حتى الآن تدل الاحصائيات على عدم وجود حالات وفاة كثيرة لدى الاطفال بسبب فيروس كورونا المستجد، غير أن تقارير تقول إنه في حال اجتماع مرض “كوفيد-19” مع مرض آخر نادر فإن ذلك يؤدي إلى حدوث بعض الوفيات عند الأطفال.
وكان وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، قد أعلن الثلاثاء، أن بعض الأطفال الذين لا يعانون من مشكلات صحية كبيرة، توفوا من جراء متلازمة التهابية نادرة، يعتقد الباحثون أنها ترتبط بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
والمتلازمة النادرة التي تحدث عنها الوزير البريطاني هو، مرض كاواساكي (Kawasaki’s Disease)، و هو داء نادر يصيب الأطفال دون سن الخامسة.
ويتميز هذا المرض بالالتهاب الحاد في الأوعية غير المعروف مصدرها، وتشمل أعراض المرض الحمى والطفح الجلدي والتهاب العينين واحمرارًا في البلعوم وتجويف الفم، وتورمًا في أكف اليدين والقدمين وتضخم العقد اللمفاوية في الرقبة.
وبحسب موقع “مايو كلينك” يطلق على داء كاواساكي أحيانًا متلازمة العُقَد اللمفية المخاطية؛ لأنه يُصيب أيضًا الغدد التي تنتفخ أثناء العدوى (العُقَد اللمفية) والجلد والأغشية المخاطية داخل الفم والأنف والحنجرة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن داء كاواساكي يؤدي إلى تطور (نشوء) التهاب السَّحايا (التهاب الغشاء الذي يغطي الدماغ والنخاع الشوكي).
تشخيص المرض
وأوضح موقع “ويب طب” أنه يوجد لمرض كاواساكي فحوصات، بإمكانها أن تؤكد وجود المرض عند الطفل المصاب؛ لذا فإن الأطباء يقومون بتشخيص المرض، بحسب مزيج الأعراض الموجودة لدى المريض.
وتشمل هذه الأعراض : ارتفاع درجة الحرارة بشكل مستمر ودون أن يتغير على الأقل لمدة 5 أيام، واحمرار في لحمية العينين من دون وجود إفرازات قيحية، وظهور أنواع مختلفة من الطفح الجلدي الذي يظهر على منطقة الظهر والأطراف، وعادة ما يتضمن منطقة الحفاظات لدى الرضع.
وهناك تغيرات تحدث في الفم وتشمل: شفاه حمراء ومتشققة، اللسان أحمر مثل الفراولة، احمرارًا في البلعوم، وتورم واحمرار في أكف اليدين والقدمين.
وفي الأسبوع الثاني أو الثالث من هذا المرض، يظهر تقشر على حواف الأصابع، وتصاب العقد اللمفاوية بالتضخم، وعادة ما يكون التضخم على جانب واحد من الرقبة، كما يشعر الطفل بالضعف في الذراعين أو الساقين، بالإضافة إلى ضعف العضلات في الوجه.
تظهر أحيانًا، أعراض أخرى، مثل ألم وتورم في المفاصل وألم في البطن والإسهال، والتهيج، والصداع ، وغيرها.
كاواساكي.. وقلب الطفل
ووفقا لموقع “مايو كلينك” فإن داء كاواساكي هو السبب الرئيسي لمرض القلب المكتسَب لدى الأطفال. بالرغم من ذلك، ومع العلاج الفعال، يصاب فقط عدد قليل من الأطفال بأضرار دائمة.
وتتضمَّن مضاعفات القلب: التهاب الأوعية الدموية، عادةً الشرايين التاجية التي تمد القلب بالدم، والتهاب عضلة القلب، ومشكلات صمّام القلب.
وأي من تلك المضاعفات يمكن أن يلحق الأذى بقلب الطفل، ويمكن أن يؤدي التهاب الشرايين التاجية إلى ضعف وانتفاخ جدار الشريان (تمدُّد الأوعية الدموية)، إذ أن تمدُّد الأوعية الدموية يزيد من خطورة تكوُّن جلطات الدم؛ مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية، أو نزيف داخلي يهدّد الحياة.
ولا أحد يعرف ما الذي يسبب مرض كاواساكي، ولكن العلماء لا يعتقدون أن المرض معدٍ من شخص لآخر.
وهناك عدد من النظريات التي تربط المرض بالبكتيريا أو الفيروسات أو العوامل البيئية الأخرى، ولكن لم يَثْبُتْ أي منها. وقد تجعل بعض الجينات الطفل أكثر عرضة للإصابة بمرض كاواساكي.
ويمكن أن يسبِّب مرض كاواساكي موت نسبة صغيرة جدًّا من الأطفال المصابين بمشكلات الشريان التاجي، حتى مع العلاج.