أطلقت مجموعة من القراصنة السعوديين حملة “عاصفة الحزم الإلكترونية”، لاستهداف المواقع والحسابات الإيرانيّة أو المؤيدة لها. وأعلن هؤلاء، الذين يُطلقون على أنفسهم اسم Cyber Emotion، مسؤوليّتهم عن اختراق حسابات قناة “العالم” الإيرانيّة الناطقة بالعربيّة، على مواقع التواصل الإجتماعي.
وبثّ القراصنة خبر وفاة زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، كما وضعوا صورة ملك السعوديّة، سلمان بن عبدالعزيز، على حساب القناة، وأعلن القراصنة أنّ “اختراق القناة الإيرانيّة ما هو إلا بداية حرب إلكترونيّة”.
من جانب آخر، حذر مختصون في التقنية من خطورة إدارة هذه الحرب الإلكترونية بأيدي هواة، لأنه سيجبر الإيرانيين على الرد بالمثل مما يهدد المواقع الرسمية والحكومية السعودية.
ويؤكد مؤسس موقع “عالم التقنية” سعود الهواوي، أنّ ما قام به بعض القراصنة الشباب غير مقبول وخطير، ويهدد المصالح السعودية بشكل كبير.
حيث قال: “ما دامت هذه الاختراقات لا تتم بشكل رسمي، فهي خطرة، لأنها ستنعكس علينا فيما بعد، فالقراصنة الإيرانيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيردون بالمثل، وستكون هناك حملة مرتدة علينا وهذا قد يؤثر على المواقع الرسمية والحكومية في الدرجة الأولى”.
ويشدد الهواوي على أنّ “المشكلة تكمن في أنّ غالبية المواقع الحكومية السعودية ضعيفة الحماية ولا تحتمل مثل هذه الحرب”، ويضيف: “يجب ألا نصل إلى هذه المرحلة، فمواقعنا الإلكترونية في الغالب ضعيفة الحماية، وتعاني من مشاكل كبيرة في هذا الجانب، وشاهدنا أكثر من مرة كيف نجح قراصنة هواة في اختراق مواقع مهمة، كان آخرها اختراق موقع وزارة التعليم على يد شاب سعودي، وبالتالي قد نجد أنفسنا وسط حرب نحن غير مستعدين لها”.
ويطالب المبرمج السعودي بأن يكون هناك احتواء لما حدث، وإيقاف التصعيد، مضيفًا: “نحن غير قادرين على حماية أنفسنا، ولهذا سيكون الضرر أكبر من النفع”.
ويتابع: “يجب أن تكون الحرب الإلكترونية مفيدة عبر توعية الشباب بخطورة نشر الإشاعات، وتتعامل مع الجهات الرسمية في هذا الجانب، ولا يصل مرحلة الاختراق والضرر، لأنه سيكون مضرًا لنا أيضًا”.
في الاتجاه ذاته، يرى المختص في تقنية المعلومات والكمبيوتر المهندس ناصر العلي، أنّ “ما يقوم به هؤلاء الشباب لا يندرج تحت مسمى الحرب الإلكترونية وهو عمل غير قانوني بالمطلق”.
ويقول: “مايقوم به القراصنة من استهداف لمواقع إيرانية أو غيرها عمل غير قانوني ولا أعتقد أن الحكومة السعودية ستقبل به، فله سلبيات كبيرة، خاصة أننا لا نعلم يقينا من يقوم بهذا الفعل، هل هم فعلا سعوديون أو أشخاص يحاولون تشويه صورة السعودية؟”.
ويضيف: “لا يوجد أي فائدة أو مكسب يمكن أن يتحقق من هذا الفعل، وهو لا يندرج تحت مسمى الحرب الإلكترونية إطلاقًا”.
ويشدد العلي على أنّ مفهوم الحرب الإلكترونية يعني العمل وفق تقنيات واضحة وكبيرة، بهدف شل قدرات العدو إلكترونيًا وتعطيل مواقعه وتتبع بياناته ومعلوماته عن طريق تحديد المواقع والاتجاهات، وتعطيل الإرساليات اللاسلكية واختراق خوادم العدو بهدف معرفه أسراره.
ويقول كذلك: “كل هذه الأمور لا تحققها اختراقات صبيانية لحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي”.
يُذكر أنّ مجموعة القراصنة كانت قد أعلنت في السادس من يناير الماضي عن اختراق حساب وزارة الخدمة المدنيّة السعوديّة على “تويتر”.
وكانت دراسة نشرتها مجموعة “سيلانس” الأميركية لأمن المعلوماتية، قد أكّدت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنّ القراصنة الإيرانيين يزدادون قوة، مشيرةً إلى أنّهم “استولوا على معلومات “حساسة جداً” خلال هجمات شنوها ضد حكومات وشركات في الولايات المتحدة والصين وفرنسا”.