(كونا) — واصلت المؤسسات الكويتية خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة نشاطها المتجدد في تقديم يد المساندة والتضامن للأشقاء على الصعيد الخارجي في وقت أبن فيه العالم عبر منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (قائد العمل الإنساني) فقيد دولة الكويت والامتين العربية والاسلامية المغفور له بإذن الله تعالى أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
فخلال جلسة خاصة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لتأبين المغفور له باذن الله تعالى الشيخ صباح الاحمد يوم الثلاثاء الماضي وقف المشاركون دقيقة صمت حدادا على روحه الطاهرة مستذكرين مناقبه ومآثره وما خلفه من ارث تاريخي في مجال الانسانية والدبلوماسية الوقائية وصناعة السلام والوساطة في حل النزاعات وتعزيز مقاصد ميثاق الامم المتحدة.
وقال رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة فولكان بوزكر في كلمة له بهذه المناسبة ان “الراحل عرف عنه انه رائدا للدبلوماسية الوقائية لالتزامه بالسلام وحل النزاعات عبر الحوار حيث كان وزيرا للخارجية لأربعة عقود وكان له دور محوري في انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز التعاون في منطقة الشرق الاوسط والعالم”.
واضاف بوزكر انه وخلال قمة اعتماد اهداف التنمية المستدامة في عام 2015 أكد الشيخ صباح على التزام الكويت بخطة الامم المتحدة 2030 بوضوح اذ لم يأت ذلك من فراغ حيث كان منذ انضمام الكويت للمنظمة في عام 1963 شريكا فاعلا للامم المتحدة وعاملا على تحقيق اهدافها في كافة المجالات. واشار الى ان الامم المتحدة اقرت بعمل هذا القائد البارز والفارس في مجال العمل الانساني حيث ساهمت هذه الريادة بإنقاذ عشرات الالاف من الارواح وحفزت اخرين للمشاركة في العمل الانساني وهذا الكرم والسخاء من الكويت واميرها الراحل تجاوز الشرق الاوسط الى مختلف انحاء العالم. من جانبه قال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في كلمته “لقد كان سموه رجل دولة متميزا وإنسانيا بارزا وباني جسور ورسول سلام ونحزن مع الكويت على خسارته فقد أعطى سموه الأولوية للتعاون والتعددية وقاد الكويت للانضمام إلى الأمم المتحدة في عام 1963 .. أدار السياسة الخارجية لبلاده لما يقرب من 60 عاما أولا كوزير للخارجية ثم كحاكم”.
وتابع قائلا ” كنت المفوض السامي لشؤون اللاجئين وفي ذروة أزمة اللاجئين السوريين مع الوضع السياسي المعقد في الوقت الحالي كان من الصعب للغاية حشد التضامن الدولي لدعم اللاجئين السوريين وكان سموه هو الذي قرر عقد أول مؤتمر للتضامن وبدأت الكويت بعرض سخي للغاية لدرجة أن جميع الدول الأخرى شعرت بالحاجة إلى فعل الشيء نفسه وتمكنا من تقديم استجابة فعالة أزمة اللاجئين السوريين”.
واضاف “في ظل عدم وجود دولة أخرى تطوعت للقيام بذلك دعا سموه مرة أخرى إلى مؤتمر التضامن والتضامن الإنساني مع الشعب السوري واللاجئين السوريين وحافظ على دعم كبير وقيادة كريمة للغاية وكانت مبادرته وقيادته حاسمة في بعض أهم الجهود الإنسانية حول العالم وتحسنت حياة الملايين من المحتاجين بسبب تعاطفه والتزامه”.
ومن جانبه أشار ممثل الدول الافريقية في كلمته إلى انه “منذ عامين بقيادة الشيخ صباح تبرعت الكويت بمئات الملايين الدولارات من اجل عمليات الاغاثة والعمل الانسانية ليس في الشرق الاوسط انما في بلدان افريقية كثيرة”.
