أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ إصابته بفيروس كورونا المستجد وإدخاله المستشفى قلقا في الولايات المتحدة.
ومع ذلك ، فإن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة ليس أول من يعاني مرضا شديدا أثناء توليه منصبه.
من جورج واشنطن إلى جورج دبليو بوش، في ما يأتي تذكير بأبرز ما تعرض له رؤساء أميركيون على المستوى الصحي.
يسمح التعديل الخامس والعشرون للدستور الأميركي للرئيس بتسليم السلطة موقتًا لنائب الرئيس إذا تعرض لوضع صحي طارىء.
استخدم الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش التعديل الخامس والعشرين عام 2002 ومرة أخرى عام 2007 أثناء تخديره لإجراء فحص روتيني للقولون بالمنظار، ما جعل نائب الرئيس آنذاك ديك تشيني مسؤولاً عن البلاد لساعات.
قال رونالد ريغان في عام 1985 إنّه لا يعتقد أنه طبق التعديل رسميًا عندما ترك نائب الرئيس آنذاك جورج بوش الأب لفترة وجيزة على رأس البلاد، فيما كان الأطباء يزيلون ورما سرطانيا من قولونه.
وأوضح ريغان أن الفترة كانت “قصيرة وموقتة” للغاية بحيث لم يكن بوسع نائبه تطبيق التعديل.
وعلى أمل تفادي لفت انتباه الجمهور، اتجه الرئيس الأسبق غروفر كليفلاند سرا لإجراء عملية جراحية في عرض البحر على متن يخت صديقه في عام 1893.
وفيما كانت البلاد على شفير كساد اقتصادي، سعى كليفلاند إلى إبقاء مسألة إصابته بالسرطان في أعلى فمه سرًا حتى لا يتسبب بذعر مالي لمواطنيه، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير.
وبحسب ما ورد تمت إزالة الورم وخمسة أسنان وقطعة من عظم فكه الأيسر في مكان ما قبالة ساحل نيويورك، وتم إدخال طرف صناعي من المطاط في وقت لاحق من أجل التجميل.
كذلك ترامب ليس أول رئيس أميركي يصاب إثر جائحة عالمية، أو يقلل من مخاطر الإصابة بالمرض قبل أن يصاب به شخصيا.
فقد أصيب وودرو ويلسون بالإنفلونزا الإسبانية في نيسان/أبريل 1919 أثناء وجوده في فرنسا لحضور محادثات السلام في باريس مع نهاية الحرب العالمية الأولى.
على الرغم من خطورة وضعه الصحي، عملت إدارته بجهد للنأي بتفاصيل مرضه عن الرأي العام.
في عام 1790، أصيب جورج واشنطن بمثل هذا النوع من الإنفلونزا السيئة، مما عرض مصير الأمة الفتية آنذاك للخطر.
وأغلقت السلطات الشارع خارج القصر الرئاسي، في العاصمة الموقتة حينها نيويورك، وأقامت ستارا حاجبا حوله للحد من الضجيج فيما كان الرئيس الأول، بعد توليه منصبه بعام واحد فقط، يتعافى بهدوء.
بات بيترسن هاوس، المسكن الذي توفي فيه الرئيس أبراهام لينكولن في وسط مدينة واشنطن، اليوم جزءا من خدمة المتنزهات القومية الأميركية، وهو واحد من الوجهات “السياحة المظلمة” حيث يمكن للزوار مشاهدة المكان الذي قضى فيه الرئيس السادس عشر ساعاته الأخيرة بعد إصابته برصاصة في الرأس عبر الشارع قرب مسرح فورد.
مات لينكولن في غرفة النوم الخلفية للمنزل غداة الهجوم، وهو واحد من أربعة رؤساء أميركيين قتلوا خلال توليهم مناصبهم، جميعهم بالرصاص.
توفي جيمس أ. غارفيلد بعد شهرين من إطلاق النار عليه عام 1881 بيد شخص غاضب يعاني البطالة.
وقتل الفوضوي ليون كولغوش الرئيس ويليام ماكينلي عام 1901.
لكنّ أشهر اغتيال كان إطلاق النار على جون إف كينيدي وهو يستقل سيارة مكشوفة في دالاس عام 1963.
بالإضافة إلى ذلك، أصيب ريغان بجروح خطيرة في محاولة اغتيال عام 1981 خارج فندق في واشنطن من قبل مسلح مختل.
في عام 1850، حضر الرئيس الأسبق زاكاري تايلور حفلا في 4 تموز/يوليو لمناسبة يوم الاستقلال عند نصب واشنطن التذكاري، وذكرت تقارير أنّه تناول الحليب المثلج وأكل كمية كبيرة من الكرز، ليصيبه مرض غامض في المعدة ويتوفى بعد عدة أيام، وأورد مسؤولون حينها أن الحليب هو السبب، لكن المؤرخين يقولون إنّ الأمر لا يزال غامضا.
كما توفي ثلاثة رؤساء آخرين لأسباب طبيعية أثناء توليهم مناصبهم: وليم هنري هاريسون ووارن جي هاردينغ وفرانكلين دي روزفلت.
بين نوبة قلبية غير مميتة وسكتة دماغية تعرض لها دوايت دي أيزنهاور ونزف دماغي قاتل أصيب به روزفلت، عانى عدد من الرؤساء خلال توليهم مناصبهم أمراضا شائعة جدًا ولكنها قاتلة.
بعد معاناته مع الإنفلونزا الإسبانية، أصيب ويلسون بسكتة دماغية شبه قاتلة في تشرين الأول/أكتوبر 1919، وبعد ذلك تولت زوجته إديث سرًا مهام الرئاسة بحكم الأمر الواقع طوال 17 شهرا هي ما بقي من ولايته.