بقلم/ جمال النصافي
ليس المطلوب اليوم أن نتشائم،وكما أنه ليس من المفروض أن نفرط بالتفاؤل،،،
المطلوب أن نعي أننا امام مرحله هي من أصعب مراحل إنتشار وباء”كورونا” وهو أننا سنستقبل أكثر من40ألف من أحبابنا في الخارج خلال فتره زمنيه وجيزه،فهل نحن جاهزون لهذه النقله ومحاذيرها؟؟؟
-هل الحجر المنزلي ذى جدوى؟
لن أكذب على نفسي كي أكذب عليكم،فأنا شخصياً غير جاهز،،،
فلن أستطيع أن أقاوم جموح عاطفتي ليفصلني باب خشبي أصم عن إحتضان وتقبيل إبني أوإبنتي،فما بالكم إن كان هذا سيمنع الأم من كبح جماح عاطفتها؟؟؟
فاخطر ماسيواجهننا اليوم أن لانكون واضحين وحازمين في وقت واحد،وأن نكون كالنعامه التي تدخل رأسها بالحفره،وقد أشتهر عنا باننا من أكثر الشعوب التي لاتحترم القانون وتتخذ من “الواسطه” لها منهاجاً للنجاح في الحياه،إلا أن الفارق اليوم هو أننا لسنا أمام مسأله إحترام القانون،بل أمام وضع سنكون جميعنا ضحايا له إن لم ننظر للامور نظره واقعيه وإن كانت مؤلمه،،،
اليوم نحن أمام تحدي كبير،ليس لقله الموارد،وليس بزياده عدد المصابين،وليس بانهيار إجراءات الحظر،أو عدم وجود الأدويه اللازمه،،،إنما أمام تحدي “إنهيار منظومتنا الصحيه”،في حال لم نتخذ التدابير الكافيه،كما حدث في كل من إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحده الأميركيه،وفي حال فشل مفهوم الحظر المنزلي،وتزايد أعداد المصابين وأنتشار الوباء،لاسمح الله،باستقبالنا لهذا العدد الكبير من أهلنا وبهذا الظرف القصير من الزمن!!!
نعم لابد أن نعترف أنه خطأ فادح قد أرتكب بالسماح للحجر المنزلي لاول دفعه من أهلنا وصلت من إيران،ونعم هناك خطأ فادح آخر أيضاً قد أرتكب باستقبال إخوتنا من العماله المصريه للقدوم للكويت بعد إنتشار هذا الوباء،ورغم أنه تم ولله الحمد إحتواء هذين الخطأين،بجهود الجميع، إلا أن هذا لايعني أنه بمقدر منظومتنا الصحيه الصمود أمام المزيد من الأخطاء!!!
مشكله العالم الرئيسيه اليوم كما هي مشكلتنا هي قدره “تماسك النظام الصحي!!!”
الدول المتقدمه والكبرى سالفه الذكر،بخلاف ألمانيا التي إستطاعت التغلب على إصابات هذه الجانحه”كورونا” لتوفر تجهيزات طبيه لديها وأجنحه للعنايه المركزيه(5000وحده عنايه مركزيه،مقارنه ب1800 في إيطاليا) وأجهزه تنفس تفوق مثيلاتها في تلك الدول،وهذا ما يفسر النسبه العاليه بالتشافي بصفوف المصابين لديها،،،
فهل نحن اليوم في الكويت نملك كل هذه الإستعدادات؟
هل لدينا وحدات كافيه من العنايه المركزه،لمواجهه مايطرأ من أعداد؟
وماهي الخيارات المطروحه أمامنا؟
الموضوع اليوم،ليست فرحتنا بعوده أهلنا فقط،إنما هي كيف نحافظ عليهم وعلى أنفسنا،والأهم على”منظومتنا الصحيه”!!!
إن قرار عوده أهلنا من الخارج قد أتخذ،وبرنامج عودتهم قد وضعت ركائزه،والجهود مبذوله على قدم وساق في الداخل والخارج من خلال سفاراتنا،لانجاز هذه المهمه الجباره قبل رمضان القادم باذن الله،وبتوجيهات عليا مباشره من حضره صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه ورعاه،ناهيك عن الأهالي الذين ينتظرون بفارغ الصبر عوده أهلهم وذويهم وأبنائهم من الخارج،وبالتالي فان أي أسباب ستساق الأن لتأجيل موعد العوده ستكون غير ذات جدوى،وستواجه بانتقاد شديد،
فقد سبق السيف العذل!!!
وليس لنا اليوم إلا أن نتعامل مع عشرات الألاف سينظمون لاهلهم في الكويت،والتي لن يكون باستطاع منظومتها الصحيه من إحتواء أيه تداعيات إن حدثت في آن واحد،،،وستزداد مخاوفنا أكثر في حال فقدان السيطره على نظام”الحجر المنزلي”هذا،الأمر الذي يدفعنا للجوء لخيار آخر،وهو ضروره إتخاذ إجراء فوري وحاسم بفرض الحظر الكامل،مهما كلف الأمر ومهما كانت محاذيره الدستوريه حتى وإن كان باعلان حاله الطوارئ وما سيترتب عليها من خطوات دستوريه،فنحن أمام مرحله مفصليه هامه،أولويتها الحفاظ على منظومتنا الصحيه من الانهيار وأن لا نعول فقط على المسؤوليه العامه للشارع،وأن نكون خير عون لاجهزتنا وفرقنا الطبيه وليس عبئاً عليهم،وإلا جميعنا سيندم!!!