واوضح “ان هذه الريادة الكويتية انقذت الارواح وحفزت الاخرين على المشاركة في العمل الانساني وبقيادته اصبحت الكويت شريكا هاما ومساهما في العمل الانساني مما ساعد على تحسين حياة الناس في انحاء العالم وكانت جهوده في تعزي الحوار والسلام بالغة الاهمية ولن تنسى ابدا”.
بدوره أكد ممثل دول اسيا والمحيط الهادئ في كلمة مماثلة “ان المغفور له الامير الراحل سيتذكره الجميع لقيادته العظيمة ولأعماله التي اتسمت بالسخاء والتعاطف ان قيادته الاستثنائية في المجال الانساني امر سيتذكره الجميع”.
واشار الى انه في عام 2014 قام الامين العام للامم المتحدة السابق بان كي مون بتقديم جائزة للفقيد لانجازاته في المجل الانساني “وسيتذكره الجميع لدوره العظيم في انشاء مركز انساني يبعث على الفخر لجميع الكويتيين وقد جعل من الكويت دولة صانعة للسلام وللتنمية على المستوى الاقليمي والدولي على حد سواء”.
من ناحيته قال ممثل مجموعة بلدان شرق أوروبا “اننا جالسون بمعية أحد كبار قادة العالم قد تكون الكويت دولة صغيرة من حيث الحجم ولكن قلب الكويت قلب كريم سخي” مضيفا انه بقيادة الكويت تم النهوض بأهداف التنمية المستدامة وخطة 2030 وكذلك التعاون الانمائي عبر العالم فالكثير من قادة العالم اعربوا عن التعازي لاسيما في شرق اوروبا “حيث اعتبره الامين العام للامم المتحدة الحالي رمزا للسخاء وشخص باني للجسور للثقافات والحضارات”.
أما ممثل امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي فاستذكر في كلمته دور سموه الانساني حيث أسهم بسخاء كبير في الجهود المبذولة لدعم اللاجئين “وحيته المنظمة بتسليمه جائزة الشخصية الانسانية وقد كان من كبار قادة العالم”.
كما قال ممثل دول اوروبا الغربية في كلمته ان “الكويت استضافت عددا من مؤتمرات المانحين في منطقة سادت فيها النزاعات وكان المغفور له وسيطا ومارس مبدأ التسوية السلمية للمنازعات وهو مبدأ مرسخ في ميثاق الامم المتحدة”.
من ناحيتها ذكرت ممثلة البلد المضيف الولايات المتحدة ان أمير البلاد الراحل “لم يكتف بالحديث بالأقوال بل ان سخاء بلده أسهم في دعم الاصدقاء والجيران عندما كانوا في أمس الحاجة لذلك فان هذا السخاء الكبير جعل الامم المتحدة تسميه قائد للعمل الانساني في عام 2014 وفي عام 2018 استضاف قمة سمحت بتعبئة 30 مليار دولار لإعادة بناء العراق بعد داعش”.
واشارت الى استضافة الكويت عدة مؤتمرات لمساعدة سوريا في إطار الحرب الاهلية حيث كان سمو الامير الراحل “مهندسا لعدة جهود بذلتها الكويت لدعم بلدان العالم فالكويت تقاسمت إذا مع الولايات المتحدة قيما كبيرة ومثلا عليا ونهضت بعالم أكثر أمنا وأمانا”.
وعلى صعيد آخر أشاد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ اليوم الجمعة بالمستوى العالي من الكفاءة الذي أظهرته البلاد في الاستجابة لتحقيق الأمن الغذائي خلال أزمة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).
جاء ذلك في بيان صحفي بمناسبة يوم الأغذية العالمي الذي يصادف ال16 من أكتوبر سنويا ويتزامن هذا العام والذكرى ال75 لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) وشعاره (معا ننمو ونتغذى ونحافظ على الاستدامة.. أفعالنا هي مستقبلنا).
