تتقدم جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت بأصدق آيات التعازي القلبية الي سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح ولأسرة الصباح الكريمة، والى عموم الشعب الكويتي لفقيد الكويت والإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله وغفر له وتقبله في جنات النعيم.
إن جمعية أعضاء هيئة التدريس بصفتها ممثلا لنخبة الأساتذة في أعلى صرح أكاديمي وعلمي في الكويت لتؤكد بأن الشيخ صباح الأحمد الصباح ليس حاكما فحسب وإنما قائدا فذا ارتقي الى ناصية عالية فاقت وعلت مراتب الكثير من قادة العالم الذين خلدهم التاريخ. إن الشيخ صباح الأحمد الصباح يعتبر مدرسة دبلوماسية أنارت جذوة منظومة عمل سياسي محلي وعالمي، حيث قام جاهدا ومجاهداً بتدعيم قواعدها وإرساء ثوابتها وتوطيد قيمها وبلورة منظورها، إنها مدرسة فن الممكن التي ترجمت مصداقيتها في أحلك الأحداث السياسية فنجحت في بسط أنوار السلام، إنها مدرسة التوازن والحيادية والتدخل الحميد التي تهدي من تعلم منها الى سبيل القرارات العقلانية، إنها مدرسة استطاعت أن تصنع من اللحظة حدثاً تاريخيا مهماً للبشرية، وإنها مدرسة إنسانية في عطائاتها البراقة على نواصي المحافل الدولية. هكذا كان الشيخ صباح الأحمد الصباح قائدا فرض احترامه بين قادة العالم فإذا تحدث نصتوا له، وإذا فعل اقتادوا به، وهكذا تعززت مكانته في ذاكرة الشعوب المحبة للسلام حيث صنع لهم السلام، وولج في قلوب الشعوب الضعيفة عندما عايش مآسيهم بكلمة عطوفة وفعل صادق نبيل.
لذلك، فإن جمعية أعضاء هيئة التدريس ومن موقعها العلمي والتربوي تناشد المختصين في شتى الميادين العلمية والعملية الى تخليد هذه الشخصية النادرة عبر كافة المنصات والمنابر والمحافل. إن جمعية أعضاء هيئة التدريس بنسائها ورجالها المخلصين يتطلعون الى المساهمة في تخليد نوافل هذا القائد الذي احتضن دور العلم ومؤسسات العلماء فساهم في علو شأنهم وتعزيز احترامهم وألهمهم من حبه وشغفه بالتكافل والتراحم والتسامح بأرقى قيم السلام وأنقى دروب الخير والوئام. إن أساتذة جامعة الكويت بكافة تخصصاتهم ممتنين لسجايا الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله حيث شملهم بالتقدير الأشم والاحترام الجم، وحيث جبل على الالتقاء بهم والحرص على الاستماع إليهم وتلبية جميع متطلبات العلم لهم مما ساهم في بناء جامعة الكويت وما سواها من مؤسسات التعليم والبحث العلمي.
فرحمك الله يا والدنا، وتغمدك في جنات النعيم، وفي أعلى عليين مع الصالحين، وعزاؤنا لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح أعزه الله ورعاه الذي نهل من ذات الروافد النقية الصافية والتي سقت ربوع الخير المخضرة بوسم الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله. ولا شك لدينا بأنكم يا أمير البلاد ستواصلون ذات نهج سلفكم لكونكما صنوان لا يفترقان ومن أصل واحد ثابت في الأرض وشاهق الى السماء.
سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظك الله ورعاك،
نعلم بأن الأمانة ثقيلة وإن إرث الشيخ صباح رحمه الله السياسي الذي أشاع نور السلام والإنسانية عظيم، وفي ذات الوقت نحن نثق بقدراتك وحكمتك وجلدك.
وفي الوقت الذي نصبو للتعلم منك كما تعلمنا من مدرسة الشيخ صباح رحمه الله، تقودنا الأمانة العلمية والوطنية لمد يدنا المطيعة لك وتقديم كل ما تأمرنا به لكي نتصدى لجميع المشاكل والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجه بلدنا الكويت.
إننا يا صاحب السمو، نراك مثابراً منذ الوهلة الأولى لتوليك مقاليد الحكم كما كنت قبلها ساعياً لتلمس هموم المواطنين ومتصدياً لجميع الإشكاليات التي تحيط ببلدنا. وجدناك يا صاحب السمو محارباً جلداً للفساد الذي يحاول البعض بثه في وطن لا يعرف إلا الصلاح، ووجدناك يا صاحب السمو محباً متسامحاً لجميع الكويتيين تنظر اليهم بعقل رشيد وقلب عطوف وعين تفيض بالعفو والتسامح، إننا وجدناك يا صاحب السمو حريصا على النظام الديمقراطي والدستوري الذي توارثاه جيل بعد جيل وهو يتطور من خلال تعزيز الحريات واستقامة قواعد المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين المواطنين، إننا وجدناك يا صاحب السمو أباً ساعياً للمزيد من المشاركة بالرأي والاستنارة بخيرات التعددية التي نحظى بها في بلد الخير والعطاء، إننا وجدناك يا صاحب السمو، قائداً يسعى حثيثاً لإصلاح أي اعوجاج اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي من أجل أن تعود الكويت عروسا للخليج وحضناً آمناً لكل من يأتين لها طامحاً للمساهمة في نمائها ورخائها واستقرارها في رحاب بيئة مسالمة متسامحة مرجعها القانون وقوامها حكم المؤسسات، إننا وجدناك يا صاحب السمو مستكملا لمسيرة والدنا الراحل في حرصه على علماء الامة وأساتذة الجامعة والباحثين والأدباء وكل العاملين في سلك الثقافة من اجل أن ترتقي مؤسساتها وترنو لمستقبل باهر يستظل بنعمة مزن الحرية وينهض من خلال رعاية كريمة من لدنك لكي تتخلص من جميع ما يعيق مسيرة العلم في بلد أشاع النور في كل ناحية ودرب.
وختاماً، إن جمعية أعضاء هيئة التدريس، يا صاحب السمو تضع إمكانياتها التي تكتنزها جامعة الكويت بين يديكم الكريمتين من أجل تحقيق كل ما تتطلع اليه أبصاركم النيرة وتتجه اليه بصيرتكم الرشيدة، والله نسأل لكم التوفيق والسداد، وأن يمن على بلدنا بالخير والدعة والرفاة وأن يرحم والدنا الشيخ صباح الأحمد الصباح ويكتبه مع الصالحين.