التاريخ يتحدث ولا يمحي منه شيء ويبقى ما كتب فيه كما هو لا يغيره شي، ولا يتغير فيه سوا الذين عاشوا في مرحلته هم من يتغيروا، وتبقى المرأة نصف المجتمع الذي لا يكتمل بدونها ولا تكتمل سعادته سوا بها، في كل زمان نجد المرأة لا يتغير دورها الذي مهما نحن النساء حاولنا إنكاره ولكنه يبقى كما هو لم تغيره ثقافتها ولا منصبها ولا نفوذها ولا شي من ذلك، حتى وإن حاولت أن تضلل الجميع عنه، لن ننكر أنه إلى زمننا هذا ما كان يفعل للمرأة من بيع لها وجعلها عبدة لهم يشترونها بمالهم في سوق للبيع النساء، وهناك عصابات تخطف النساء وتبيعهم جواري، وهذا كان يفعل في زمن الجاهلية وقبل الإسلام وإلى يومنا هذا يفعل بهن، ولكن الفرق أنه الآن يفعل بسرية وفي بعض المرات يكون في العلن وهذا يحدث للعربيات والاجنبيات ولي النساء اللواتي من جميع الديانات أيضا ، فهي في الحروب تخطف وتباع وتكون جسد يلهوا به من يحارب وطنها وهكذا هو وضعها ثابت لم يتغير فيه شيء رغم رؤيتها للحياة ورغم انها تستطيع العيش بدون رجل وأن تكمل حياتها بدون حب أو جنس، ومع ذلك لم تخرج طيات الماضي من حياتها، وبقي يلاحقها طيلة هذه القرون، فهذه صورة طبعت في داخل المجتمع أنها جسد أما للزواج أو للتسلية أو لاذلال وتدنيس لمن يريدوا تدميره، وكأنها شرف يجب أن لا يخترق وإذا اخترق
فهي أنتهت عفتها بذلك، وتبقى هي تناضل وتبدي رأيها عبر كل وسيلة في الإعلام ولكن ما تقوله يصبح حروف تمحي وتنتهي مع انتهاء كلمتها، ويبقى حالها مثل قلوب تحركها الغيوم، ولا نستطيع أن ننكر أننا نحن النساء من جعلنا صورتنا هكذا، ولم نحاول مرة عندما نكون مع الرجل أن نخرج من زاوية الجسد والجنس وندخل في عقله، ونجعله يدرك قدرتنا في مواجهة الصعاب حتى وإن فشلنا معه، نخبره ونوصل له رسالة، أنه لكي يحصل علينا يجب عليه أن يرى جمال روحنا وعقلنا ومعتقداتنا، وليس جمال جسدنا فهذا خطأ نحن النساء من جعلناه يستمر، فاقناع الرجل بما نؤمن به ليس بحتقاره ولا بالتقليل منه أو توجيه التهم له، ولكن بجعله يدرك بأنه على خطأ ويجب أن يمحوه من حياته.