وذكر المسؤول الأممي أن هذه الأزمة الصحية العالمية أتاحت فرصة للتفكير بشكل جاد لاتخاد قرارات حاسمة بضرورة الاستثمار المحلي في المشروعات الزراعية وتعزيز قدراتها بشكل أفضل.
وأوضح أن ما شهدته دول العالم خلال الجائحة أكد وجود حاجة ملحة لأن تستثمر الحكومات وشركات القطاع الخاص في استراتيجية محلية مرنة طويلة الأجل لإدارة التحديات المستقبلية ذات الصلة وتجنب أي تأثيرات لها.
من جانبه قال المنسق الإقليمي ل(فاو) لدى مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن دينو فرانشيسكوتي بحسب البيان إن دولة الكويت تعمل على تحديد مجموعة من الأهداف قصيرة وطويلة الأجل تتعلق بقطاع الأغذية والزراعة.
وأشار إلى الحاجة لوجود خطة استراتيجية قوية تسهم في تحقيق المزيد من الأمن الغذائي واستقرار الإمدادات ذات الصلة مؤكدا استعداد (فاو) لدعم السلطات الكويتية في وضع وتنفيذ مثل هذه الخطة.
من جهته ذكر منسق برنامج الشراكة بين (فاو) ودولة الكويت كبير مستشاري السياسات في المكتب الإقليمي بالقاهرة كيان جاف وفقا للبيان أن مثل هذه الشراكة تستهدف تعزيز التفاعل والتآزر بين مختلف الأطراف نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي دولة الكويت استقبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بقصر بيان الثلاثاء الماضي رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال مساعد الساير والأمين العام للجمعية مها برجس البرجس حيث اطلعا سموه على آخر مشاريع وإنجازات الجمعية في مجال العمل الخيري والتطوعي.
وقد أشاد سموه رعاه الله بالدور الذي قامت به الجمعية في مواجهة تداعيات وباء كورونا بالتعاون مع مختلف قطاعات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني من خلال التعاون وتضافر الجهود من أجل خدمة الوطن العزيز كما أكد سموه حفظه الله على الدور الإنساني والإغاثي للجمعية والمساهمة في رفع المعاناة عن ضحايا النكبات والكوارث في شتى بقاع العالم متمنيا لهم دوام التوفيق أو السداد لكل ما فيه خير ورفعة الوطن العزيز.
وقال الساير في تصريح صحفي عقب الاستقبال “تشرفنا بلقاء حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح لنقدم لسموه واجب العزاء في وفاة المغفور له صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه”.
وأضاف الدكتور الساير “كما قمنا بتهنئة سموه رعاه الله بمناسبة توليه الامارة وحيث ان المغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه كان الرئيس الفخري للجمعية فقد طلبنا من سموه رعاه الله ان يشرفنا بقبوله الرئاسة الفخرية لجمعية الهلال الأحمر الكويتي”.
كما استقبل سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله بقصر بيان الثلاثاء الماضي الساير والبرجس حيث اطلعا سموه على آخر المشاريع والبرامج التطوعية والإنسانية التي تقوم بها الجمعية.
وقد أشاد سموه حفظه الله بالدور الإنساني الرائد لجمعية الهلال الأحمر والقائمين عليها على ما يبذلونه من جهود واسهامات دؤوبة لتحقيق رسالتها النبيلة وأهدافها السامية في رفع المعاناة عن الشعوب المنكوبة ونشر ثقافة العمل التطوعي.
كما أثنى سموه على دور الجمعية الكبير في مواجهة تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 بالتعاون مع مختلف قطاعات الدولة من أجل الحد من آثاره على المجتمع الكويتي.
