بدأ الخوف العالمي من وباء كورونا ينحسر بعد أن بدأت الإصابات بفيروس «كورونا» تقل، في وقت بدأت المخاوف تزداد من الفقر والبطالة، نتيجة التداعيات التي خلّفتها عمليات الإغلاق الطويلة، لا سيما بعد ان كشف تقرير نشره المعهد العالمي لبحوث الاقتصاد الإنمائي التابع لجامعة الأمم المتحدة أن تفشي الوباء قد يدفع نحو 400 مليون شخص إلى حالة من الفقر المدقع، ليرتفع عدد من يعيشون في الفقر المدقع إلى أكثر من 1.1 مليار إنسان. وفي هذا الصدد، كشف استطلاع لمؤسسة إبسوس للأبحاث أن %55 من العينة المستطلعة رأت في «كورونا» أكبر مشكلة تواجه بلادها، وذلك بتراجع عن الاستطلاع السابق، حيث كانت النسبة %63. وعلى رأس الدول القلقة من كوفيد-19 جاءت ماليزيا بنسبة %74، واليابان بـ%73، وبريطانيا بـ%71، وكان الفيروس على رأس القائمة في 18 دولة من أصل 27 شملها الاستطلاع، متراجعا عن الشهر الماضي، حيث كان كذلك في 24 دولة. وجاء التغيير كبيرا في ست دول، رأت أن مشكلة البطالة مقلقة أكثر من «كوفيد-19» ووضعها الناس هناك في المرتبة الأولى، وهذه الدول هي: الأرجنتين، وإيطاليا، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، وأسبانيا، وتركيا. وعلى مستوى البطالة، كان القلق عالميا هو الأعلى منذ خمس سنوات جاء على النحو الآتي: أسبانيا بنسبة %66، وإيطاليا بـ%65، وجنوب أفريقيا بـ%60. وعلى صعيد التفاؤل بالمستقبل، قال معظم المستطلعة آراؤهم إن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ بنسبة %55، فيما قال الـ %45 الآخرون إنها تسير في الاتجاه الصحيح، وهو اختلاف كبير عن الاستطلاعات السابقة. وجاء على رأس القائمة السعوديون، الذين قالوا بنسبة %91 إن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح، يليهم الهنود بـ%72، ثم ماليزيا بـ%68 وفي ذيل القائمة تشيلي بنسبة %24 فقط. ترك المدارس وفي سياق متصل، يثير «كورونا» مخاوف من إجبار ملايين الأطفال على ترك الدراسة. وأكد تقرير لصحيفة واشنطن بوست أن الإغلاق العالمي العام أجبر ملياراً ونصف مليار تلميذ على ترك مدارسهم حول العالم، منذ مارس الماضي، وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، من بينهم 111 مليون فتاة في دول العالم الأقل تطوراً. وأفاد تقرير صدر في أبريل من صندوق ملالا، الذي حلل بيانات من أزمة «إيبولا» في سيراليون، بأنه من المتوقع أن تتسبب اضطرابات «كورونا» في تأخير أو إيقاف تعليم نحو 10 ملايين فتاة في سن الدراسة الإعدادية. وقالت فتياتٌ من نيجيريا وليبيريا عبر مقابلةٍ هاتفيةٍ إنهن يخشين أن يتأخرن أو يُجبرن على ترك الدراسة تماماً، مستشهداتٍ باضطراباتٍ في بلادهن أو تبعاتٍ اقتصاديةٍ للإغلاق. ويقول الخبراء إن الآباء في الأمم الأكثر تحفظاً يميلون لوضع أولوياتٍ في تعليم أبنائهم. وفي وسط وغرب أفريقيا يستطيع %73 من الفتيان فوق سن 15 سنةً القراءة، بالمقارنة مع %60 من الفتيات في نفس الفئة العمرية. وتقول ليلى جاد، ممثلة اليونيسيف في ليبيريا، التي كانت بؤرةً لتفشي إيبولا، إن ذلك يجعل الأُسر حين تفقد دخلها أكثر ميلاً لإنفاق ميزانية التعليم على الصبيان. وتُضيف أن التعليم عن بُعدٍ هو الآخر مُرهقٌ فوق العادة للفتيات، اللاتي يُتوقع منهن في الغالب تحمل أعباء الطبخ، والتنظيف، ورعاية الأطفال. كما أنهن كذلك أكثر عرضةً للاستغلال الجنسي، والحمل، وزواج القُصّر خلال فترة التوقف عن الدراسة. وتضيف ليلى: «المدارس أكثر بكثيرٍ من مجرد بيئةٍ للتعلم، إنها توفر بيئة حاميةً للفتيات». نسب متضاعفة ووفقاً لتقرير صندوق ملالا، فإن %8 من الفتيات في ليبيريا قبل تفشي وباء إيبولا لم يدخلن المدرسة الابتدائية. تلك النسبة تضاعفت ثلاث مراتٍ بعد أزمة «كورونا». وفي غينيا، بؤرةٌ أخرى للتفشي، فإن فرص الفتيات أقل بنحو %25 عن فرص الصبيان في العودة للدراسة بعد أن تعود الأمور لطبيعتها. أما في سيراليون، فقد قفزت نسب الحمل بين المراهقات لتصل إلى %65 في بعض المناطق. وانخفضت نسبة الانضمام للمدرسة بنحو %16 بين 4800 فتاة تتبَّعتهن دراسةٌ أخرى. Volume 0% وفي وقت تفشي إيبولا منعت سيراليون الفتيات الحوامل من دخول المدارس. إلى ذلك، أعلنت شركة الصناعات الدوائية البريطانية «أسترازينيكا» أنها وقّعت عقوداً مع إيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا لتزويدها بلقاح ضد الفيروس، على أن تبدأ بتسليم العقار مع نهاية 2020.
للمزيد: https://alqabas.com/article/5780097