معلومات جديدة تكشّفت حول سفينة «روسوس» التي نقلت 2750 طنّاً من «نترات الأمونيوم» إلى مرفأ بيروت، لتسبّب تلك المادة انفجاراً هائلاً 4 الجاري، ولا يزال التحقيق في القضية مستمرّاً، وجرى اعتقال 20 من مسؤولي الميناء. متى وصلت السفينة؟ صباح 21 نوفمبر 2013 وصلت السفينة إلى ميناء بيروت، لكنها لم تغادره قط، وأدت حمولتها الخطيرة إلى مأساة في المدينة بعد مرور سبع سنوات تقريباً. ما منطلقها ووجهتها؟ غادرت السفينة في رحلتها الأخيرة من باتومي بجورجيا لنقل «نترات الأمونيوم» إلى موزمبيق، لكن القبطان السابق لها بوريس بروكوشيف أمر بتوقّفها ــــ غير المجدول ــــ في ميناء بيروت، لتحميل شحنات إضافية، مبرراً ذلك بـ«أنهم بحاجة إلى جني أموال إضافية لدفع ثمن مرورهم عبر قناة السويس»، في حين قال محامو دائني السفينة إن «الشحنة الإضافية كان من المفترض أن تُنقل إلى الأردن». لماذا أوقفت السفينة؟ في بيروت، أوقفت سلطات الميناء السفينة بعد أن وجدت أوجه قصور متعددة، وأمرت القبطان وبعضاً من طاقمه بالبقاء على متنها، إضافة إلى ما ذكره القبطان من أن خلافاً وقع بين دائنين بشأنها واستحال خلافاً قضائياً أوصل إلى احتجازها. ماذا حدث للشحنة؟ نقلت السلطات اللبنانية شحنة «نترات الأمونيوم» إلى مستودع في الميناء، بعيداً عن السفينة مسافة 1500 قدم فقط، لتشتعل بعد سنوات مسببة انفجاراً هائلاً، أسفر عن مقتل أكثر من 150 وإصابة الآلاف. ما موقعها الأخير؟ باستخدام تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع السفن، قامت وحدة التحقيقات المرئية في صحيفة نيويورك تايمز بتتبع السفينة، ووجدت موقعها بالضبط، حيث بقيت مخفية على مسافة قصيرة من نقطة الانفجار. وكشف جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بالسفينة موقعها الأخير، وذلك في تاريخ 7 أغسطس 2014، وهو الشهر نفسه الذي أطلق فيه الطاقم. وتظهر صورة من عام 2014 بعض الأكياس التي كانت تحمل «نترات الأمونيوم»، وتتطابق مع تلك التي تم تصويرها لاحقاً في المستودع الذي انفجر، ونشرها صحافي لبناني على حسابه في «تويتر» بعد وقوع الحادثة. وتُظهر صور المستودع أيضاً اسم الشركة المنتجة، وهي شركة Rustavi Azot LLC في جورجيا، المدرجة أيضاً في مستندات الشحن عام 2013. متى غرقت السفينة؟ عام 2015، أي بعد عامين من وصولها إلى الميناء، جرى نقل السفينة على ارتفاع 1000 قدم فوق الرصيف، حيث بقيت هناك ثلاث سنوات تقريباً. وكانت السفينة تعاني من تسرّب سيّئ، وبدأت في الغرق في فبراير عام 2018، وفي غضون أيام، غُمرت بالماء. ولم تقم السلطات اللبنانية مطلقاً بإزالة حطام السفينة من فوق الحافة الشمالية للميناء، حيث كان حطامها ـــــ على ما يبدو ـــــ لا يعيق حركة السفن، وبقيت السفينة بعيدة عن الأنظار ونُسيت حتى الآن. وحلل ستيفن وود، خبير صور الأقمار الصناعية في شركة تكنولوجيا الفضاء Maxar، صورة من 18 فبراير 2018، واستخدم صوراً متعددة الأطياف يمكنها اختراق المياه وكشف الأشياء والميزات المغمورة بشكل أفضل، وأظهرت الصورة الناتجة السفينة بتفصيل كبير، على الرغم من كونها تحت الماء. وكان بروكوشيف قال لـ«نيويورك تايمز» إنه «سمع من بحارة آخرين أن السفينة غرقت في عام 2015 أو 2016»، وتبين أن هذا الإطار الزمني غير صحيح.