واستذكر سموه الدور الكبير لقائد العمل الإنساني الامير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وبدور حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بمواقفهما وجهودهما الإنسانية تجاه محتاجي ومنكوبي العالم من خلال النهج الثابت الذي ارساه المغفور له بإذن الله الأمير الراحل بجعل دولة الكويت مركزا رائدا للعمل الإنساني لنصرة القضايا الإنسانية والمساهمة الفاعلة في رفع المعاناة عن البشرية جمعاء.
وعلى الصعيد الإنساني الميداني استمرت المؤسسات والمنظمات الكويتية خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة في جهودها المتتالية لتقديم الدعم للأشقاء حيث أعلن رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والمستشار بالديوان الأميري والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق يوم الاثنين الماضي افتتاح المرحلة الثانية من مدينة صباح الأحمد الخيرية لإيواء النازحين السوريين وذلك بعد أيام قليلة من افتتاح مشروع تنموي نوعي متكامل الخدمات لرعاية الأيتام في جمهورية باكستان بدعم أهل الخير من الكويت.
وقال المعتوق في كلمة القاها بمناسبة افتتاح المرحلة الثانية من مدينة صباح الأحمد الخيرية انه في 22 أبريل الماضي افتتحت الهيئة الخيرية المرحلة الأولى من مدينة صباح الاحمد وقوامها 426 بيتا بينها 300 بيت بتبرع كريم من سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه وكان هذا التبرع فاتحة خير وبركة على هذا المشروع.
وأضاف “اننا اليوم نفتتح المرحلة الثانية من مدينة صباح الأحمد الخيرية وعدد بيوتها 500 بيت وستتوالي بإذن الله بقية المراحل التي تضم 874 بيتا خلال الفترة المقبلة وبذلك يصل عدد بيوت المدينة إلى 1800 بيت” مبينا ان المدينة تضم مسجدين ومركزين لتحفيظ القرآن الكريم وثلاث مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية ومستوصفا طبيا وبئرا ارتوازية وسوقا تجارية ومخبزا آليا.
وأفاد ان تدشين هذه المرافق يأتي في اطار توجه الهيئة الاستراتيجي التنموي الذي يركز على بناء الانسان والمشاريع ذات الأثر طويل الأمد اذ تتيح هذه المدينة السكنية 1000 فرصة عمل لأهل المخيمات ما يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي فضلا عن إدخال أسلوب حديث ومتطور في عالم البناء إلى الداخل السوري وتشييد سكن عمره الافتراضي 10 سنوات عوضا عن المخيمات العشوائية التي لا تصمد أمام تقلبات المناخ.
وذكر انه مع تفاقم معاناة النازحين السوريين في منطقة الشمال السوري اتجهت الهيئة الخيرية إلى إنشاء البيوت الاقتصادية للحد من معاناتهم المعيشية ومشكلاتهم الاجتماعية وعذابات التشرد وتأمين بيوت من الطابوق والاسمنت تضمن للعائلات المهجرة حياة كريمة وآمنة فدشنت 600 بيت في أغسطس 2019 لإيواء الأسر المهجرة والأشد حاجة من ريف حماة وكانت تجربة ناجحة ومشجعة اذ يتألف البيت الواحد من غرفتين وحمام وفسحة سماوية بتكلفة 333 دينارا.
وأبن المعتوق في كلمته سمو الامير الراحل قائلا “اننا برحيل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه فقدنا قائدا إنسانيا فذا وأحد رعاة قيم الخير والسلام والدبلوماسية والحوار والتعايش اذ كرس حياته لخدمة وطنه وأمتيه العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء وسطر بحروف من نور مسيرة تاريخية حافلة بالانجازات الرائدة”.
واضاف “انه بقيادته الحكيمة وسياسته المتزنة جعل الكويت مركزا للعمل الإنساني وأنموذجا فريدا للعطاء الإنساني وشهدت مسيرته المباركة أعمالا جليلة ومبادرات إنسانية عظيمة ستظل بإذن الله خالدة في ذاكرة التاريخ ونبراسا مضيئا للأجيال ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا الكبير بواسع رحمته وعظيم مغفرته وأن يجعله من أهل الفردوس الأعلى وينزله منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا”.
