يقول الله تبارك وتعالى في محكم آياته: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} الفرقان آية 2.
مامن شيء في هذا الكون الا قد خلق وفق نظام دقيق وصنيع متقن من الخالق جل جلاله وتقدست أسمائه ، ولولا هذا النظام الدقيق في تكوينه الفريد في مسيره لتخبط الجميع ، فالعمل وفق نظام ودقة وتجنب الاهمال بدوره يجنبك العديد من المشاكل والاخفاقات المتتالية ، ان من الحكمة والصواب أن نحيا وفق قوانين الكون التي وضعها الله جل وعلا لنا، فهو عندما جعل الليل لباسا والنهار معاشا كان لحكمة بالغه تتماشى مع تكوين الخلق أجمع ومخالفتها بالطبيعة تفتح المجال للعديد من الأمراض والمتاعب، وعندما نتعمق أكثر وأكثر نجد أن السلوكيات بذاتها عندما تخالف الفطرة السليمة ترمي بالفرد الى هاوية مظلمة من الاحباطات والالام الجسيمة على المستوى الجسدي او النفسي او الاجتماعي ،فالسلوك الذي يخالف قوانين الكون وقوانين الحياة ترفضه جسيمات هي في الغالب أكثر وعيا منا بهذه القوانين، فيحصل الاضطراب والتراجع الى ان يختل الاتزان ويفقد الشخص معها السيطره على نفسه وحياته ، ما اوجد الله النظام الكوني الا ليعتبر هذا المخلوق ، وليعي أن الاهمال والعشوائية ومخالفة الطبيعة والفطرة سببا كافيا للتردي ، والأهم من ذلك كله السعي لفهم أساسيات هذه الانظمة الكونيه الالهية ،وكيف تعمل،ولماذا تعمل على هذه الشاكلة ليتطور بذلك الفهم عقل الانسان ويأخذ بهذا الدليل صدق البيان ويجتهد ويعمل مع نواميس الكون باتقان.
وسمية الخشمان