بعد أن حيرت مادة خضراء غريبة وجدت على سطح القمر العلماء، وشكلت لغزا منذ العثور عليها عام 2019 خلال مهمة في الفضاء، نجح علماء صينيون أخيرا في تحديد طبيعة تلك المادة ومكوناتها.
وقال علماء صينيون، إن المادة الخضراء التي اكتشفوها فوق سطح القمر، هي مزيج زجاجي من المعادن ذابت معا بفعل اصطدام كويكب، وفق ما ذكرت مجلة “نيوزويك” الأميركية، الخميس.
وتمكن العلماء من تحديد التركيب الكيميائي والأصل المحتمل للمادة الغامضة، التي تشبه الهلام، وكانت موضع بحث بالنسبة لهم على مدار الأشهر القليلة الماضية.
واكتشفت العلماء الصينيون المادة الخضراء الداكنة لأول مرة، خلال رحلة للمركبة “يوتو-2″، وذلك أثناء استكشاف التضاريس بالقرب من فوهة “فون كارمان”، وهو موقع تصادم شهير على الجانب البعيد من القمر.
ويؤكد تحليل جديد أجرته مجموعة من الباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم، أن المادة لم تكن في الواقع مادة هلامية، بل كانت مركبا معدنيا زجاجيا صلبا، تم صهره في درجة حرارة عالية، بسبب تأثير كويكب قديم.
وقال الفريق إن المادة هي نوع من أنواع الصخور التي تتكون من شظايا معدنية يتم تذويبها وترسيخها معا، بواسطة بعض القوى الخارجية، وأضافوا أن المادة “تم تشكيلها عن طريق اللحام الناتج عن التصادم”.
ولفتت المادة في بادئ الأمر انتباه العلماء، الذين يشرفون على مركبة “يوتو-2″، بسبب اختلافها عن التربة المحيطة بفوهة “فون كارمان”، وفقا لتقرير نيوزويك.
وفي ذلك الوقت، تم وصفها بأنها خضراء داكنة و”تشبه الهلام” بسبب ظهورها بشكل لامع ومختلف عن محيطها في القمر، عبر كاميرات التصوير المختصة بالفضاء.
ورجحت المجلة الأميركية أن يكون الخطأ في التعرف على ماهية المادة في السابق، ناجم عن عن خطأ في الترجمة من الوثائق الأصلية التي تقاسمتها السلطات الصينية.
وبينما اقترح البعض أن تكون المادة ناجمة عن نشاط بركاني، استبعد الباحثون الصينيون لاحقا ذللك، مشيرين إلى أن القمر لم يشهد أي براكين نشطة منذ أكثر من ثلاثة مليارات سنة.