وتقدم المعتوق بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد حفظهما الله بمناسبة توليهما مقاليد الحكم في البلاد مؤكدا “الثقة التامة بحرص هذين القائدين الكبيرين على مواصلة مسيرة الخير والإنسانية التي أرساها سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه”.
وذكر ان سمو الأمير الراحل وجه الهيئة الخيرية لتنظيم أربعة مؤتمرات للمنظمات غير الحكومية للغاية نفسها والتي بلغ حصادها مليار و300 مليون دولار كما تبرع سموه رحمه الله بإنشاء قرية للاجئين السوريين في مخيم الزعتري بقيمة خمسة ملايين دولار وهذا غيض من فيض عطائه.
وأضاف ان “مؤسسات الكويت الخيرية ما زالت تتحمل مسؤولياتها الانسانية إزاء الأزمة السورية التي دخلت عامها العاشر في ظل ما شهدته من حركة نزوح ولجوء مخيفة تعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية اذ شكل تحدي الإيواء حاجة أساسية في حياة النازحين وضرورة ملحة لحفظ كرامتهم وصون خصوصياتهم”. ومن جانبه قال الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الصباح ممثلا عن الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح في كلمة له بهذه المناسبة ان سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه شهدت له المحافل والحكومات والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة اذ كان قائدا إنسانيا فريدا حيث شهد العمل الخيري في عهده تطورا نوعيا وانتشارا واسعا واتسمت تجربة الكويت الإنسانية بالتفرد والريادة.
وذكر ان هذه البلاد الطيبة استضافت العديد من المؤتمرات الدولية للدول المانحة لدعم الوضع الإنساني في سوريا والعراق والسودان وقدمت المساعدات السخية لضحايا الكوارث والنزاعات في اليمن والصومال وباكستان وغيرها حتى أصبحت في ظل قيادته الإنسانية الرشيدة واحدة من أهم الدول المانحة في العالم.
وأضاف ان حكومة الكويت ومؤسساتها الخيرية المانحة رسخت منذ عقود روح التضامن الدولي مع الشعوب المنكوبة والمجتمعات الفقيرة عبر اطلاق العديد من المبادرات الإنسانية التنموية والإغاثية المتنوعة كاشفة وجهها الإنساني المشرق.
وقال “وبهذا الدور الإنساني الرائد لسموه طيب الله ثراه ارتفع قدر دولة الكويت بين حكومات العالم وشعوبه وبادرت منظمة الأمم المتحدة إلى تتويج سموه قائدا للعمل الإنساني تقديرا لدوره الإنساني الكبير وتسمية الكويت مركزا إنسانيا عالميا وقد جاء هذا الحدث التاريخي ليقدم شهادة أممية على إنسانية دولة الكويت وانحياز أميرها الراحل إلى الفقراء والمستضعفين”.
وثمن الشيخ صباح ناصر الصباح “الجهود الإنسانية المقدرة التي تضطلع بها المؤسسات الخيرية والوقفية الكويتية الرسمية والأهلية وفي مقدمتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في تخفيف معاناة الشعوب المنكوبة والمجتمعات الفقيرة ومساعدتها على تجاوز أزمتها الإنسانية وخاصة الشعب السوري الذي يتعرض إلى أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث” وعلى جانب آخر وصلت الى مطار الخرطوم الثلاثاء الماضي سابع طائرات الجسر الجوي الكويتي الاغاثي إلى السودان عبر جمعية العون المباشر محملة بنحو 40 طنا من المساعدات.
وقال القائم بأعمال السفارة الكويتية في الخرطوم عبدالكريم المجيم في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) “وصلت الطائرة السابعة من الجسر الجوي الانساني بتوجيهات من القيادة السياسية إلى السودان للحد من تأثير كارثة السيول والفيضانات” مضيفا ان “مزيدا من طائرات الجسر الجوي الكويتي سيصل الى السودان في الايام المقبلة”.
