ووفق بيان صحافي للمستشفى حصل عليه 24، شَهِدَت أول مريضة أجريت لها تلك العملية، واسمها صالحة الظاهري، تحسناً كبيراً في جودة حياتها. فأثناء عملية جراحية عالية الدقة والاختصاص أُجرِيَت لإزالة ورم بالدماغ في موضع قريب من المناطق الحرجة التي تتحكم في الكلام والمهارات الأخرى.
وذكرت صالحة أسماء أشياء، وقرأت جُملاً، وعَدَّت عداً تنازلياً بدءاً من الرقم 100، وهذا مَكَّن الأطباء من أن يتعاملوا مع الورم دون الإضرار بالمسارات الحيوية بالدماغ.
الأولى من نوعها في الإمارات
ومن خلال إجراء جراحة الدماغ أثناء يقظة المريضة، لم يكن الفريق الطبي متعدد التخصصات قادراً على استصال الورم بالجراحة استئصالاً كاملاً وحسب، بل نجح كذلك في أن يقلل من نوبات الصرع التي كانت تنتاب السيدة الإماراتية ذات الإحدى وثلاثين عاماً، مع الحفاظ على مهاراتها الوظيفية، بما يجعل هذه العملية هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومنذ الجراحة الأولى، أكمل الفريق الطبي بمعهد الأعصاب، في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” إجراء ثلاث عمليات جراحية أخرى مشابهة، وسيجرون جراحتين أخرتين في الأشهر المقبلة.
تقول صالحة، وهي مشرفة حافلة مدرسية، تعمل في أبوظبي: “لقد كانت تجربةً تفوق خيالي، فما كنت أتوقع أن أرى الأطباء يجرون عملية جراحية لي، وأنا في يقظة كاملة، يسألونني وأجيب على أسئلتهم. ولم أكن أشعر بأي ألم. الآن توقفت نوبات الدوار والصرع التي كانت تنتابني؛ ولن أستطيع أن أوفي الأطباء حقهم من الشكر لما بذلوه من جهد لتحقيق هذه المعجزة. وبرغم أنني ما زلت أخضع للتأهيل، إلا أن حياتي قد تحسنت تحسناً كثيراً. وأتطلع لاستئناف عملي كما كنت”.
للمرة الأولى.. تقنية ثلاثية الأبعاد عالية الجودة
وللمرة الأولى، استخدم الجراحون العصبيون في المستشفى تقنية ثلاثية الأبعاد، عالية الجودة، تعطي صوراً متتابعة تُسْتَوْرَد إلى داخل جهاز الملاحة، لرسم تخطيط بالمسارات الأكثر أماناً، للوصول إلى الورم وإزالته، وهي تقنية تعمل بطريقة نظام تحديد المواقع (جي بي إس)، للحيلولة دون تلف أي نسيج سليم بقدر الإمكان. واستعمل الفريق أيضاً نموذجاً مطبوعاً ثلاثي الأبعاد لدماغ صالحة وللورم، وذلك لرسم التخطيط قبل الجراحي، بطريقة (تحديد موقع المرض ثم معالجته).