بينما تواصل دولة الكويت تقديم المساعدات لدعم جهود المجتمع الدولي في معركته ضد جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) فإنها تشدد على ضرورة الاستمرار في مد يد العون لشعوب العالم في المشاكل الاخرى ومنها قضايا اللاجئين والفقر والمجاعات.
وفي هذا الصدد أعلن ممثل سمو أمير البلاد وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح أن دولة الكويت قدمت دعما إجماليا بقيمة 100 مليون دولار لضمان استمرارية مكافحة انتشار (كورونا) والحد من تبعاته وذلك بالتزامن مع مواصلة دولة الكويت لدورها الاغاثي بدعم المحتاجين واللاجئين في العديد من الدول.
وقال الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح خلال ترؤسه وفد دولة الكويت بأعمال المؤتمر الدولي للمانحين لايجاد لقاح للفيروس والذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي بدعوة من المفوضية الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية أخرى “أنني أناشد المجتمع الدولي عامة وأثناء بذله الجهود ضد وباء كورونا أن يستمر في جهوده لمساعدة شعوب العالم في المشاكل الاخرى مذكرا بأن هناك العديد من المواضيع كاللاجئين والمهاجرين والفقر والمجاعات وانتشار العديد من الأوبئة الأخرى”.
وشدد على أن “هذه القضايا والمشاكل تحتم علينا وتذكرنا بضرورة بقاء المجتمع الدولي موحدا وأن يضاعف تعاونه المتعدد الأطراف بهدف مواجه تلك التحديات العالمية”.
وفي مناسبة أخرى أكد ممثل سمو أمير البلاد وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح خلال ترؤسه وفد دولة الكويت إلى أعمال القمة الإلكترونية لرؤساء دول وحكومات حركة عدم الانحياز التي عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي تحت عنوان (متحدون ضد كوفيد 19) أن دولة الكويت على يقين تام بأن هذا الوباء يعتبر أزمة صحية دولية خطيرة للغاية.
وأضاف أنه “يجب علينا في هذه الظروف العصيبة أن نتجاوز كافة ما يشتت أذهاننا ونضع نصب أعيننا مصلحة شعوبنا ونترجم حرصنا بالتعاون الوثيق في كافة المجالات لدحر هذا الوباء ووقف تبعاته وهو أمر ليس بمستحيل أن تضافرت الجهود بمشيئة الله تعالى”.
وأوضح “فإن كان مسمى حركة عدم الانحياز أطلق عليها قبل خمسة وستين عاما كمجموعة دولية متحيزة لمصلحة شعوبها ورفائها فيجب علينا اليوم أن نعمل جاهدين لتجسيد هدف إنشاء الحركة وأن نتبادل المعلومات حول المرض بكل مصداقية وشفافية لنتمكن من إعادة تنشيط اقتصادات الدول وفتح الحدود وفي المقابل يجب أن نكون حذرين ولا نتسرع في اتخاذ أي إجراءات تساهلية تكون عواقبها كارثية على صحة الإنسان واقتصادات الدول”.
وعلى صعيد التعاضد الداخلي، قال المدير العام لبيت الزكاة الكويتي محمد العتيبي، إن إجمالي المساعدات التي قدمها البيت خلال الفترة من 16 مارس حتى 25 أبريل الماضيين بلغت 230ر728ر3 مليون دينار كويتي (نحو 12 مليون دولار) استفادت منها 14894 أسرة من الأسر المحتاجة والمسجلة لديه.
وأضاف العتيبي أن بيت الزكاة منذ بداية أزمة انتشار فيروس (كورونا المستجد كوفيد 19) قام بتقديم مساعداته للأسر المسجلة لديه على ثلاث مراحل لمساعدتهم في مواجهة هذه الازمة.
وأوضح أن المرحلة الأولى تمثلت في تقديم المساعدات للفئات التي تستلم مساعدات شهرية مثل الأرامل والمطلقات والأيتام وكبار السن والعجزة ممن لا دخل ماليا لهم وكانت خلال الفترة من 16 الى 19 مارس الماضي.
وبين أن المرحلة الثانية من المساعدات استفادت منها الأسر ضعيفة الدخل والتي تستلم مساعدات كل ثلاثة أو أربعة أشهر وكانت خلال الفترة من 31 مارس حتى 9 أبريل الماضي أما المرحلة الثالثة فقد كانت خلال الفترة من 15 الى 25 أبريل الماضي وكانت لاستكمال تقديم المساعدات للأسر ضعيفة الدخل.