وبدوره ذكر المدير العام لجمعية العون المباشر عبد الله عبد الرحمن السميط ل (كونا) ان “الطائرة تحمل مساعدات غذائية وايوائية للسودان تقدر بنحو 40 طنا”.
وفي السياق ذاته قال المدير القطري لجمعية العون المباشر عبد المجيد جالي ل(كونا) ان المساعدات ستوجه لاستكمال توزيع المساعدات بولاية (سنار) وبقية المناطق المتضررة.
اما المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا لادارة كارثة السيول والفيضانات بالسودان عزالدين الصافي فقد قال ل(كونا) ان الكويت تعتبر من اكبر المساهمين في تجاوز الكارثة بعد ان ارسلت نحو 250 طنا من المساعدات.
وقال انهم سيقومون عبر اللجنة العليا للطوارئ واللجان الفرعية مع جمعية العون المباشر بايصال المساعدات إلى المناطق الاكثر تضررا معبرا عن شكره للحكومة والشعب الكويتي على الدعم والمساندة للسودان في محنته.
ومن جهته قال مفوض العون الانساني بولاية الخرطوم مصطفى ادم ل(كونا) ان الدعم الكويتي فاق كل (الدعومات) المقدمة إلى السودان وهو امر ليس بغريب على دولة الكويت حكومة وشعبا باعتبارها رائدة في العمل الانساني على مستوى العالم فضلا عن الروابط الاخوية بين البلدين.
وحذرت السلطات السودانية من تداعيات الفيضانات واعلنت حالة الطوارئ في كل انحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر كما قررت اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية بعد تزايد الامطار وارتفاع النيل الى مستوى قياسي.
وتقدر مفوضية العون الانساني في السودان ان اكثر من 830 الف شخص تأثروا من جراء الامطار والفيضانات التي تسببت ايضا بوفاة اكثر من 130 شخصا واصابة 45 اخرين وانهيار نحو 164 الف منزل وتدمير مليوني هكتار من الاراضي الزراعية الى جانب نفوق 5930 رأس ماشية.
ومن جانبه أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الأربعاء الماضي البدء بتعبئة نحو 10000 سلة غذائية مقدمة من الهلال الأحمر الكويتي للأسر الفلسطينية المتأثرة بتفشي عدوى فيروس ( كورونا المستجد – كوفيد 19) في قطاع غزة. وقال مدير إدارة الكوارث في الهلال الأحمر الفلسطيني في المحافظات الجنوبية عبدالعزيز أبو عيشة في تصريح صحفي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) “ان الهلال الأحمر الفلسطيني بدأ بتعبئة 10000 سلة غذائية ممولة من الهلال الأحمر الكويتي للتخفيف من معاناة الناس المتأثرة بفيروس (كورونا) ” . وأضاف أبو عيشة ان هذه المساعدات الغذائية “تستهدف الفئات الفلسطينية المتأثرة من جائحة (كورونا) والمحجورين ومن تأثرت أعمالهم اليومية بسبب حظر التجول والاغلاق الذي أدى الى زيادة في نسبة البطالة والفقر”. واوضح “ان المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر الكويتي جاءت استجابة لنداء تم تقديمه نهاية أغسطس الماضي لكافة المؤسسات العربية والدولية عقب الإعلان عن تسجيل إصابات في المجتمع الفلسطيني بغزة”.
وتقدم بالشكر الي الكويت قيادة وشعبا الي جانب والهلال الأحمر الكويتي على سرعة استجابتهم لإغاثة الشعب الفلسطيني في ظل الحصار الاسرائيلي وتفشي وباء (كورونا) بين الفلسطينيين.
