تشهد رقعة المعالم السياحية في دولة الكويت اتساعا مطردا يوما بعد آخر يواكب زيادة الاهتمام الحكومي بهذا القطاع الحيوي الذي يعول على مساهمته الفاعلة مستقبلا في دعم عملية التنمية في البلاد واستقطاب الاستثمارات.
وتتنوع هذه المعالم ما بين ترفيهية تناسب جميع شرائح المجتمع وفكرية وثقافية تستقطب محبي الثقافة وفنية تستهوي هواة الفنون المتنوعة ورياضية تجذب اهتمام الرياضيين والشباب وتاريخية تلبي متطلبات هواة التاريخ والآثار إضافة إلى معالم عامة تناسب جميع المواطنين والمقيمين وضيوف دولة الكويت من الدول العربية والأجنبية.
وتحرص دولة الكويت وفق رؤية (كويت جديدة 2035) على تنمية وتطوير قطاع السياحة والترفيه والتسوق نظرا لدوره في دعم الاقتصاد الكويتي والاستثمار فيه مما يخلق فرص عمل جاذبة ومستمرة لشرائح المجتمع لاسيما الشباب في القطاع الخاص.
وتعد (مدينة الكويت لرياضة المحركات) أحد المعالم السياحية الجديدة في دولة الكويت التي تستقطب الجمهور من العائلات والشباب في الوقت نفسه لكونها تجمع بين المرافق المتميزة التي يتطلبها أي معلم سياحي والتجهيزات الرياضية التي تلبي رغبات محبي رياضة قيادة السيارات والدراجات.
وتضم المدينة التي تقع في منطقة عريفجان جنوبي البلاد سبع حلبات تضاهي أرقى المستويات العالمية وتمتد على مساحة 6ر2 مليون متر مربع وتبدو كأنها واحة بديعة من حيث الجمال العمراني كونها اعتمدت على تصاميم عدد من المصممين العالميين وابطال السباقات المشهورين لتمزج في ذلك بين لمسات المعماريين وخبرات الرياضيين.
وروعي في تصميم المدينة أن تكون وفق أفضل المستويات العالمية من حيث الأمن والأمان والسلامة فيما تستهدف المرحلة الجديدة لها ان تكون وجهة اسرية متميزة بحيث تجد الاسر الزائرة كل متطلباتها من حيث السكن والإقامة والطعام والمرافق المتنوعة كالفندق والمجمع التجاري ومتاجر البيع والمطاعم والمقاهي وأمكنة الألعاب ومواقف السيارات.
وترمي المرحلة الجديدة الى ان تكون المدينة متكاملة من حيث الخدمات الرياضية والعائلية لتمزج ما بين ممارسة هواية قيادة السيارات او الدراجات من جهة وكونها منتجعا عائليا تستمتع فيه الأسر بقضاء أوقات متميزة في بيئة صحية تناسب جميع الأعمار.
وتستقطب المدينة على مدار العام ممارسي ومحبي هواية رياضة السيارات والدراجات النارية تشجيعا لهم وحرصا على تنمية هواياتهم وممارستها وفق الأطر الصحيحة والسليمة والآمنة.
وتنظم المدينة بطولات إقليمية ودولية لتعزز من ترابط أبناء دولة الكويت مع أشقائهم من الدول الخليجية والعربية ونظرائهم من مختلف دول العالم وبما يسهم في تمازج القدرات والخبرات في رياضة السيارات والدراجات وإذكاء روح التنافس الرياضي.
ونفذت المدينة خلال مدة قياسية بلغت 14 شهرا وصممها المصمم العالمي هيرمان تيلكه وتتسع لأكثر من ثمانية آلاف متفرج وتحوي قاعات لكبار الشخصيات و32 ورشة للسيارات و3300 موقف للسيارات.
وتضم المدينة حلبة السباق الرئيسية (الفورميلا 1) التي يبلغ طولها 5610 أمتار وتحوي 20 دورانا بمقاييس عالمية لاستضافة اي سباق دولي من الدرجة الأولى ضمن سباقات (الفورميلا 1) او سباقات الجائزة الكبرى للدراجات النارية.
وتحوي المدينة حلبة لسباق الدراجات النارية يبلغ طولها 4250 مترا وتستضيف البطولات المحلية كما تضم حلبة (دراغ ستريب) عالمية يمكن تقسيمها الى مسارين مختلفين جنبا إلى جنب مع حلبة (تراك كارتنج) العالمية.
وهنالك أيضا حلبة خاصة لسيارات الدفع الرباعي وحلبة البيئة الصحراوية التي تحتوي على عشر تجارب متنوعة للمتسابقين اضافة الى حلبة (الموتو كروس) وحلبة الراليات.
وتجري إدارة المدينة حاليا اتصالات عدة وزيارات ميدانية لتنظيم بطولة عالمية للسيارات الرياضية من الدرجة (A) مما سيساهم في تأكيد مكانة (مدينة الكويت لرياضة المحركات) عالميا.
وكان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد أشاد عند افتتاحه المدينة في 28 مارس عام 2018 بذلك الصرح الرياضي الكبير والمميز الذي يعد من اكبر مدن رياضة المحركات في العالم بمرافقه المتعددة وتشييده وفق أحدث المعايير وقواعد السلامة والأمن المعتمدين دوليا.
وأعرب سموه عن أمله بأن تستقطب المدينة البطولات الاقليمية والدولية التي من شأنها تمازج الخبرات في رياضة المحركات وإذكاء روح المنافسة وإبراز الامكانات والقدرات التي يتمتع بها الشباب في مجال هذه الرياضة التي حققوا فيها الكثير من البطولات.