في الوقت الذي طبقت المؤسسات التعليمية في الكويت نظام التعليم عن بُعد في مقرراتها الدراسية بسبب جائحة كورونا، لم ينعكس هذا الأمر بشكل واضح على باقي الأنشطة في تلك المؤسسات وأبرزها الانتخابات الطلابية التي تقام في بداية الفصل الدراسي الأول من كل عام.
وفي السياق، علمت «الجريدة»، من مصادر مطلعة في الجامعة، أن هناك نية لتأجيل انتخابات الجمعيات والروابط خلال العام الدراسي المقبل إلى حين زوال الجائحة، لافتة إلى أن اجتماعاً سيعقد قبل بداية العام الدراسي الذي سينطلق في ديسمبر لاتخاذ قرار حاسم حول عملية الانتخابات في مختلف الكليات.
وأشارت المصادر إلى أن إدارة الجامعة متخوفة من إقامة الانتخابات الطلابية بسبب التجمعات، كما أن هناك تخوفاً أيضاً من عقدها إلكترونياً بسبب عدم توافق القوائم الطلابية، وعدم الوثوق بهذا النظام من الانتخابات، موضحة أن الإدارة ستكتفي بتأجيل الانتخابات إلى حين سماح السلطات الصحية بالتجمعات الطلابية وإمكانية عقدها.
وبشأن انتخابات طلبة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، أفادت المصادر بأن عمادة شؤون الطلبة تنتظر قراراً مصيرياً من المدير العام للهيئة د. علي المضف، الذي سيجتمع مع العمادة، لافتة إلى أن هناك توجها لتأجيل الانتخابات خلال الفترة المقبلة».
«الجريدة» التقت عدداً من القوى الطلابية لمعرفة رأيها حول تأجيل الانتخابات وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال رئيس جمعية العلوم الاجتماعية صالح الأحيمر إنه «في حال تم تأجيل الانتخابات، سيكون أمام جمعيتنا الاستمرار في عملها إلى حين إيجاد موعد مناسب لخوض الانتخابات بين القوائم والروابط المتنافسة».
وأضاف الأحيمر أن هذه الفترة تحتاج إلى وقفة جادة مع الطلبة من خلال ممثل رئيسي لهم في المطالبة بحقوقهم أو العمل على حل بعض المشاكل التي تواجههم خلال فترة التعليم عن بُعد.
وذكر أن ميزانية الجمعيات والروابط الطلابية في الجامعة لم تصرف خلال الفصل الدراسي الثاني، موضحاً أن تلك الميزانية تساهم في توفير عدد كبير من الكتب الدراسية للطلبة غير القادرين على شرائها من فئة «البدون»، إلى جانب المذكرات والملخصات الدراسية.
شهر ديسمبر
من جانبه، قال المنسق العام للقائمة المستقلة في كلية التربية بجامعة الكويت ضاري الظفيري إن «دوام الفصل الدراسي الأول سيكون في ديسمبر القادم، وعليه اما تتم الانتخابات الطلابية او تؤجل، لأن العرف أن تبدأ انتخابات الجامعة مع انطلاق الفصل الدراسي الاول من كل عام دراسي».
وأضاف الظفيري أن «الطلبة مازالوا في الفصل الدراسي الصيفي، وإلى الان لم تنته السنة الدراسية، كما ان الانتخابات تعقد بعد انهاء عام دراسي كامل»، مبيناً أن القائمة المستقلة على اتم الاستعداد لخوض الانتخابات؛ لأنها تسعى جاهدة إلى أن تمثل الطلبة وتطالب بحقوقهم ومكتسباتهم في الجامعة.
وأعرب عن أمله أن «تتم الانتخابات القادمة في حال تحديد موعدها وفق اشتراطات صحية كاملة، حتى يستطيع طلبة الجامعة ان يختاروا من يمثلهم خلال العام الدراسي القادم».
الرقابة الحيادية
بدوره، قال منسق القائمة المستقلة في كلية العلوم الحياتية بالجامعة عيسى العازمي إنه «لا خوف علينا من تأجيل انتخابات الجمعيات بسبب الرقابة الحيادية التي تشرف عليها عمادة شؤون الطلبة، ولكن في انتخابات اتحاد الطلبة نحن متخوفون مما سيحدث فيها وآليتها بسبب من يشرف ويراقب عليها».
وبين العازمي أن الجمعيات والروابط المنتخبة، التي تشرف على انتخاباتها عمادة شؤون الطلبة قادرة على حل محل الاتحاد الذي يولد من انتخابات مشوهة، مضيفاً: «في هذه الاوضاع نحن نخشى التلاعب في انتخابات الاتحاد المقبلة لما تمر به البلاد من اجراءات احترازية.
وقال: «لا أخفيكم سراً أنني أتوقع استغلال هذه الاجراءات للتلاعب بالنتائج»، مطالباً كل من يعنيه الامر بالتدخل لتحييد المشرفين على الانتخابات.
رابطة الخليج
وفي الجامعات الخاصة التي سبقت جامعة الكويت و»التطبيقي» في تدشين الفصل الدراسي الأول إذ سينطلق فيها منتصف أكتوبر المقبل، لم يختلف الوضع بشأن تأجيل الانتخابات الطلابية بسبب ظروف جائحة كورونا وصعوبة حضور الطلبة للتصويت في الانتخابات الطلابية.
وفي هذا السياق، قال رئيس رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا طلال الصقر إن الرابطة ستقوم بتفويض الجامعة بعمل انتخابات بعد التأكد من سلامة جميع الإجراءات وفقا للاشتراطات الصحية، لمصلحة الطلاب وحمايتهم.
وبين الصقر أن تحديد وقت الانتخابات يعتمد على السلطات الصحية في الكويت وموافقتها على إقامة التجمعات، وكذلك عودة الطلبة للدراسة التقليدية، موضحا ان الرابطة مع الإدارة الجامعة لديهما اكثر من خيار لعقد الانتخابات وسيتم تطبيق الأنسب منه والذي يكون في مصلحة الطالب.
لم تتطرق لائحة النظام الأساسي لانتخابات الجمعيات العلمية والرابطة الطلابية بجامعة الكويت إلى آلية الانتخابات سواء بشكلها التقليدي الورقي او الالكتروني، الامر الذي يجيز لعمادة شؤون الطلبة عقد الانتخابات إلكترونيا مع توافق القوائم الطلابية حول آلية التصويت.