كما اعرب عن تعازيه الخالصة للكويت بفقدانها لأمير الإنسانية المغفور له بإذن الله سمو اميرالبلاد الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
وفي اليمن اختتمت بمدينة (تعز) الثلاثاء الماضي فعاليات المخيم الطبي المجاني لأمراض وجراحة العيون منه بإشراف (جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية) في إطار حملة (الكويت بجانبكم) المستمرة منذ ست سنوات.
وقالت (مؤسسة استجابة للأعمال الانسانية) في بيان إن المخيم الذي استمر لمدة أسبوعين أجرى 100 عملية جراحية مجانية في مستشفى (الشهيد عدنان الحمادي العسكري) بمدينة (تعز) كما أجرى معاينة لأكثر من 200 حالة مرضية.
وأضافت أن المشروع يهدف للمساعدة في معالجة مرضى العيون وإجراء العمليات الجراحية للمياه البيضاء وزراعة العدسات وتخفيف معاناة كثير من المواطنين الذين لا يستطيعون تلقي العلاج إضافة لتخفيف الضغط على المستشفيات.
وأعرب وكيل أول محافظة (تعز) عبدالقوي المخلافي في تصريح صحفي عن بالغ شكره لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على جهودهم الانسانية والاغاثية المستمرة للشعب اليمني في مختلف الظروف والمراحل.
وأوضح أن بصمات الكويت واضحة وجلية في كافة القطاعات الخدمية والانسانية وفي كافة المحافظات اليمنية وخصوصا (تعز) التي حظيت منذ عقود بكثير من المشاريع الكويتية وفي مختلف القطاعات.
وأشار إلى أهمية هذا المشروع الذي يساعد المواطنين على العلاج وتجاوز مرض العيون في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها. وفي اليمن أيضا دشنت جمعية العون المباشر الكويتية الأربعاء الماضي مخيمين طبيين مجانيين لعلاج مرضى العيون بمدينة (المكلا) التابعة لمحافظة (حضرموت) اليمنية تزامنا مع اختتام مخيم آخر بمدينة (سيئون) بذات المحافظة.
وقال منسق مخيمات (نور العون) بمكتب (العون المباشر) في اليمن الدكتور فريد الدهمشي في بيان صحفي إن المخيمين 61 و62 يهدفان لإجراء 400 عملية إزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات خلال الفترة 14-30 أكتوبر الجاري.
وأضاف أنه سيتم توزيع علاجات ونظارات لعدد 400 مريض آخر وإجراء فحوص مخبرية ومعينة باطنة لعدد 450 حالة وتوعية وتثقيف 500 شخص حول أمراض العيون.
وأشار إلى افتتاح هذين المخيمين جاء تزامنا مع اختتام المخيم الطبي ال60 لجراحة العيون الخميس الماضي والذي اقيم بمدينة (سيؤون) بمحافظة (حضرموت) والذي اجرى 200 عملية لسحب المياه البيضاء وزراعة العدسات إضافة لصرف أدوية ونظارات ل200 حالة وإجراء فحوص مخبرية ل280 حالة ومعاينات باطنة ل200 حالة وتوعية وتثقيف 250 شخصا حول أمراض العيون.
وبين أن جميع هذه المخيمات أقيمت بنظام الخطة البديلة التي تراعي الاجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) وتتضمن تنفيذ ما يتراوح بين خمس إلى عشر عمليات في اليوم الواحد.
من جانبها قالت المدير الاقليمي ل(العون المباشر) مكتب اليمن معالي العسعوسي إن هذه المخيمات تهدف لتوفير الخدمات الصحية المجانية للفئات المستهدفة في مناطقهم دون تحملهم عناء التنقل وتكاليف العلاج.
وأضافت أن هذه المخيمات تنفذ بجهود كبيرة لفرق طبية وتطوعية متمرسة ولها خبرة طويلة وتأتي التزاما من (العون المباشر) بمكافحة أمراض العيون والعمى في اليمن. (النهاية) م ع ع