الرئيسية / كتاب وآراء / محمد حيات: ما زال في نظر الكثير هو مجلس أنظمة وأسر وكلٌ منهم يدور في فلكه الخاص.

محمد حيات: ما زال في نظر الكثير هو مجلس أنظمة وأسر وكلٌ منهم يدور في فلكه الخاص.

الراي

خليج التعاون! 
محمد جوهر حيات
منذ أن بدأ العمل في منظومة مجلس التعاون الخليجي بين الدول الست لأكثر من ثلاثين عاماً لم يشعر المواطن الخليجي بوجود عمل (تعاوني) مدبر ومخطط له على المستوى السياسي والاقتصادي والدفاعي والربط النقلي بحكم التقارب الجغرافي من شمال إلى جنوب الخليج!
فلم نر نحن كمواطنين سياسة خارجية عقلانية موحدة من قبل منظومة مجلس التعاون قائمة على المصلحة العامة لهذه الدول الست بشكل معقول ومدروس ومنظم تجلب لهم الدور الريادي الإيجابي على مستوى الشرق الأوسط على أقل تقدير فما نحن في نظر الغرب إلا بمنفذي أوامر لا أكثر!
ولم نر على مر ثلاثين عاماً دور مجلس التعاون الخليجي في إيجاد وتطوير العمل الديموقراطي الشعبي وإشراك الشعوب في السلطة والمال عبر المساهمة في صناعة القرار وتحمل المسؤولية، فما الشعوب الخليجية سوى أفراد تأكل وتشرب وتعمل بما يراهُ القادة مناسباً لا أكثر وهذه نظرة أغلب شعوب العالم لنا لم تتغير على مر كل تلك السنين!
ولم نر كمواطنين خليجيين مشروع العملة الخليجية الموحدة على أرض الواقع ونشوء سياسة اقتصادية موحدة تنتج منها مشاريع اقتصادية وعمرانية خليجية ضخمة تعم بالفائدة والمنفعة المالية لهذه الدول الست بشكل احترافي ننافس بها أغلب دول العالم لما نملكهُ من أموال وخيرات وعقول اقتصادية على مستوى عال، وما نراهُ هو أن لكل دولة سياستها الاقتصادية الفردية الخاصة بها والكل منها يعمل في نطاقه الاقتصادي الأوحد لتنمية وطنه وهذا حق مشروع بالطبع، ولكن أين هو الدور الاقتصادي التعاوني بين دول الذهب الأسود والوفرات المالية الضخمة في هذا المجلس المفترض بأن يحض على العمل التنظيمي الجماعي المتعاون؟!
ولم نر على أرض الواقع القوة (الدفاعية) العسكرية التي تستطيع حمايتنا من أي أطماع خارجية رغم توافر العدد المقبول من السلاح والعتاد والعسكر في هذه البلدان الست.
ولم نر حتى يومنا هذا تسهيل إجراءات النقل بين مواطني دول الخليج عبر البر والبحر والجو من خلال سكك الحديد أو الموانئ أو عبر الأسعار المعقولة بين شركات الطيران كما هو موجود في قارة أوروبا الواسعة!
أما على المستوى الرياضي رأينا التنافس بين أبناء دول الخليج عبر العديد من البطولات الرياضية التي بالفعل هي بطولات قائمة على تصريح الشيخ والمسؤول الرياضي الفلاني ضد نظيره فلان الفلاني وأغلبها بطولات لم تعترف بها أغلب الاتحادات الرياضية لأنها تشمل إقليماً يتكون من ست إلى ثمان دول مشاركة وهذا ليس مطابقاً لشروط الاعتراف بها رسمياً وفق شروط اعتماد بطولات الأقاليم أو القارات!
فبعد كل هذه النقاط التي تم ذكرها لم نستغرب فشل دور التعاون المنتج والمثمر بين هذه الدول الست فما زال في نظر الكثير هو مجلس أنظمة وأسر وكلٌ منهم يدور في فلكه الخاص وبعد طول انتظار من قبل الشعوب المتعطشة لأبسط أنواع التعاون الخليجي خرجوا لنا بالاتفاقية الأمنية التي أرعبت بواطنها حرية الرأي والتعبير للأفراد!
فبعد كل ذلك الشتات بيننا كدول مفترض منها التعاون لم تستغرب الشعوب من قرار سحب سفراء أشقائنا الثلاثة من الشقيقة قطر وفق قرار عجول ومبهم يخلو من الأسباب العملية الواضحة والمحددة ودال على فردية الأنظمة الخليجية باتخاذ القرارات المصيرية! وما أحزننا هو إعطاء الأشقاء الحق لأنفسهم بسحب السفراء كتمهيد لقطع العلاقات والتآخي بين شقيقتهم قطر لمجرد الإختلاف بالرأي حول بعض القضايا الخارجية!
وما أسعدنا بالفعل هو تروي السياسة الخارجية الكويتية ورفضها لفتور العلاقة بين الأشقاء مهما بلغ الاختلاف حول بعض القضايا الخارجية وتصدرها المشهد عبر دور وسيط لم الشمل والتعاون لما تبقى من قليل التعاون بين دول مجلس التعاون!
اللهم إحفظ أوطاننا وأدم التعاون بين خليجنا…
@m_joharhayat
Mj********@ho*****.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*