قال مسؤولون في قطاع الأمن الوطني في الولايات المتحدة إن إيران كانت مسؤولة عن إرسال تهديدات عبر البريد الإلكتروني للناخبين الديمقراطيين قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020.
وقال جون راتكليف، مدير وكالة المخابرات الوطني الأمريكية، إن رسائل البريد الإلكتروني بدت وكأنها أُرسلت من قبل أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذين ينتمون إلى اليمين المتشدد. كما بدت الرسائل كمحاولات “لإثارة الاضطرابات” في البلاد.
وأضاف أن مسؤولين أمريكيين اكتشفوا أن إيران وروسيا حصلتا على بعض “بيانات تسجيل ناخبين أمريكيين” في الوقت الذي نفت فيه طهران وموسكو الاتهامات التي وجهت إلى البلدين بالتدخل في الانتخابات الأمريكية.
وقال سعيد خطاب زاده، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: “أوصلنا رفض إيران القاطع لهذه المزاعم المتكررة، والكاذبة، والواهية إلى السفير السويسري في طهران الذي يمثل المصالح الأمريكية في إيران”.
وأضاف: “وكما أوضحنا من قبل، لن يشكل الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية أي فارق بالنسبة لإيران”.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الحكومة الروسية، لبي بي سي: “نأسف لتردد هذه الاتهامات على مسامعنا يوميا، وهي مزاعم عارية تماما من الصحة ولا تستند إلى أي شيء”.
وأضاف: “أعتقد أنها نوع من الممارسات السياسية ذات الصلة بالانتخابات المقبلة”.
ودعم قرار راتكليف بعقد مؤتمر صحفي عن مسألة التدخل في الانتخابات الأمريكية قبل أيام قليلة من إجرائها مخاوف الحكومة حيال التدخل الأجنبي في عملية التصويت وحملات التضليل التي تديرها أطراف خارجية.
وقال مدير المخابرات إن الرسائل التي أرسلتها إيران من “عناوين بريد إلكتروني زائفة”، زعمت أنها من جماعة “براود بويز” اليمينية المتشددة، استهدفت “تخويف الناخبين، وإثارة الاضطرابات، وإلحاق الضرر بالرئيس ترامب”.
وأضاف: “بيانات الناخبين قد يساء استخدامها بطريقة ما لتوصيل معلومات غير صحيحة للناخبين المسجلين، وهي الطرق التي يأملون في أن تغرس الاضطرابات والفوضى وتقوض الثقة في الديمقراطية الأمريكية”.
وتابع: “لم نر مثل هذه الإجراءات من قبل روسيا، لكننا على يقين أن روسيا لديها بعض بيانات الناخبين”.
وفي العديد من الولايات الأمريكية، يتم منح بيانات الناخبين بناء على طلب ذلك، لكن لكل ولاية متطلبات مختلفة عن الأخرى فيما يتعلق بمن له الحق في طلب الحصول على بيانات الناخبين، وما هي البيانات التي يمكنه الحصول عليها، وطريقة استخدام هذه البيانات، وذلك بموجب ما ينص عليه المؤتمر الوطني للمجالس التشريعية للولايات الأمريكية.
وناشد مدير المخابرات الناخبين الأمريكيين بأنه حال استقبالهم لرسائل بريد إلكتروني “تخويفية أو خداعية في صندوق الوارد” ألا ينزعجوا وألا ينشروها، واصفا إجراءات التأثير في الناخبين الأمريكيين بأنها “محاولات يائسة من أعداء يائسين”.
وشارك كريستوفر واري، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، في المؤتمر الصحفي الذي انعقد بخصوص مخاوف التدخل الأجنبي في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وأكد واري أن نظم الانتخابات الأمريكية “لا تزال آمنة وصامدة” في وجه أي اختراق.
وأضاف: “ينبغي أن تثقوا في عملية فرز أصواتكم، وجميع المزاعم التي ظهرت في وقت مبكر والتي لم يتم التحقق من صحتها التي تشير إلى عكس ذلك، ينبغي أن يكون التعامل معها بقدر صحي من الشك”.
ولم يصرح المسؤولون الأمريكيون بالمزيد من التفاصيل فيما يتعلق بكيفية الحصول على بيانات الناخبين وما الذي قد تفعله روسيا بهذه المعلومات.
وتوصلت وكالات المخابرات الأمريكية في 2016 إلى أن قراصنة إلكترونيين مدعومين من الكريملن كانوا وراء جهود استهدفت تقويض حملة هيلاي كلينتون لانتخابات الرئاسة الأمريكية باستخدام هجمات إلكترونية ونشر أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن لم يثبت للأجهزة الأمنية الأمريكية في ذلك الوقت أن إيران تمكنت من اختراق النظم الإلكترونية الأمريكية.
وكانت رسائل البريد الإلكتروني التي تحدث عنها راتكليف تستهدف ناخبين ديمقراطيين في العديد من الولايات الأمريكية، بما في ذلك ولايات من بين التي يحتدم فيها الصراع بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي والتي يعتبر حسمها مغيرا للموقف بالنسبة للانتخابات بصفة عامة مثل فلوريدا. وكانت تلك الرسائل تحث الناخبين الديمقراطيين على التصويت لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وما إلى ذلك من الأمور.
وجاء في بعض تلك الرسائل: “سوف تصوتون لصالح ترامب يوم الانتخابات، وإلا سنلاحقكم”، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
وأضافت أن الرسائل احتوت أيضا على عبارات مثل “غيروا انتمائكم الحزبي إلى الجمهوريين حتى نتأكد من أنكم تسلمتم الرسالة وأنكم سوف تنصاعون لما جاء فيها”.
وحتى الآن، أدلى حوالي 40 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم في إطار عمليات التصويت المبكرة للسباق الرئاسي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن.