فيروس كورونا عبر الرذاذ هو أحد الأسباب الرئيسية، فضلا عن جهل عامة الناس بوجود مرض ناشئ ومعدٍ للغاية. وشرح كيفية الوقاية من الفيروس عبر تعقيم اليدين واستعمال الكمامة بطريقة صحيحة.
وقال: “أعتقد أن أحد أكبر أسباب انتشار الفيروس بهذه السرعة، هو أنه ينتشر عبر الرذاذ.. فعندما يعطس الشخص أو يسعل أو حتى يتحدث، ينتج الكثير من الرذاذ على شكل قطرات صغيرة لا يمكن رؤيتها، لكن يمكن أن تقذف من متر إلى متر ونصف، وفي أماكن ذات كثافة سكانية أو مزدحمة.. تلك مسافة قريبة جدا.. عادة نكون قريبين من بعضنا في المصاعد والمواصلات العامة والمطاعم”.
وأضاف: “المرض فاجأ الجميع ولم يعرف الكثيرون بوجود مرض معد ناشئ، ولهذا استمروا في القيام بأنشطتهم الاجتماعية الجماعية، ولم يقوموا بتعقيم وتنظيف أيديهم، وبالتأكيد لم يرتدوا أقنعة. معظم الأشخاص حول العالم لم يعتادوا ارتداء القناع”.
وفي كوريا الجنوبية، أعلن اليوم الأحد عن تسجيل 123 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما يجعل الحصيلة الإجمالية للإصابات على مستوى البلاد تصل الى 556 بالإضافة الى حالتي وفاة جديدتين ترفعان عدد الضحايا إلى 4.
وحصلت الوفاة الرابعة في مستشفى في شيونغدو، وهي مدينة جنوية مرتبطة بإحدى الطوائف المسيحية، حيث تم الإبلاغ عن نحو 100 إصابة.
ومن بين الإصابات الأخيرة هناك 75 حالة مرتبطة بـ”كنيسة شينتشونجي ليسوع” في مدينة دايغو الجنوبية، وفق بيان للمراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وأصيب المئات من أتباع هذه الكنيسة بالفيروس بعد حضور امرأة تبلغ 61 عاما لأربعة قداديس على الأقل منذ 10 فبراير في دايغو قبل تشخيص إصابتها.
والجمعة، تم تصنيف مدينتي دايغو، رابع أكبر مدينة في كوريا ويسكنها 2.5 مليون نسمة وشيونغدو، مسقط رأس لي مان-هي مؤسس كنيسة تشينتشونجي، كـ”مناطق ذات رعاية خاصة”.
وكان مدير منظمة الصحة العالمية، أكد الجمعة، أن فرص منع تفشي فيروس كورونا المستجد “تتقلص” مع ارتفاع عدد الإصابات المسجلة خارج الصين.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس لوسائل إعلام إن “فرص (منع تفشي الفيروس) تتقلص، لذلك دعونا المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة بما في ذلك مجال التمويل”، في إشارة لتعاون أكثر من الوقت الحالي، غير أنه لفت إلى أن احتواء الفيروس لا يزال ممكناً.
كما أضاف: “هذا التفشي يمكن أن يسير في أي من الاتجاهين. إذا تصرفنا بشكل صحيح، يمكننا تجنب أي أزمة خطيرة، لكن إذا ضيعنا الفرصة فسوف نواجه مشكلة خطيرة”.