في سيناريو مشابه لتصفيات مونديال “البرازيل ـــــ 2014” جاء منتخب لبنان في مجموعة واحدة مع كوريا الجنوبية والكويت، بالإضافة إلى منتخبين مغمورين هما لاوس وميانمار، وذلك بنتيجة القرعة المزدوجة للتصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا وكأس اسيا 2019 بالإمارات.

وعلى رغم وجود لبنان مجدداً مع الكويت وكوريا الجنوبية، فان الظروف لا تبدو مهيأة لتكرار نتائج التصفيات الماضية حين تخطى “منتخب الارز” “الأزرق” في الكويت بهدف دون رد، وأسقط التنين الكوري في بيروت 2 – 1 في مباراة تاريخية، وذلك لاختلاف أحوال منتخب لبنان، ونتائجه الأخيرة التي لا تسر عدوا ولا صديقاً اثر إخفاقين مؤلمين، في تصفيات كأس آسيا “استراليا ـــــ 2015” وأولمبياد “الريو ــــ 2016″.

وما يقلق الجمهور اللبناني هو عدم بت الإتحاد المحلي حتى الآن بمصير المدرب الإيطالي جيوزيبي جيانيني قبل أشهر قليلة من انتهاء عقده وانطلاق التصفيات، وبعد انتهاء مهمته عملياً اثر الاخفاقين الآسيوي والأولمبي، وتولد قناعة لدى الرأي العام وأهل الاختصاص، بعدم قدرته على تقديم شيء للمنتخب.

وفي أول رد فعل على القرعة اعتبر رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر ان منتخب لبنان وقع في مجموعة صعبة مجددا نتيجة قرعة التصفيات المزدوجة”.

وقال حيدر: “اعتدنا على الوقوع في مجموعات صعبة، واللافت مواجهتنا مجددا لمنتخبي كوريا الجنوبية والكويت، وقد يكون ذلك ايجابيا لمعرفتنا بالمنتخبين”..

واضاف حيدر ان “الفترة المقبلة ستشهد فترة اعداد للمنتخب الاول بعيدا عن الاضواء كي لا يتأثر عملنا، وستكون هوية الجهاز الفني المشرف على المنتخب من ضمن هذا العمل.

وبانتظار انطلاق التصفيات تنتظر الاتحاد اللبناني ورشة حقيقية، تبدأ بالتخلص من جيانيني، وتسمية مدرب جديد، ينقسم الشارع المحلي حول هويته بين مؤيد للمدرب المحلي ومعارض له لمصلحة نظيره الأجنبي.

ويداهم الوقت منتخب لبنان الذي قارب اكثر من لاعب فيه سن الاعتزال كرضا عنتر ويوسف محمد وعباس عطوي وبلال نجارين، وهي أسماء شكلت عماد منتخب تصفيات “مونديال البرازيل”، لذلك فالمدرب الجديد مطالب ببناء منتخب جديد وإشراك وجوه شابة تؤسس لمسيرة متجددة، وهو ما يحتاج إلى الوقت للوصول إلى فريق متماسك وقادر.

وليس بعيداً عن انطلاقة المنتخب الجديدة، يبدو الاتحاد مطالباً أيضاً بمحاربة آفة التلاعب، التي أضرت كثيراً بسمعة الكرة اللبنانية، وأثرت أيضاً على مسيرة المنتخب في التصفيات الماضية حيث ثبت تورط أكثر من لاعب في فريق المدرب السابق ثيو بوكير بالتلاعب بالمباريات، وبعض نجوم التصفيات الماضية لا يزالون قيد التوقيف حتى اليوم.

وتطالب بعض الأصوات الاتحاد أيضاً بإحياء لجنة المنتخبات، والإفادة في هذا السياق من نخبة من الأسماء التي لها باعها وخبرتها من تجارب سابقة مع المنتخبات الوطينة كعدنان الشرقي ومحمود برجاوي وعدنان حمود وإميل رستم وغيرهم..

وبين لهفة الجمهور اللبناني وبداية العمل الجاد، تبقى الكرة حالياً في ملعب الاتحاد المطالب بالإجابة على كل الأسئلة وطمأنة الجمهور على مصير “منتخب الأرز”..