أسرت القوات السعودية عنصرين، وقتلت أربعة آخرين من ميليشيات الحوثي، في مواجهات شهدها مركز عاكفة الحدودي في نجران مساء أول من أمس. وكشفت المصادر أن منطقة «المنارة» الحدودية تعد «الأكثر سخونة» منذ بداية عمليات «عاصفة الحزم».
وفي السياق ذاته، أحبطت قوات التحالف محاولة ميليشيات الحوثي السيطرة على مطار صعدة والتحصن فيه، معلنة استهدافها ألوية ومعسكرات للمتمردين، وعدداً من الكهوف التي تستخدم كمستودعات ذخيرة ومراكز عمليات، كما دمرت مجموعة من مستودعات الأسلحة المحيطة بعدن، وفق ما ذكرت صحيفة “الحياة”.
وأبدى المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري تفاؤله من انضمام مجموعة من القبائل اليمنية لمعسكر الشرعية، في شبوه ولحج وأبين، وإعلانها دعم الرئيس اليمني عبدربه هادي. وأكّد أن عمليات «عاصفة الحزم» مستمرة في تحقيق أهدافها، وتركز على منع الميليشيات الحوثية من استخدام المعدات العسكرية وقطع محاولات الإمداد والتموين، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على دعم عمليات اللجان الشعبية في عدن وشمال اليمن (صعدة وما حولها).(للمزيد).
ولفت إلى أن الحوثيين منعوا الوقود عن المواطنين اليمنيين، للاستفادة منه في عملياتهم وتحركاتهم العسكرية، مشيراً إلى أن مقاتلات التحالف أغارت على عدد من مخازن الوقود ودمرتها.
وأوضح أن الموقف في عدن «لم يتغير»، ولا يزال بين «كر وفر»، فيما تواصل اللجان الشعبية والمقاومة إحباط محاولات ميليشيات الحوثي وصالح من التوغل في المدينة، منوهاً إلى أن العمل جارٍ لقطع الإمدادات عن القوات الحوثية في عدن. وكشف عن طلب القيادة الشرعية اليمنية تحويل الحصار البحري الذي تفرضه على اليمن إلى «حظر بحري»، بحيث يحق لها تفتيش السفن، لمنع أي إمدادات للميليشيات المتمردة. ولم يستبعد العميد عسيري أن تسعى القوات المتمردة للحصول على أسلحة كيماوية أو جرثومية، في رده على سؤال أحد الصحافيين، لكنه أشار بوضوح إلى أنه لم يتم إثبات أو رصد أية حالة حتى الآن. ونفى ما تشيعه وسائل إعلام من سيطرة الحوثي على 30 قرية سعودية على الشريط الحدودي، وقال: «الحقيقة.. أن أحداً لم يستطع السيطرة على سنتيمتر واحد من الأراضي السعودية».
وأشاد المتحدث باسم التحالف بقرار الرئيس هادي تعيين نائب له، لأن قراراً كهذا سينعكس إيجابياً على نتائج المعركة على حد تعبيره، مؤكداً أن «الموقف على الأرض تغير، وهدفنا حالياً شل حركة الميليشيات». وكان الرئيس اليمني أصدر قراراً جمهورياً بتعيين خالد بحاح نائباً لرئيس الجمهورية.
ورداً على سؤال صحافي تبع الإيجاز اليومي لعمليات عاصفة الحزم، عن فتح باب التطوع في الجيش، قال عسيري إن القوات الموجود كافية، ووزارة الدفاع هي المخولة بالإجابة على هذا السؤال.
ووصف العملية التي استهدف نقطة حدودية في قطاع نجران بـ«اليائسة»، وأنها «محاولة لتخفيف الضغط عن القيادات في صعدة، ونقل المعركة إلى الشريط الحدودي».
وفي شأن المساعدات الإنسانية، أعلن عسيري عن وصول ثلاث شحنات من المساعدات الإنسانية والطبية، وتم التنسيق بين الجهات الإغاثية والحوثي لتسهيل حركتها.
وفيما تحقق تواصل الغارات الجوية لقوات «التحالف» أهدافها المرسومة، لإصابة المتمردين الحوثيين في اليمن بالشلل اللوجستي والعسكري، هاجم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل السلوك الإيراني في اليمن، مؤكداً أن طهران دعمت الميليشيات الحوثية خلال معاركها طوال العام الماضي.
وتساءل في مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الفرنسي لوران فابيوس: «أين كانت إيران عندما كانت اليمن في طور التنمية؟ لم نسمع عن أي دور لعبته حينها». وأكد الفيصل في رده على أحد الصحافيين «لسنا في حرب مع إيران»، مشدداً على أن هدف عمليات عاصفة الحزم «تحقيق الأهداف الشرعية والإنسانية»، مشيداً بالدعم الفرنسي للمواقف السياسية السعودية، ومشبهاً العلاقة بين البلدين بـ«الصديق وقت الضيق». وكشف الوزيران خلال المؤتمر الذي عقد في الرياض، بعد لقاء فابيوس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صباح أمس، عزم الدولتين إطلاق مبادرة سلام فلسطينية – إسرائيلية في الأيام المقبلة «مبنية على مبدأ الدولتين».
وبخصوص البرنامج النووي الإيراني، شدد الوزيران على ضرورة التأكد من أنه لن يتحول إلى الأغراض العسكرية. وقال وزير الخارجية الفرنسي إن باريس تريد أن يكون الاتفاق المرتقب في حزيران (يونيو) المقبل «متيناً وقابلاً للتحقق»، معلناً عن مشروع للطاقة النووية السلمية قدمته حكومة بلاده للسعودية يتم درسه حالياً.
وكان مسؤول في وزارة الدفاع السعودية أعلن أول من أمس، أن القوات السعودية ردت على مصدر النيران الذي تسبب في استشهاد ثلاث ضباط صف وإصابة اثنين آخرين من الجانب السعودي، جراء سقوط قذيفة هاون على موقعهم. وأكد أن الرد كان عنيفاً، وألحق بالحوثيين خسائر فادحة، لترتفع خسائر الميليشيات الحوثية إلى 500 قتيل منذ انطلاق العاصفة على حد قوله.