وذكر أن بيت الزكاة يستعد حاليا للمرحلة الرابعة والتجهيز لصرف المساعدات الشهرية والمقطوعة للأسر المستحقة قبل حلول عيد الفطر المبارك. وفي الاطار أيضا أعلنت وزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الإسكان الكويتية الدكتورة رنا الفارس تأجيل تحصيل الأقساط المستحقة على المواطنين لصالح (بنك الائتمان) لمدة ستة أشهر بناء على تكليف مجلس الوزراء.
وقالت الفارس التي ترأس مجلس إدارة (الائتمان) في تصريح نقله بيان صادر عن البنك عقب اجتماع استثنائي لمجلس إدارته إنه تم تأجيل تحصيل أقساط القروض العقارية والاجتماعية والمحفظة وقروض المرأة لمن يرغب اعتبارا من تاريخ صدور قرار مجلس الوزراء.
وأضافت أن قرار تأجيل تحصيل الأقساط يضمن عدم زيادة قيمة القسط الشهري مقابل هذه الخطوة.
وأوضحت أن هذه الخطوة تأتي ترجمة للتوجيهات الأميرية السامية وتنفيذا للتوجيهات الحكومية بشأن التخفيف عن كاهل المواطنين والتيسير عليهم في ضوء أزمة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).
وبمناسبة اليوم العالمي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي صادف الثامن من مايو الجاري أشاد رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير بجهود متطوعي الجمعية في مواجهة التحديات الإنسانية ومثابرتهم في أصعب الأوقات لمكافحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) وعلى كافة الصعد لخدمة الوطن.
وقال الساير، إن هذه المناسبة تعد فرصة لإبراز دور الهلال الأحمر الكويتي الإنساني ومكانته في المجتمع والحركة الإنسانية الدولية من خلال سعيه الدؤوب إلى تقديم كل الدعم للفئات التي تحتاج لمد يد العون لها سواء على المستوى الصحي أو الاجتماعي أو الإغاثي أو التنموي.
وأوضح أن جهودهم مستمرة لمكافحة تداعيات الفيروس المستجد مشيدا بدور المتطوعين في مواجهة المخاطر ومواصلتهم الليل بالنهار في عمل دؤوب وتفان منقطع النظير.
وذكر انه في ظل أزمة فيروس كورونا يعمل الكثير من متطوعي الجمعية على المساعدة في حملات التوعية وكذلك في المحاجر الصحية لتوزيع الوجبات والسلات الغذائية ونقل الركاب من المطار إلى منازلهم ما يعكس أهمية التعاون والتضامن لمواجهة هذا الوباء.
وقال الساير إن الجمعية وفرت في المحاجر الصحية المستلزمات الصحية وأدوات النظافة ومستلزمات الغذاء والنوم والأجهزة الطبية لوزارة الصحة إيمانا بدورها في مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وأكد الحرص على دعم جهود وزارة التربية وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بتوفير السلال الغذائية للعمال لديهم.
وذكر أن الجمعية بالتنسيق مع وزارة الداخلية وزعت السلال الغذائية والوجبات اليومية في منطقتي (المهبولة) و(جليب الشيوخ) المعزولتين احترازيا في إطار مواجهة انتشار فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).
وأشار إلى حرص الجمعية على توزيع المساعدات الغذائية على الأسر المحتاجة المسجلين بكشوفات الجمعية بواقع خمسة آلاف أسرة مبينا أن الجهود مستمرة في دعم الأسر المحتاجة طوال شهر رمضان الفضيل.
وأوضح أن الجمعية لم تغفل دورها الإغاثي الدولي فدعمت العديد من الجمعيات الوطنية لتنظيم إفطار الصائم وتوزيع السلال الغذائية ومنها على اللاجئين السوريين في لبنان بالاضافة إلى طاجيكستان وموريتانيا والصومال وجيبوتي وكينيا وبنين وموزمبيق وملاوي وجزر القمر وأفريقيا الوسطي وتشاد وأفغانستان وباكستان وبنغلادش والبوسنة والهرسك وسيرلانكا والأونروا ونادي الصم بالأردن.